العلاقة بين اللغة العربية والإعلام يمكن ترجمتها بأربع قضايا، وتتمثل الأولى في مدى إنتاج اللغة العربية على صعيد المفردات كما يفي بمتطلبات الانتشار والتوسع والتداول الجماهيري، ثم قدرة اللغة العربية على الوفاء بمتطلبات تنوع وسائط الإعلام، وكذا تقييم الإعلاميين لواقع اللغة الإعلامية الراهنة، وأخيرا دور الإعلام والإعلاميين في تنمية عناصر استخدام اللغة العربية. ورأى 54 بالمائة من المستطلعة آراؤهم أن اللغة العربية تتمظهر في المصطلحات والمفاهيم العلمية والتقنية والثقافية الإعلامية، وقال 72 بالمائة أن اللغة العربية تُطعَم في وسائل الإعلام بمفردات أجنبية أو بمفاهيم وأفكار بسبب الضرورة الفنية التقنية التي فرضت نفسها. ما يسترعي الانتباه هو أن نسبة اقتناء المعجم الخاص بالمصطلحات الإعلامية الأحادي اللغة «العربية» بلغت 31 بالمائة، يقابلها اعتماد 91.5 بالمائة من الإعلاميين على اللغة العربية في قراءة وكتابة الخبر أو التعليق أو التحليل، مقابل اعتماد 32 بالمائة ذلك في الإنجليزية، وهو أمر يبرر «الحاجة إلى وضع معجم متطور وعصري في المصطلحات الإعلامية»، يقول القائمون على المشروع.. على صعيد واقع اللغة العربية في النص المقروء «الصحيفة»، بدا القلق في تدني نسبة من يرون هذا الواقع جيدا جدا «16 بالمائة»، وجيدا «40 بالمائة»، ومقبولا «32 بالمائة»، وقد اقترن ذلك بتحديد مبعث القلق، وبيان مشاكل اللغة العربية في الكتابة الصحفية، التي تتمظهر حسب رأي المستطلع رأيهم بالخطأ النحوي «53 بالمائة»، والصرفي «36 بالمائة»، ثم ضعف تركيب الجملة «43 بالمائة»، وأخيرا استخدام مفردات وتراكيب عامية ب»39 بالمائة». هل قدمت وسائل الإعلام دورها المطلوب بشكل كاف في تنمية الثقافة العربية، ولاسيما نشر لغة عربية صحيحة موحدة، مما يساعد على تقوية الاتصال الجماهيري؟ قدمت النتائج نسبة هزيلة، تكشف واقعا تراجعيا، فهي لم تتجاوز 6 بالمائة، وجهر آخرون صراحة بأنها لا تؤدي هذا الدور «51 بالمائة»، ورأى آخرون أن ذلك يؤدى بشكل مقبول «41 بالمائة»، وهذه النسب على ما بينها من تفاوت، «تضعنا أمام مسؤولية خطيرة، تنذر بحضور قلق متزايد»، يقول المشروع.