قال خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة في تصريح ل"التجديد"، إن منطقة الساحل الإفريقي تعج بالكثير من المشاكل التي لم يتم حلها والمرتبطة بمفهوم الهوية والدولة، مؤكدا أن ذلك نتج عن المرحلة الاستعمارية التي رسمت حدودا بين الدول لم تراع الانتماءات كطائفة الأزواد في مالي التي لم تجد ذاتها في محيط سليم يحترم عاداتها الثقافية. وأضاف المتحدث أن لجوء الجماعات بمنطقة الساحل إلى التطرف والعنف للتنفيس عن مشاكلها ليس دائما بمنطلقات دينية، فبعض هذه الجماعات لها منطلقات انفصالية بالأساس، مشددا على أنه يمكن اللجوء إلى منطق غير ديني للقيام بالعنف كالحركات الثورية اليسارية. وحسب المتحدث، فإن معالجة ظاهرة التطرف والغلو لدى الجماعات المسلحة النشطة في المنطقة تبتدئ أولا بتحمل الدول مسؤولياتها في تقديم حلول تحقق التوافق الاجتماعي والديني والثقافي، وتنطلق من اعتماد أسس منطقية للتعامل مع فكر وممارسة الإنسان بشكل عام، وتقديم تربية مبنية على الأخلاق الدينية، وتدخل القوى التي تتحمل مسؤولية تاريخية وحضارية في المنقطة. وقال شيات إن للمغرب خلفيات حضارية بالمنطقة تأسست بمساهمته في نشر الإسلام مما ولد تبعية روحية لشعوب المنطقة مع القيم المغربية وولد مسؤولية لدى المغاربة من أجل التدخل لتلطيف الأجواء وتحقيق استقرار المجتمعات التي في أغلبها مسلمة تكالب عليها الجهل ومصالح القوى الأجنبية.