استنكر بعض سكان حي القلعة بالجديدة سكوت السلطات ورجال الأمن عن انتشار ظاهرة جديدة بين صفوف أطفال هذا الحي الشعبي والتي تتمثل في صنع قنابل تقليدية وتفجيرها في إحدى ساحات الحي محدثة أصواتا قوية وهلعا في وسط الأطفال والساكنة، وقد عاينت ''التجديد'' طريقة صنع هاته القنابل من لدن أطفال بحي القلعة والتي تتم عبر ملء قارورات زجاجية أو بلاستيكية بمادة حارقة مع إضافة قطع من نوع من الورق، ويقوم الأطفال بتحريك القارورات بشكل سريع قبل أن يشعلوا فتيلا لتفجيرها، وهي عملية جد خطيرة حسب ما عاينا وتحدث صوتا قويا، واستنكر السكان عدم تدخل رجال الأمن الذين لا تفصلهم سوى أمتار قليلة عن مكان التفجيرات، متخوفين من تطور مثل هذه القنابل اليدوية أو انتشارها بين الدروب سيما مع حلول عاشوراء. وتعليقا على الموضوع قال الدكتور حسن قرنفل أستاذ علم الإجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجديدة إنه دائما كنا نلاحظ في المغرب ودول أخرى مشابهة أن الأطفال في الأحياء الشعبية والأوساط الفقيرة حين يتعذر عليهم الحصول على لعب كباقي أقرانهم من أبناء الطبقات الميسورة والمتوسطة فإنهم يلجأون إلى صنع ألعاب تعوض تلك الألعاب، ونذكر هنا يقول قرنفل لجوء الأطفال في السابق إلى اللعب بالعجلات عند تعذر حصولهم على لعبة السيارة أو الدراجة، ويلجأون كذلك إلى صنع سيارات من قطع الخشب كذلك ويسيرون بها في الشوارع معرضين حياتهم للخطر. مضيفا في تصريح ل''التجديد'' أن هذا السلوك يدخل دائما في إطار تعويض ما ينقص عند الأطفال من اللعب نظرا لقدرة أسرهم المحدودة أو غيابهم في بعض الأحيان. وأشار قرنفل أنه من المعروف في عاشوراء أن كل ما يشعل النار يستخدم كمادة للعب ''كالحلفة'' و''الجيكس'' والغاز ... وفي السنوات الأخيرة ظهرت الألعاب النارية الواردة على المغرب من الخارج والتي منعت السلطات المغربية استيراد الكثير منها و تسويقها . وأمام هذا الفراغ سيكون من المفهوم أن يلجأ الأطفال وأحيانا بعض المراهقين إلى أشياء بديلة من أجل تحقيق تلك الفرجة التي كانت تحققها تلك الألعاب، وبطبيعة الحال فإن خطورة مثل هذه القنابل اليدوية تكمن في كونها غير مراقبة بالتالي لا يدرك حتى مستعملوها الخطورة الناجمة عنها (إصابة الأشخاص والبيوت والمنازل... ).