في خطوة فنية غير مسبوقة تعكس المكانة المتصاعدة لمدينة الداخلة على الساحة العالمية، اختار المخرج الأمريكي الشهير كريستوفر نولان الصحراء المغربية كموقع رئيسي لتصوير فيلمه الجديد "The Odyssey"، المستوحى من الملحمة اليونانية الشهيرة، ضمن إنتاج سينمائي ضخم تتجاوز ميزانيته 250 مليون دولار. هذا المشروع السينمائي يعد الأول من نوعه الذي يحتضن تصويره جنوب المملكة، ما يشكل تحولا رمزيا في مسار المدينة التي باتت تحظى باهتمام متزايد على المستويين السياسي والثقافي، وتتحول تدريجيا إلى واجهة دولية للفن والاستثمار. طاقم العمل، الذي يضم نجوما من الصف الأول في هوليود، وصل بالفعل إلى الداخلة، حيث انطلقت التحضيرات لتصوير مشاهد بالصحراء والخليج المحاذي للمدينة، المعروف بجماله الطبيعي وتنوعه البيئي. ومن أبرز الوجوه المشاركة في العمل النجمة زيندايا والممثل مات دامون، اللذان بدآ فعلا تصوير مشاهدهما بعد جولة تصويرية سابقة شملت الولاياتالمتحدة وإيطاليا. الفيلم من إنتاج شركة Universal Pictures، ويضم أسماء لامعة مثل آن هاثاواي، روبرت باتينسون، توم هولاند، لوبيتا نيونغو، وشارليز ثيرون. ومن المرتقب أن يُعرض عالميا خلال يوليوز 2026، ضمن أكثر الأعمال المرتقبة في السنوات المقبلة. ويأتي اختيار نولان للداخلة في سياق اهتمام متزايد من قبل شخصيات ومؤسسات أمريكية بالجنوب المغربي، خاصة بعد الزيارة البارزة التي قامت بها إيفانكا ترامب وزوجها جاريد كوشنر سنة 2020، ما سلط الضوء على الإمكانات السياحية والاستثمارية للمنطقة. ويرى متابعون أن تصوير فيلم بهذا الحجم في الداخلة ليس مجرد خيار تقني أو جمالي، بل يحمل دلالات سياسية وثقافية تعكس التقدير الدولي المتنامي لمغربية الصحراء. كما يُتوقع أن يشكل الفيلم فرصة ذهبية للترويج لجمال الجنوب المغربي لدى جمهور عالمي واسع، وتعزيز موقع الداخلة كوجهة سينمائية وسياحية عالمية.