على خطى أهل طنجة في انتقاد إصلاح ساحة سور المعكازين الشهيرة، سار نشطاء وسكان مدينة العرائش الذين شارك العشرات منهم في تظاهرة احتجاجية ليلية رافضة للإصلاحات التي طالت الشرفة الأطلسية التاريخية التي تمثل متنفسا للمدينة وزوارها. جاءت هذه التظاهرة الاحتجاجية التي نظمت مساء أمس السبت، استجابة للدعوة التي وجهتها فعاليات المجتمع المدني لتثمين الهوية الثقافية والبيئية للشرفة الأطلسية والمنحدر الساحلي بمدينة العرائش. واعتبر أحمد بوزرك، وهو إطار في القطاع الخاص، في اتصال مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الشكل الذي أصبحت عليه الشرفة الأطلسية بعد الإصلاحات التي أدخلت عليها "طمس هويتها التاريخية، وجاء معاكسا للتصاميم التي وعدت بها السلطات وتحفظت الفعاليات المدنية عليها". وأضاف بوزرك أن الشارع العرائشي "غاضب من الإصلاحات والنواقص التي تعتريها"، مؤكدا أن هدم عدد من المعالم التي تمثل جزءا من تاريخ المدينة وذاكرتها "خطأ لا يغتفر". وزاد موضحا: "الأشغال لم تنته، ومع ذلك تم فتح الشرفة في وجه العموم بشكل مفاجئ"؛ إذ بينت الصور أن "الأعمدة الكهربائية وعددا من الخيوط وعملية التبليط والرخام لم تتم بالشكل المطلوب". وتابع الإطار في القطاع الخاص من أبناء المدينة أن الفعاليات المدنية سبق لها أن اعترضت على هدم "العريشة" التي كانت تعرف بها الشرفة الأطلسية، وكذا "مسرح الهواء الطلق الصغير الذي كان يمثل ساحة للترفيه وإلقاء العروض، وذاكرة للمدينة الساحلية". وانتقد بوزرك تحويل الشرفة الأطلسية إلى "كورنيش" بعدما كانت متنفسا لساكنة المدينة في مشاهدة الأطلسي والاستمتاع بحركة أمواجه الهادرة، ومعاينة سفن الصيد في رحلات الصيد الساحلي وعودتها إلى ميناء المدينة الصغير. وطالبت الفعاليات المحلية في لقاء مع السلطات بعقد يوم دراسي حول الموضوع والخروج بتصور متوافق عليه يحفظ للشرفة هويتها البصرية السابقة، ويجعلها في حلة جديدة تواكب تطلعات الساكنة في الإصلاح من دون تغيير شكلها التاريخي، وإعادة اللون الأبيض والأزرق. ودعا المشاركون في الوقفة الاحتجاجية إلى وقف تنزيل النموذج الحالي ل"العريشة" وكل عناصر التأثيث، مشددين على ضرورة الحفاظ على الشكل القبلي مع إضافة الحدائق بدل الإسمنت والرخام. في غضون ذلك، علمت هسبريس أن السلطات تواصلت مع ممثلي الفعاليات المدنية التي احتجت على إصلاح الشرفة الأطلسية بالمدينة، ودعتهم إلى لقاء مرتقب مع العالمين بوعاصم، عامل إقليمالعرائش، لمناقشة الموضوع والمشاكل التي يطرحها. ويمني أبناء العرائش الغاضبين من إصلاح الواجهة الأطلسية النفس بدفع السلطات إلى مراجعة الإصلاحات، تأسيا بالخطوة التي أقدم عليها والي جهة طنجةتطوانالحسيمة عامل عمالة طنجةأصيلة، يونس التازي، بخصوص ساحة سور المعكازين التي تمت إعادة إصلاحها بعد الانتقادات التي طالتها في النسخة الأولى.