أعلن في مدينة مراكش، الجمعة الماضية 8 يونيو 2012، خلال الحفل الختامي المؤتمر العالمي ال12 للمنظمة الدولية للوقاية الطرقية، عن الانطلاقة الرسمية لعقد العمل 2011 -2020، من أجل السلامة على الطرق بالمغرب، وذلك طبقا لإعلان الأممالمتحدة في مارس 2010. وتهدف المبادرة إلى الحد من تفاقم عدد حوادث السير وتحسين الوقاية الطرقية في إطار مبادرة الأممالمتحدة لتقليص ضحايا حوادث السير في العالم. ويشمل عقد العمل المنجز فقط باللغة الفرنسية والذي حصلت التجديد على نسخة منه، على محاور استراتيجية تتضمن كل واحدة منها أنشطة ملموسة وقابلة للتنفيذ على المدى القصير ولها قيمة مضافة. وتتوزع هذه المحاور الاستراتيجية بين التنسيق وتدبير السلامة الطرقية على أعلى مستوى، والتشريع، والمراقبة والزجر، وتكوين السائقين والامتحانات الخاصة بالسياقة، وتحسين البنيات التحتية الطرقية والمسارات داخل المدن، وتحسين عمليات إنقاذ ضحايا حوادث السير، والتواصل، والتحسيس، والتربية على الطرق، والبحث العلمي والتكنولوجيا الحديثة في السلامة الطرقية. وقال نشطاء مدنيون في مجال السلامة الطرقية، إن عقد العمل هذا لم يأت بجديد، منتقدين عدم إشراك الجمعيات المدنية في بلورة مفهوم جديد للسلامة الطرقية واقتراح مشاريع من أجل التخفيض من حوادث السير وضحاياه. وأضافوا للتجديد أن المبادرات الوطنية انطلقت منذ سنة 2003 ، لكنها لم تحقق النتائج المرجوة. كما لاحظوا أن العقوبات الزجرية ساهمت إلى حد ما، في الحد من حوادث السير وما كشف عنه مبيان رسمي يظهر انخفاض حوادث السير، مباشرة بعد تعميم دورية لوزير العدل، حول سحب رخصة السياقة سنة 2005، لكن بعد سحب هذه الدورية عادت حوادث السير إلى الارتفاع، كما ظهر عند دخول حيز التنفيذ لقانون السير الجديد سنة 2010، قبل أن تعود إلى الارتفاع في بداية سنة 2011، نظرا لتباطؤ تطبيق هذا القانون. وشدد النشطاء ذاتهم على محور التربية والتحسيس وإدماج السلامة الطرقية في المنظومة التربوية، مشيرين إلى نجاح هذه المقاربة في عدد من الدول. من جهة ثانية كشفت إحصائيات جديدة قدمت خلال المؤتمر خاصة بالمغرب عن انخفاض نسبة عدم المحترمين لعلامة قف من 94 في المائة، سنة 2009، إلى 44 في المائة، وهي نسبة مازالت مرتفعة، كما أن أغلب السائقين لا يحترمون الوقت المحدد للتوقف عند هذه العلامة وهي 3 ثواني على الأقل، في حين اترفع عدد عدم المحترمين للضوء الأحمر من 9 في المائة إلى 14 في الفترة ذاتها، وعدم المحترمين للأسبقية من 35 في المائة إلى 69 في المائة علما أن بعض السائقين يطبقون مبدأ «الكبيرة في الصغيرة» داخل المدن في حين أن القانون يسمح بالمرور لليمين. أما حزام السلامة فكشفت الاحصائيات أن 50 في المائة، من يحترمون هذا البند، في حين مازال 45 في المائة يستعملون الهاتف خلال القيادة وتتفوق النساء على الرجال في هذا المجال، ومثلهم يجلسون الأطفال في المقاعد الأمامية. في حين أن نصف الراجلين يقطعون الطريق من غير الممرات المخصصة لذلك، وترجع النسبة الكبيرة إلى الذكور.