يعتبر الأمن من الاحتياجات الضرورية للإنسان، والبلد الأمين يتطلب مراقبة وحذر وتضحيات أمنية ليس من جهاز معين فقط ولكن من جميع أفراد المجتمع، فقد يجوع الانسان وقد يتنازل عن بعض متطلباته واحتياجاته لها المتعلقة بالأكل والشرب والثقافة والتعليم والترفيه وما إلى غير ذلك، ولكن عندما يكون مهددا في أمنه فتلك مسألة فيها نظر. إن الأمن الذي نتوخى التركيز عليه في هذا المضمار له علاقة بمراقبة الدور المكتراة، وهي دور مفروشة، انتشرت كالفطر بكل المدن المغربية، بما فيها بني ملال، يكتريها أصحابها لكل من يدفع أكثر وبسخاء، لقضاء ليلة أو ليلتين. ولا يهم من هو أو ما ذا يشتغل أو من أي مكان هو قادم، فلا تُطلب هويته ولا يدلي ببطاقة وطنية، فإذا كانت الفنادق والأماكن المرخص لها بالإيواء تراقب من طرف الجهات المختصة، فهل تلك الدور تتم مراقبتها لمعرفة من يقضي بها الليالي من الغرباء عن المدينة؟ وهل تلك الدور معروفة ومحصية ومعلوم لما هي مخصصة من أجله بغض النظر عن طريقة الكراء؟ وهل أصحابها يؤدون الضرائب...؟ إن تفشي ظاهرة كراء الدور المفروشة ببني ملال أصبح يسترعي الانتباه ويقلق الساكنة المجاورة لتك الدور، فقد يكون هدف المُكري، وهو في الغالب ذو نية حسنة، تلقي مبلغا من المال من المكتري قصد مواجهة متطلبات الحياة، ولكن هل يعلم ما يحمله الشخص المكتري من خطط وأفكار وما تحمله طروده من محتويات. إن كثرة الدور التي أصبحت مخصصة للكراء بهذه الطريقة بمدينة بني ملال تتزايد بكثرة نظرا للربح السريع الذي يجنيه أصحابها. فالكراء يتم ليس لفائدة العائلات ولكن لمن يطلبه من الأشخاص الأجانب الوافدين على المنطقة، حيث تربض أمام كل دار مخصصة لذلك، وفي كل مرة سيارات تحمل أرقاما مسجلة بمختلف المدن والجهات المغربية أو حتى أنها تحمل لوحات مسجلة بالخارج. ويبقى السؤال المطروح هل هذه الدور تراقب كما تراقب الفنادق وتخضع لنفس المساطر؟ وهل أصحاب هذه الدور يؤدون للدولة الضرائب على العين المكتراة؟ ع. جلال