أسدل الستار يوم أمس الخميس 24 يناير الجاري بدار الثقافة ، على فعاليات التظاهرة الثقافية السادسة لجمعية أطلس تكانت للثقافة والتنمية أفورار، بشراكة وتعاون مع مجلس جهة بني ملالخنيفرة والمجلس الإقليمي لأزيلال بمناسبة الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2969 وبالذكرى العاشرة لتأسيس الجمعية (2019/2009)، تحت شعار “التراث الوطني ركيزة للتنمية” ، بحضور رئيس المجلس الجماعي لأفورار المصطفى الرداد وقائد قيادة أفورار عبد الرحيم الكحلاوي وعدد من المنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني وعموم المواطنين والمواطنات. وفي كلمة له بالمناسبة هنأ صالح العزماوي، رئيس جمعية أطلس تكانت للثقافة والتنمية جميع الحاضرين والحاضرات بالسنة الأمازيغية الجديدة متمنيا لهم العيش في بحبوحة من الصحة والرفاهية . وعن أسباب الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة يقول العزماوي أنه “حديث يعود إلى تجسيد احد أهداف جمعيتنا والمتمثل في النهوض بالثقافة الأمازيغية في أي شكل من أشكالها التعبيرية والفنية وتعزيز مكانتها ضمن مكونات الثقافة الوطنية، أضف إلى ذلك إيماننا الراسخ بالمكون الأمازيغي كواحد من أهم مكونات الثقافة والهوية المغربية” وأضاف رئيس الجمعية أن هذا التقليد الذي سنته جمعية أطلس تكانت يعد تمظهرا أساسيا وديمومة للثقافة الأمازيغية، باعتباره رمزا من الرموز الأساسية للعمق التاريخي للحضارة المغربية ، كما أن الاحتفال بالسنة الجديدة يحيل على الانتماء إلى الحضارة الزراعية، الذي يكسب الثقافة الأمازيغية مجموعة من القيم لها صلة وثيقة بالبيئة والتوازن بين الإنسان والطبيعة من وجهة نظر ثقافية محضة.. وأكد العزماوي في ذات الكلمة أنه إذا ما تجاوزنا مشكلة الجذور التأريخية للتقويم الأمازيغي، وعدنا إلى امتدادات الاحتفال ذاته فإننا سنلاحظ بأنه يكاد يكون الاحتفال الوحيد الذي يقام خارج فضاءات المعابد من ضريح ومسجد وزاوية وغيرها من الفضاءات ذات الوظائف التعبدية؛ وبهذا يكون احتفال مدني بامتياز.وطالب العزماوي بترسيم رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة كباقي أعياد السنة الذي هو مطلب كل الأمازيغيين، متمنيا أن تتفهم الحكومة هذا المطلب الذي سيشكل دعامة أساسية للنهوض بالثقافة الأمازيغية. وأوضح العزماوي أن الأمل كان يحدوهم خلال هذه الدورة أن يضعوا عليها بصمة المقاومة من خلال تكريم أحد المقاومين ، نظرا لتزامن حدث الاحتفال بالسنة الأمازيغية بالذكرى 75 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال التي تعد مفخرة للمغاربة جميعا والذي بفضلها وبفضل المقاومين حصل المغرب على التحرر والاستقلال من المستعر الغاشم، إلا انه وللأسف فإن مثل هذه الأنشطة يضيف العزماوي لا تلقى دعما كبيرا من لدن المؤسسات الخاصة والعمومية، حيث واجهتهم صعوبات كثيرة في الحصول على الدعم، رغم طرقهم عددا من الأبواب دونما جدوى رغم نبل مبادرة تكريم المقاومة وتوثيق ذاكرتها بالمدينة، لأنه في نظرنا لا فرق بين من يطالب بالحرية التي افتقدها والتي تبقى هي الأصل ومن كان اسمه منذ الأزل مقترنا بها ،إذا علمنا أن الأمازيغي معناه الإنسان الحر. لكن هذا لا يمنعنا يختم رئيس جمعية أطلس تكانت “من أن نشكر الذين قدموا لنا هذا الدعم اليسير على الأقل لتنظيم هذه التظاهرة” وخص بالذكر مجلسي الجهة والإقليم وبعضا من شباب أفورار الواعد.وفي كلمة مختصرة بالأمازيغية قال العزماوي صالح : “ماس مزوار نوماس نوفورار، ماس اسلواي ن تگراوت تفارنت نوفورار ايتما ايستما إينضبيون نغ اعزان اركننسنميرلگ گ ديتدام اديداغ تحضرم گ انموگار اتخ تگا تمسمونت ن اطلس تگانت س توشركا دومعوان نوگراو ن تمناضت ن بني ملالخنيفرة د اگراو ن تسگا نوزيلال گ تگمي ن توسنا گ تگراوت تفرانت نوفورار اركني ن سنمير بهرا اراو ننتيني بركات ديدنغ اراو ن تيني اسگاس اماينو اسکاس امباركي ايحلان ايفولكين اسگاس داصبحان تنميرت نون” هذا وقد عرف برنامج هذه التظاهرة الثقافية في نسختها السادسة تنوعا ، حيث افتتحت التظاهرة يوم 22 يناير 2019 بحفل الافتتاح و معرض للكتاب الأمازيغي بدار الثقافة ثم ورشات لتعليم الأمازيغية قراءة وكتابة بمدرسة تگانت، وفي اليوم الثاني23 يناير أقيم معرض للكتاب، بالإضافة إلى مسابقة في الإملاء في اللغة الأمازيغية واختيار المتفوقين، وفي مساء ذات اليوم نظمت ورشة في الرسم من تأطير يوسف أرگاب خريج المعهد الوطني للفنون الجميلة، وفي اليوم الأخير24 يناير الجاري أقيم حفل ختام التظاهرة، تضمن تكريم شخصيات وفاعلين جمعويين، وتوزيع الجوائز على المتفوقين بمدرسة تگانت في الأسدس الأول والفائزين في اولمبياد تيفيناغ، بالإضافة إلى فقرات فنية متنوعة من تنشيط فرق محلية وفرقة الفنان الأمازيغي العباسي.