استقبل عامل إقليمأزيلال محمد العطفاوي بحضور الكاتب العام للعمالة السيد المتوكل بلعسري، والمدير الإقليمي للتربية والتكوين السيد حاميد الشكراوي مساء اليوم الأربعاء 16 شتنبر الجاري بمقر العمالة الأستاذات المعتدى عليهن بالوحدة المدرسية "آيت عبي" التابعة لمجموعة مدارس "آيت حساين" بالجماعة الترابية تيلوكيت. وفي بداية هذا اللقاء عبر عامل الإقليم عن أسفه لهذا الاعتداء الغريب عن أبناء الإقليم والذي يعتبر حالة معزولة، صادرة عن شباب مراهقين، وأرجع ذلك إلى احتكاك الجناة بالمنحرفين في هوامش المدن، وأن العدالة ستأخذ مجراها لينال الجناة العقاب الذي يستحقونه، وطالب الأستاذات بعدم التأثر بهذا الحدث خاصة وأنهن في بداية مشوارهن المهني. وأضاف عامل الإقليم أن نسبة مهمة من أبناء وبنات إقليمأزيلال في السنوات الأخيرة نجحوا باستحقاق في امتحانات ولوج المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين، والتعيين بعد ذلك في الإقليم الذين هم جزء لا يتجزأ منه، منوها بالمجهودات التي يبدلها رجال ونساء التربية والتعليم في ربوع إقليمنا العزيز وخاصة في العالم القروي والجبلي حيث الظروف الصعبة. وأكد السيد العطفاوي عن استعداده الدائم لتقديم يد العون والمساعدة لرجال ونساء التعليم بالإقليم بالتنسيق والتعاون مع المديرية الإقليمية بالنظر إلى الدور المهم والريادي الذي يقومون به، مشددا على الاهتمام والأولوية التي يحظى بها هذا القطاع الحيوي بالإقليم في السنوات الأخيرة والمجهودات المبذولة في ذلك ظاهرة للعيان، كما وعد الأستاذات بإصلاح السكنيات الوظيفية في أسرع وقت ممكن لضمان الأمن والاستقرار لهن في أحسن الظروف. ومن جهته شكر السيد المدير الإقليمي عامل الإقليم على هذه الالتفاتة الأبوية تجاه قطاع حيوي ومهم، وتجاه الأستاذات اللواتي تعرضن لاعتداء شنيع في جنح الظلام، مشيرا إلى أنه فور علم المديرية بالحادث وبتنسيق مع مدير المؤسسة، انتقل هذا الأخير إلى عين المكان رفقة عناصر الدرك الملكي، حيث تمت معاينة الخسائر وتحرير محضر بالواقعة، كما تواصل مع الأستاذات للاطمئنان على حالتهم ومؤازرتهم نفسيا ومعنويا.
وأدان المدير الإقليميبأزيلال بشدة هذا الاعتداء الشنيع، مشددا أن المديرية الإقليمية ستتابع الأمر عن كثب، بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال -خنيفرة، ومع الجهات والسلطات المختصة انطلاقا من حرصها على ضمان وحفظ كرامة وسلامة أسرة التربية والتكوين بالإقليم، مؤكدا تنصيب المديرية محاميها لمتابعة هذه القضية والقيام بكل الإجراءات القانونية التي يتطلبها هذا الأمر. ومن جهتهن عبرت الأستاذات ووالدة إحداهن عن شكرهن الجزيل للسيد عامل الإقليم والمدير الإقليمي و مدير مجموعة مدارس أيت احساين ورجال الدرك الملكي والسلطات المحلية والنقابات التعليمية ولكل رجال ونساء التعليم على دعمهم ومساندتهم لهن في هذه المحنة التي لم تكن تخطر على بال أي واحدة منهن. وناشدت الأستاذات وأولياء أمورهن جميع المسؤولين خاصة على المستوى الإقليمي بالعمل على إيجاد حل جدري لوضعيتهن بعد الحادثة، وطالبن بتنقليهن من جماعة تيلوكيت تفاديا لأي اعتداء مماثل في المستقبل، أو اعتراض سبيلهن أو محاولة الانتقام منهن خاصة وأن تلاميذ من أسر الجناة وأقربائهم يدرسون بالمؤسسة. وفي حوار مع الأستاذات الضحايا بعد انتهاء اللقاء الذي جمعهم مع السيد عامل الإقليم، أكدن فيه أنهم لا يزالون تحت هول الصدمة، وأن صور تلك الليلة المرعبة لا تفارق مخيلاتهن، مما يجعل مسألة العودة إلى مقر عملهن بأيت عبي "مستحيلا"، مبرزات أنهن التحقن بالوحدة المدرسية وكلهن حيوية ونشاط من أجل خدمة الصالح العام وهو ما جعلهن يشتغلن بنكران للذات حتى خارج أوقات العمل. وطالبت التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد بالمديرية الإقليميةأزيلال بتنقيل الأستاذات وحمايتهن، مع دعوتها كافة نساء ورجال التعليم إلى حمل الشارات السوداء اليوم الأربعاء 16 شتنبر الجاري تضامنا مع الأستاذات ضحايا الاعتداء بالوحدة المدرسية بأيت عبي. ومن جهتها استنكرت النقابات التعليمية بالإقليم هذا الاعتداء الهمجي على أستاذات الوحدة المدرسية ب "أيت عبي" وطالبت المديرية الإقليمية والسلطات المحلية بتوفير الأمن لعموم نساء ورجال التعليم بالإقليم. وتجدر الإشارة إلى أنه تم اقتحام مسكن 5 أستاذات بالتعليم الابتدائي حديثات التعيين بالوحدة المدرسية "أيت عبي" م/م أيت حساين بتيلوكيت إقليمأزيلال، بعد منصف ليلة يوم الاثنين 14 شتنبر الجاري، من طرف جناة قاصرين تتراوح تواريخ ميلادهم بين 2003 و2004، حيث عمدوا إلى كسر السياج الحديدي لإحدى نوافذ السكن الوظيفي وتمكنوا من سرقة هاتفين محمولين وحاسوبا ومبلغا ماليا يقدر ب75 درهما. و تمكنت عناصر الدرك الملكي بمركز تيلوكيت ليلة الاثنين الثلاثاء من إيقاف المشتبه به الأول في قضية الاعتداء بعد حملة تمشيطية واسعة بجبال أيت عبي على بعد أزيد من أربعين كيلومترا من مركز تيلوكيت،تحت قيادة قائد الدرك الملكي بتيلوكيت، وهو شاب بالغ من مواليد 2002, يعمل في إحدى اسطبلات تسمين العجول ببني ملال. وتم تقديم المشتبه فيه الرئيسي صباح اليوم الأربعاء 16 شتنبر الجاري أمام أنظار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف ببني ملال.