توقف المكتب التنفيذي لنادي الصحافة مطولا عند مضامين خطاب الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الثالثة والعشرين لعيد العرش، منوها بما حمله من توجيهات سديدة في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، خاصة تأكيد جلالته على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل للمقتضيات القانونية لمدونة الأسرة، ودعوته لتجاوز الاختلالات والسلبيات التي أبانت عنها التجربة، ومراجعة بعض البنود المتعلقة بها. ونوّه نادي الصحافة عاليا في بلاغ له، توصل "برلمان.كوم" بنسخة منه، بما ورد في الخطاب الملكي بخصوص العلاقات المغربية الجزائرية، خاصة تأكيد جلالته على ضرورة إقامة علاقات طبيعية بين شعبين شقيقين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية ومصير مشترك، وذلك من أجل الخروج من هذا الوضع، مع تشديد الملك على أن الحدود التي تفرق بين الشعبين الشقيقين المغربي والجزائري لن تكون أبدا حدودا تغلق أجواء التواصل والتفاهم بينهما، بل يتعين أن تكون جسورا تحمل بين يديها مستقبل المغرب والجزائر. وأوضح نادي الصحافة، أنه على الرغم من النداءات المتكررة للعاهل المغربي من أجل فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين، فإنها لم تجد مع الأسف لحد الآن، الآذان الصاغية من لدن السلطات الجزائرية. واعتبر النادي أن تكثيف المبادرات الرسمية والمدنية الرامية إلى تجسير هذه العلاقات من شأنها أن تساهم في تخطي مختلف المعيقات والعراقيل التي تقف حاجزا أمام تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الجارين. وباعتباره هيئة مدنية مستقلة، وجّه نادي الصحافة بالمغرب، نداء عاجلا لوقف كل الحملات الإعلامية العدائية التي لن تساعد ليس فقط في بناء علاقات مغربية جزائرية عادية، بل ستعرقل تشييد فضاء مغاربي مشترك، خاصة في ظل الظروف التي تجتازها المنطقة المغاربية، والتهديدات التي تتعرض لها. وفي هذا السياق، فإن النادي وهو يطالب الجارة الشرقية للمملكة بالتجاوب الإيجابي مع النداء الجديد الذي وجهه العاهل المغربي إلى السلطات الجزائرية، فإنه يثير الانتباه في مجال اختصاصه كمؤسسة صحفية مستقلة، إلى أن وسائل الإعلام التي هي في الأصل أداة للتقريب بين الشعوب ووجهات النظر المختلفة، لا يتعين أن تتحول لوقود لإثارة الصراع والنزاع بين البلدين الشقيقين، وتوظفها لتعميق الخلافات وبث التفرقة والنيل من وحدة الدول، عوض المساهمة في معالجة القضايا الحقيقية التي تعاني منها بلدان المنطقة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وناشد نادي الصحافة بالمغرب، الهيئات والفعاليات المدنية والشخصيات والنخب المغاربية، إلى تحمل مسؤوليتها عوض الاكتفاء بالصمت والحياد السلبي حول العلاقات بين البلدين، مع إطلاق مبادرات تساهم في حلحلة المشاكل العالقة عبر حوار جاد حول مختلف المشاكل والقضايا مع اقتراح السبل الكفيلة بتعزيز أواصر الأخوة المغاربية، وتدعيم السلم والأمن بالمنطقة وتمكين الشعوب المغاربية من تحقيق طموحاتهما في العيش الكريم والديمقراطية والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.