أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، اليوم الإثنين، أن المغرب "يشجب الاستفزازات المسيئة لقدسية الإسلام ويدعو إلى تعزيز قيم التعايش والحوار". وجاء ذلك، ضمن كلمة له بمناسبة انعقاد الاجتماع الوزاري الافتراضي الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن تكرار حوادث تدنيس نسخ من المصحف الشريف في السويد والدانمارك، حيث قال بوريطة: "بقدر ما تدين المملكة المغربية كل أعمال العنف الظلامية والهمجية التي ترتكب باسم الإسلام، فإنها تشجب بقوة هذه الاستفزازات المسيئة لقدسية الدين الإسلامي وتدعو إلى تعزيز قيم التعايش والحوار في المجتمعات وإشاعة ثقافة السلام". وأفاد الوزير، ضمن الكلمة التي تلاها نيابة عنه مدير المشرق والخليج والمنظمات العربية والإسلامية، فؤاد أخريف، أنه "لا يمكن لحرية التعبير، لأي سبب من الأسباب، أن تبرر الاستفزاز والتهجم المسيء على الديانة الإسلامية التي يدين بها أكثر من ملياري شخص في العالم"، مبرزا أن "الإمعان في الأفعال المسيئة إلى ديننا الإسلامي الحنيف من قبل نفس الجهات، أضحى يسائلنا جميعا، أكثر من أي وقت مضى، حول ضرورة إيجاد السبل الكفيلة لمواجهة هذه الإساءات والحد منها". وذكر بوريطة، أنه "مع توالي حوادث إحراق نسخ من المصحف الشريف، بادر المغرب إلى إدانة هذه الأفعال الشنيعة وطالب السلطات الدانماركية في شهر مارس 2023، بإنفاذ القانون بكل حزم والتصدي لمثل هذه التصرفات التحريضية غير المسؤولة، وبعدم السماح بتكرارها تحت أي ذريعة، مؤكدا على ضرورة ردع كل أشكال الكراهية ضد الأديان والمس بمشاعر المنتسبين لها". وأوضح الوزير المغربي، أنه إثر تكرار هذا الفعل الشنيع في ستوكهولم، في 28 يونيو المنصرم، اعتبرت المملكة أنه "من غير المقبول ازدراء عقيدة المسلمين بهذه الطريقة، مهما تكن المواقف السياسية أو الخلافات التي قد توجد بين الدول، كما أكدت على أنه لا يمكن اختزال مبادئ التسامح والقيم الكونية في استيعاب وجهات نظر البعض، وفي الوقت ذاته، إيلاء قليل من الاعتبار لمعتقدات المسلمين". وتابع المتحدث: "بتعليمات سامية من الملك محمد السادس، تم استدعاء القائم بأعمال السويد في الرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية، لإبلاغه إدانة المملكة المغربية ورفضها لهذا الفعل غير المقبول، كما تم استدعاء سفير الملك محمد السادس بالسويد للتشاور لأجل غير مسمى". بشأن ذلك، أضاف الوزير المغربي، أن "المملكة انخرطت، تحت القيادة الحكيمة للملك، منذ سنوات، في عدة مبادرات تروم المساهمة بفعالية في إرساء دعائم التعايش والحوار بين الحضارات، ومنها مبادرة جلالته أمام القمة الإسلامية الحادية عشرة المنعقدة بدكار في مارس 2008، مستحضرا أيضا إطلاق خطة عمل الرباط سنة 2013 بشأن حظر الدعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداء أو العنف. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، قد تبنت بإجماع 193 دولة، يوم 25 يوليوز الجاري، قرارا تقدمت به المملكة المغربية بشأن "النهوض بالحوار بين الديانات والثقافات وتعزيز التسامح من أجل مناهضة خطاب الكراهية".