الخط : إستمع للمقال أثارت الخرجات الأخيرة لهشام جيراندو التي يدمن فيها على تعاطي قضايا المخدرات، الكثير من المواقف المتباينة، بين من اعتبرها محاولات مفضوحة لتصفية الحسابات بين شبكات التهريب الدولي للمخدرات، وبين من اعتبرها مجرد أعراض هلوسة ناجمة عن الإفراط في تناول قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية. ففي آخر خرجة لهشام جيراندو بشأن قضايا المخدرات، ادعى هذا الأخير، بكثير من الجسارة والتغليط والتدليس، بأن مصالح الدرك الملكي حجزت ثلاثة أطنان و875 كيلوغرام من المخدرات بمنطقة سيدي رحال! ولم يكتف هذا النصاب بالكذب حول هذه القضية والجهة الأمنية التي قامت بإجهاضها، بل تمادى في التغليط وتزوير الحقائق بعدما ادعى كاذبا بأنه هو الذي كان وراء ضبط هذه الشحنة من المخدرات، بدعوى أنه هو الذي أوشى بهذه العملية في تسجيل سابق!! الجانب الآخر للحقيقة الحقيقة التي كان يلتف عليها هشام جيراندو، ويتعمد إخفاءها، هي أن عملية حجز ثلاثة أطنان و850 كيلوغرام من المخدرات كانت بمنطقة "الخطوات" بضواحي واد زم، وليس بمنطقة سيدي رحال، وأن مصالح الأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني هي من باشرت إجراءات الضبط والحجز والتوقيف وليس مصالح الدرك الملكي كما يدعي ذلك هشام جيراندو. أكثر من ذلك، هذه القضية شكلت موضوع بلاغ رسمي نشرته المديرية العامة للأمن الوطني عبر وكالة المغرب العربي للأنباء، كما تناولته الصحافة الوطنية والتلفزات العمومية، والتي تم التأكيد فيه على أن مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني هي من قامت بإجهاض هذه العملية بضواحي مدينة واد زم. وفي سياق آخر، نفت مصادر رسمية تسجيل أي عملية لمكافحة المخدرات بمنطقة سيدي رحال التابعة لنفوذ الدرك الملكي بسطات خلال ليلة الأحد والاثنين التي تحدث عنها هشام جيراندو. وأكدت ذات المصادر بأن العملية الوحيدة المسجلة في هذا الصدد في التاريخ أعلاه، قامت بها القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة ومكنت من ضبط طنين و100 كيلوغرام من المخدرات بمنطقة البئر الجديد، وهي العملية التي لا تتطابق لا في الكمية ولا في المكان مع المزاعم التي نشرها هشام جيراندو. استغلال عمدي أم هلوسة مرضية؟ كثير من المتتبعين للشأن الأمني، أكدوا بأن هشام جيراندو تعمد تغليط الرأي العام في هذه القضية، ونفوا بأن يكون هذا الأخير قد وقع في غلط عرضي أو اختلطت عليه قضايا الأمن الوطني والدرك الملكي. وانطلق أصحاب هذا الطرح من مسلمة بديهية مؤداها: هل يطالع هشام جيراندو الصحافة الوطنية؟ فهذا السؤال كفيل بتأكيد عنصر العمد لدى المعني بالأمر في تحريف الحقائق، على اعتبار أن جميع الصحافة الوطنية والصفحات الفايسبوكية تناولت خبر هذه القضية، الذي يؤكد بأن مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني هي من أجهضت هذه العملية النوعية بمنطقة واد زم وليس في منطقة سيدي رحال. وانبرى أصحاب هذا الطرح يعددون القرائن التي تؤكد بجلاء بأن هشام جيراندو كان يتعمد تحريف الحقيقة في هذه القضية. ومن جملة الأدلة التي تم عرضها في هذا الصدد، هي أن هشام جيراندو عندما خرج في التصريح الأول، منذ يومين، يتحدث عن عملية محتملة لتهريب المخدرات إنما كان يخدم مصالح شبكات المخدرات عبر محاولة صرف أنظار أجهزة الأمن والدرك عن المسالك الحقيقية التي تعتمدها مافيا المخدرات في المنطقة! وأضاف مؤيدو هذا الطرح بأن هشام جيراندو خرج لاحقا بعد إجهاض عملية واد زم في محاولة لخلق الغموض واللبس لدى الرأي العام، عبر تقديم نفسه على أنه "شخص يحارب الفساد" وأنه "يساعد في فضح مافيا المخدرات"، بينما الحقيقة هي خلاف ذلك، فالرجل يخدم مصالح تجار ومهربي المخدرات، وهي الخدمة المؤدى عنها التي تم تثبيتها في عدة قضايا سابقة في كل من الناظور والقصر الكبير وأخير في قضية "شاحنات أزير" التي انطلقت من مدينة قلعة مكونة. وفي مقابل هذا الطرح الذي يفترض "سبق الإصرار والترصد" في هشام جيراندو، ويقدم أدلة وقرائن على تورطه في تسخير حساباته الافتراضية لخدمة شبكات المخدرات، هناك فريق آخر يرى بأن هذا النصاب هو مجرد "بوق للدعاية المغرضة" يعاني من إسهال في التدوين واجترار المعلومات الخاطئة، التي تصله من مصادر تعبث به وتدفعه دفعا لنشر الأخبار الزائفة. الوسوم ابتزاز الجزائر المخدرات النصب و الاحتيال هشام جيراندو