الخط : إستمع للمقال من يُحاوِلون اليوم "تمجيد" المهدي حيجاوي، وتسييس ملفاته القضائية وخيانته الجنائية، هم في الحقيقة يُسيؤون لأنفسهم ويَزدرون، من حيث لا يَدرون، هذا العميل السابق الهارب من العدالة في قضايا النصب والاحتيال المالي على الأشخاص والشركات. ففي آخر "المسوغات" و"التَبريرات" التي نَشرها الكثير ممّن يَبحثون عن "شرعنة" خيانة المهدي حيجاوي، ونَثر السياسة فوق سِجلات قضيته القانونية، أنهم ادعوا أن هذا الأخير هَرَب من المغرب بدعوى أنه كان "مسؤولا عن برمجيات بيغاسوس للتجسس"! فمن يَنشرون هذا الكلام إنما يَتناقضون مع أنفسهم، ويَفضحون ضبابية مَواقفهم، ويَكشِفون عن حِربائية تصريحاتهم التي تَتلوَّن حسب الأحوال والأموال المقدمة! أليس من يَنشرون هذه المسوغات المضلِّلة هم من كانوا يُهاجمون قبل وقت قصير عبد اللطيف حموشي وجهاز الديستي ويَتهمونهما بالتجسس بواسطة نظام بيغاسوس؟ وفي عِلمنا، وعِلم الجميع، أن العميل الخائن المهدي حيجاوي لم يَسبق أن كان موظفا في جهاز المخابرات الداخلية المعروف اختصاراً ب"الديستي"، الذي يَتولى إدارته عبد اللطيف حموشي. فكيف يُمكن إذن تفسير هذه المفارقة الغريبة التي تَكاد تَكون أشبه بالأُحجية العقيمة؟ فبالأمس كان الطابور الخامس، مَدفوعا ومُعزَّزا بجهات خارجية مَفضوحة العَداء للمغرب، تُهاجم عبد اللطيف حموشي بمزاعم بيغاسوس الكاذبة، واليوم نَجدهم أنفسهم يُمجدون ويُطبلون ويُهلِّلون للمهدي حيجاوي بدعوى أنه هَرب بعدما كان مَسؤولا عن "نظام بيغاسوس"! والمثير أن أصحاب هذا الزَعم يُلقِبون المهدي حيجاوي بالسيد "بيغاسوس"، ليس من باب القدح والهجاء والاتهام كما كانوا يَفعلون عندما كانوا يَتهِمون زورا جهاز الديستي، وإنما يُسدِلون عليه هذا الوَصف من باب التمجيد والدفع بالبراءة من بوابة السياسة! وهنا لا بد من تَوجيه رسائل صريحة وواضحة لأولئك الذين يُحاولون عَبثا تسييس خيانة المهدي حيجاوي، عن طريق رَبط هُروبه الجنائي من المغرب بخَلفيات سياسية واهية. فعلى هؤلاء أن يَعتذروا أولا لعبد اللطيف حموشي ولجهاز الديستي بسبب تلك الاتهامات الباطلة والدعايات المغرِضة التي كانوا يُروجون لها في الداخل والخارج. وعليهم أيضا أن يَخجَلوا من الدفاع والمنافحة عن المهدي حيجاوي، لأن وَصفه بالسيد "بيغاسوس" إنما يَحشُره في قفص الاتهام ويَقضي بأن تنصب له "المشانق الإعلامية" في مواقع التواصل الاجتماعي، بدلا من مُحاولة تمجيده وتطهيره من اتهامات خطيرة. وهذا التناقض في المواقف ليس بجديد على أزلام الطابور الخامس، المدفوع ببعض الجهات الأجنبية المناوئة، ولكنه كَفيل بزيادة فَضح وتَعرية وكشف مُخططات هؤلاء المتربصين بالمغرب وبأمنه واستقراره. فهم يُروِجون لاتهامات باطلة عندما يَتعلَّق الأمر باستهداف شخص عبد اللطيف حموشي، وسُرعان ما يَعتبِرون صك الاتهام هو دليل براءة عندما تتقاطع مَصالحهم مع مَصالح المجرمين الذين يَمسُّون بأمن المغرب، مِثلما هو الحال في قضية المهدي حيجاوي. وإذا كنا نَعلم جميعا بأن المغرب لم يَستخدم نهائيا نظام بيغاسوس، بدليل التكذيبات المتواترة الصادرة عن جِهات رسمية عَديدة، إلا أننا حاولنا الاستشهاد بهذا النظام المعلوماتي لفَضح ازدواجية مَواقف من يَدعمون المهدي حيجاوي اليوم، ويُحاولون جاهدين تَمجيده وجَر قضيته الزجرية إلى مُستنقَع السياسة. الوسوم إلياس العماري الجزائر المغرب المهدي حيجاوي بيغاسوس