بالتزامن مع عودة موجات الحر في عزّ فترة "الصمايم"، خاصة بالمناطق الداخلية وشرق وجنوب شرق المغرب، تستمر بيانات الحالة اليومية للسدود في إظهار مستويات ملء تسير في الانخفاض بشكل متسارع في الأيام الأخيرة، مقتربة من 35 في المائة، ما قد يوسّع دائرة "الإجهاد المائي المزمن". البيانات الرسمية، المحصورة إلى غاية اليوم الأحد، تؤكد هذا المنحى المتسارع لتراجع حقينات السدود والمنشآت المائية المغربية؛ إذ بلغت نسبة الملء الإجمالي لمجموع سدود المملكة، وفق المديرية العامة لهندسة المياه حسب الأحواض المائية التسعة، 35,39 في المائة، بكمية مياه تقدر ب 5.931,66 مليون متر مكعب، من أصل 16.762,51 مليون متر مكعب إجمالي "الحجم العادي". وإلى حدود بداية شهر غشت الجاري، الذي يشكل في التقويم الفلاحي عزَّ المرحلة الأولى لفترة "الصمايم" (تعد الأشد حرًا في المغرب)، فإن البيانات التي طالعتها جريدة هسبريس الإلكترونية تظهر أن النسبة الإجمالية للملء لم تكن تتجاوز معدّل 28,63 في المائة في اليوم نفسه قبل سنة. وباستقراء تحليلي أجرته الجريدة، يتبين استمرارُ صيف العام 2025 في التفوق على صيف السنة الفارطة (2024)، سواء من حيث أحجام احتياطيات المياه السطحية المختزنة في السدود، أو من حيث نسبة الملء الإجمالي ومجموع ملء معظم الأحواض المائية. ولا تخطئ عيون متتبعي الشأن المائي بالمملكة "زيادة ملحوظة" ب 6,76 نقطة مئوية في نسبة الملء مقارنة بالسنة الماضية، مما يعكس، بوضوح، "استمرار استفادة السدود المائية من التساقطات الربيعية للعام الجاري، في ظل ارتفاع الطلب على المياه المخصصة للاستهلاك، سواء في المنازل (الماء الشروب) أو تلك الموجهة للريّ الفلاحي بعدد من الحقول والضيعات. 4 أحواض دون ال30% وفي قراءتها للمعطيات الرسمية ذاتها، رصدت هسبريس تزايد حدة الإجهاد المائي في بعض الأحواض بمجموع مخزون لا يتجاوز ثُلث الحقينة. تبعا لذلك، تستمر أربعة أحواض مائية، من أصل تسعة تتوزع ربوع التراب الوطني، في إظهار نسب ملء لا تبتعد عن "منطقة الخطر/الإجهاد المائي الحرج". ويتعلق الأمر، وفقا للبيانات المائية المحيّنة اليوم الأحد، بأحواض: "أم الربيع" الذي تراجعت حقينته إلى 10,72 في المائة، و"سوس ماسة" ب 18,78 في المائة، و"ملوية" الذي انخفض بدوره إلى 29,06 في المائة، و"درعة – واد نون" ب29,45 في المائة. في المقابل، تحتفظ باقي الأحواض، خاصة تلك الكائنة في النصف الشمالي للبلاد، بنسب ملء متوسطة، تناهز في معظمها النصف، حسب بيانات وزارة الماء. مستفيدا من انعكاس إيجابي لاستغلال مشاريع الربط المائي المنجزة الصيف الماضي، استمر "حوض أبي رقراق" في صدارة أكثر الأحواض امتلاء، بنسبة لا تقل عن 63 في المائة، متبوعا بحوض "اللوكوس" (الشمال الغربي) بنسبة 53,73 في المائة، ثم "زيز كير غريس" ب 50,45 بالمائة. بينما استقرت نسبة ملء حوض "تانسيفت" في نحو 44 بالمائة. وخلال شهر فقط، سجلت نسبة ملء السدود المغربية تراجعا من 38.01 بالمائة أواخر شهر يونيو المنصرم إلى 35.78 بالمائة حتى متم شهر يوليوز المنقضي. وفضلا عن رهانات "الترشيد في الاستهلاك واقتصاد مياه السقي الفلاحي"، مازالت السلطات المختصة في المغرب تواجه، خلال كل صيف، "شبح مواجهة العطش" في عدد من المناطق القروية والحضرية البعيدة التي تعرف درجات حرارة مفرطة تزيد من ضياع المياه السطحية جراء موجات الحر الشديد.