الخط : إستمع للمقال يَبدو أن ابتسام لشكر تَجاوزت كل حُدود الاختلاف المسموح بها في المجتمع المغربي، وتَطاولت على كل الثوابت الدينية المشتركة بين المغاربة، عندما انبرت تبحث عن استفزاز مشاعر ملايين المغاربة بكثير من الرُعونة العقائدية وقليل من الحَياء الأخلاقي . فهذه الناشطة التي ليس لها من الاسم إلا ما تُرَوجه من دعاية "للمثلية"، خَرجت مؤخرا تَسُب الذات الإلهية وتَزدَري الدين الإسلامي، وتَستهجِن عَقيدة المؤمنين، في خَرق صارخ للقانون الجنائي المغربي، وفي تَجاوز خطير للمُرتكزات العَقَدية الجامعة بين جميع المواطنين، وذلك من خلال تَجاسُرها على الله سبحانه وتعالى بعبارات جنسية وجَندَرية حَقيرة. وإذا كانت ابتسام لشكر حُرَّة في مَنسُوب إيمانها، وفي قَناعاتها الذاتية التي تَبقى حَبيسة أردافها، إلا أن هذا لا يُعطِيها الحَق بَتاتا في المس بالثَوابت الدينية للمغاربة، التي تَرعاها إمارة المؤمنين، ولا في أن تَستفِز مشاعر المؤمنين وخَرق المقتضيات القانونية التي تَحمي حدود الملَّة والدِين. فالتَطاول على الذات الإلهية وازدراء الدِين لا علاقة له بالاختلاف والحرية، بل هو وَقاحة واستفزاز مَرفوض، وهو كذلك إجرام بالمفهوم القانوني والاصطلاحي. فجَميع الديانات التوحيدية تَرفُض التطاول على الذات الإلهية، كما أن كافة التشريعات الدولية تُجرِّم ازدراء الأديان. فكيف إذا كان هذا التشريع هو القانون المغربي الذي يُطبَّق باسم أمير المومنين؟ إن ما قامت به ابتسام لشكر هي جريمة تَقَع تحت طائلة القانون الجنائي المغربي، وهي إجرام في حق مَشاعِر المغاربة، ويَجب أن تَخضَع من أجل ذلك للجزاءات المقررة في القانون. أما التَذرع بحقوق المثلية والجَندَرية لتَسوِيغ تلك الوَقاحة، فهو ابتذال وإسفاف ووقاحة غير مبرَّرة. وما يُحسَب للسلطات المغربية في قضية ابتسام لشكر أنها بادرت بتطبيق القانون، وقامت بتوقيف المعنية بالأمر ووضعها تحت الحراسة النظرية على ذمة البحث القضائي، وهي مُبادَرة تَحتَمل العديد من الدلالات والرسائل الصريحة والخالية من كل مَظاهِر التشفير الممكنة. فالرسالة الأولى هي أن المغرب، بلد إمارة المؤمنين، وبلد التعايش بين الديانات التوحيدية، لا ولن يُسمَح بوقاحة ابتسام لشكر وكل من يَتأسى بها في ازدراء الأديان والتطاوُل على الذات الإلهية. والرسالة الثانية هي أن هناك حُدود فاصلة بين حرية الدين والمعتقد وحرية التعبير والاختلاف من جهة، وبين الوقاحة واستفزاز مشاعر المغاربة بتدوينات سمجة تَرشح بالقبح والكلام الفاشي الذي يَتطاول على الدين من جهة ثانية. أما الرسالة الثالثة، فهي أن أجهزة الأمن ومؤسسات العدالة الجنائية تَبقى حازمة وصارمة في تطبيق القانون، في حق أولئك الذين يُسيؤون للأخلاق والقانون والدِين تحت ذَرائع واهية ومسوغات موغلة في الضحالة والتفاهة والوقاحة بلا حدود. الوسوم ابتسام لشكر ازدراء الأديان اعتقال القانون الجنائي المغرب وقاحة