الخط : إستمع للمقال يغرق فؤاد عبد المومني في حالة من التكلس العقلي والنفسي ، ويئن تحت وطأة مُسرفة في الردة الفكرية، مما يجعله حبيس رواسب الماضي، لا ينظر إلى الحاضر والمستقبل إلا بمنظار "عدمية" اليسار الراديكالي، الذي يهاجم الدولة ويعتبرها "مارقة"! لا لشيء سوى لأنها لم تعد تتدفق مرقا في صحن أزلام الطابور الخامس. فمن تقوده خوارزميات الفايسبوك، مدفوعا إلى ذلك بعبثية الصدفة، لمطالعة تدوينة من تدوينات فؤاد عبد المومني المتواترة منذ شهر غشت المنصرم ، يخرج بفكرة واضحة مؤداها أن هذا الرجل الكهل، دخل مرحلة السعار بحثا عن استنباط الاستفزاز من زخم التدوين الافتراضي السمج. ف"عدمية" فؤاد عبد المومني أصبحت تصور له المغرب "دولة مارقة"، مهمتها هي التآمر على أردافه المترهلة في مضجع "مصونة الرفيق" المغدور به! وسوداوية الرجل باتت تصور له بأن كل مسؤول ناجح في مهامه، هو جزء من "مؤامرة" محدقة! بل وصلت الجسارة و"البسالة" بفؤاد عبد المومني حد تخوين الصحافة المغربية واتهامها ب"تضخيم المسؤولين والمؤسسات". فحسب رؤية فؤاد عبد المومني الغارقة في السوداوية ، ليس من حق أي مسؤول حكومي أو أمني بالمغرب أن ينجح في تدبير قطاعه الوزاري أو الأمني أو السيادي! كما ليس من حق الصحافة الوطنية أن تغطي مهام هؤلاء المسؤولين ولا أن تستعرض نجاحاتهم. وبمفهوم المخالفة، فإذا نجح أي مسؤول مغربي في مهامه، وبصم قطاعه بنجاحات مضطردة، وغطت الصحافة الوطنية جهوده الإصلاحية، مثل ما وقع مع عبد اللطيف حموشي في جهاز الأمن، فإن فؤاد عبد المومني سيتهم هذا المسؤول الناجح بافتعال التقديس، بل سيتهم الصحافة المغربية بالتورط في التحريض على التقديس! فهذا هو العبث بعينه عندما يتجسم تفكيرا عند فؤاد عبد المومني. وحتى عندما حاول عبد المومني "ازدراء" المغرب والتطبيل لمملكة النرويج، في تدوينته حول المتابعة القضائية لنجل ولية عهد النرويج من أجل الإغتصاب، فقد سقط شيخنا الكبير في السن (فؤاد عبد المومني) في براثن التناقض و"التعرية النضالية". فالرجل هلّل وطبّل للقضاء النرويجي عندما قرر متابعة حفيد الأسرة المالكة، ونسي أنه كان من الأوائل الذين تصدوا للقضاء المغربي عندما تابع توفيق بوعشرين من أجل جنايات جنسية أكثر بشاعة وفظاعة من تلك التي ارتكبها سِبطُ الأسرة الحاكمة في النرويج. فمن يفترض فيه الخجل، بسبب تناقضه، وتجزيء مبادئه، هو فؤاد عبد المومني الذي طالما شجع على الإفلات من العقاب في قضايا الاغتصاب الجنسي واللواط والشذوذ، التي تورط فيها كل من سليمان الريسوني وتوفيق بوعشرين وعمر الراضي وغيرهم. لكن المفارقة الغريبة في تدوينات فؤاد عبد المومني مؤخرا، هو أن هذا الشيخ الكبير ( في السن طبعا) لم تستفزه نهائيا الإساءة المقيتة للذات الإلهية في قميص ابتسام لشكر، ولا قتل مواطنين مغاربة برصاص قناصة البحرية الجزائرية، وإنما الذي أثار حفيظته فقط هو تغطية الصحافة المغربية لنجاحات عبد اللطيف حموشي في قطاع الأمن! فالشخصنة والإيديولوجيا وتكلسات الماضي أطبقت على عقل فؤاد عبد المومني، فلم يعد يرى المغرب إلا كما تصوره له نياط قلبه.. الذي يبدو أنه قاتم لونه. الوسوم الأمانة الاختلاسات الخيانة الطابور الخامس المغرب فؤاد عبد المؤمني