خرج عدد من القياديين السابقين في جبهة البوليساريو، بتصريحات مثيرة عقب وفاة محمد عبد العزيز المراكشي آخر قيادي لهذا الكيان الوهمي، يعبرون من خلالها عن توقعاتهم لمستقبل الجبهة التي عاشت في الآونة الأخيرة أوقاتا صعبة تحت قيادة المراكشي، بين تراجع حاد للأوضاع الانسانية لساكنة المخيمات واستغلال للمساعدات الإنسانية والاغتناء بها على حساب المشردين، وقمع للحريات والحقوق. وعبر هؤلاء القياديون السابقون في تصريحات صحفية عن أملهم في صعود نخبة جديدة مستقلة عن إملاءات الجزائر ، خصوصا بعد مرور فترة طويلة من الانتكاسات. وفي هذا الصدد، قال القيادي السابق للبوليساريو محمد ولد سويلم، إن زعيم الجبهة المراكشي قد أذكى طيلة سنوات حس الانقسام والتشرذم في صفوف الصحراويين كما عمق معاناتهم على مستويات عدة. وأوضح أن الحصيلة، التي يمكن الحديث عنها الآن بعد سنوات على رأس الجبهة، لا يمكن القول عنها سوى أنها هزيلة لا إنجازات فيها سوى تعميق النزاعات والانقسامات والمتاجرة بحقوق الصحراويين والاغتناء غير المشروع بمعاناتهم، آملا في أن يعود أتباع هذا التيار للرشد وأن يلتحقوا بالوطن لإنهاء هذه المعاناة الأبدية. بدوره صرح الحبيب أيوب أحد القادة العسكريين السابقين بالجبهة، بأن رحيل عبد العزيز ستكون له انعكاسات قوية على الجبهة، ستتجلى في الصراع على المنصب. وابرز أيوب أن الوضع لم يكن أفضل خلال فترة تواجده، فهو “رجل تسلطي منفرد كما عرفته… ولم يكن من الممكن توحيد الصف مع وجوده… ولطالما نفذ أجندة الجزائر”. وقال البشير الدخيل، قيادي سابق كذلك بالجبهة، إنه يأمل أن تنبثق من داخل الجبهة قيادات جديدة مستقلة ومتبصرة، لا تنفذ كسابقاتها أجندة الجزائر الرامية لتعميق الهوة واستدامة الخلاف. وفي هذا الصدد، أشار الدخيل إلى أن الفترة السابقة (رئاسة المراكشي) كانت حافلة بالاخفاقات والتراجعات خصوصا على المستوى الحقوقي. من جانبه، قال سيدي حمدي ولد الرشيد، رئيس جهة العيون الساقية الحمراء إنه لم يعد بوسع البوليساريو بعد عقود من الحرب والتشرذم سوى تحكيم العقل والعودة للصواب، بالتجاوب مع النداء الملكي المتعلق بمبادرة الحكم الذاتي. وأبرز أن هذا المقترح يدعو إلى “تسيير ذاتي للشؤون الصحراوية تحت سيادة مغربية” وهو ما يمثل حسب تعبير رئيس الجهة قمة الإنصاف والحرية. يذكر أن محمد عبد العزيز المراكشي زعيم البوليساريو توفي الثلاثاء الماضي بعد معاناة طويلة مع المرض.