احتفلت الطبقة العاملة، بمدينة مراكش اليوم الأربعاء، بعيد الشغل في أجواء باهتة وباردة، حيث غابت عنها كل المظاهر التي توحي بعيد العمال العالمي. وعاين “برلمان.كوم” انطلاق مسيرات متفرقة في بعض شوارع المدينة الحمراء، حيث طغت سمة الفتور بسبب عزوف مئات العمال عن المشاركة، ما جعل مسيرات النقابات تفتقر هذه السنة إلى ذلك الزخم الذي مافتئ يطبع احتفالات الطبقة العاملة بعيدها الأممي في السنوات الماضية. ويعزى هذا الفتور إلى التشتت النقابي والبلقنة التي أصبحت واضحة للعيان من خلال التجمعات الخطابية المتفرقة والمحتشمة. إذ خلت الساحات من تلك التجمعات الضخمة التي توحي بأن اليوم هو ذكرى تخليد عيد العمال الأممي فقد غاب الإنزال النقابي المألوف. وخلت الشوارع من الشعارات القوية والمسيرات الحاشدة التي كانت تدك شوارع المدينة الرئيسية في مثل هذا اليوم.وبساحة باب دكالة التي اتخدها الذراع النقابي للبيجيدي كمقر لاحتفاله لوحظ تواجد عزيز الرباح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية والذي كان على رأس مسيرة نقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمراكش تخليدا لذكرى عيد الشغل. ولكن رغم تواجد القيادي المذكورة فقد طغت على تلك المسيرة سمة الفتور إسوة بمثيلاتها في باقي أرجاء المدينة. وفي نفس الإطار، تخليد عيد الشغل، خرج اليوم، المئات من الموظفين التابعين للنقابة الوطنية للصحة العمومية والفيدرالية الديموقراطية للشغل أمام المديرية الجهوية للصحة بمراكش، وذلك للتضامن مع معتصمي النقابة الصحية لليوم 70 بعاصمة النخيل. وقد رفع المشاركون شعارات تندد بسوء التدبير والعشوائية التي تطغى على التسيير الإداري الذي يعاني منه القطاع الصحي بالجهة. وعلى العموم، فقد عرفت بعض شوارع مدينة مراكش خروج المئات من المواطنين من الطبقة الشغيلة التي أبت إلا أن تحتفل بعيدها الأممي بطابع الاحتجاج والتنديد بالسياسة الحكومية وتعاملها مع الملف المطلبي حيث أنه لا يرقى لطموحاتها. وفي مسيرات اليوم، أجمعت أصوات الطبقة الشغيلة على التنديد بتجاهل الحكومة لحقوقها المشروعة في حياة كريمة، وعدالة اجتماعية. وقد لوحظ خلال إحدى مسيرات هذه السنة حمل نعوش مؤسسات عمومية (المدرسة العمومية، صندوق التقاعد…) والتي تمت صلاة الغائب عليها.