احتفل العالم يوم أمس 19 نونبر من كل سنة باليوم العالمي للمراحيض، هذا اليوم الذي يراد منه الدفع للعمل على معالجة أزمة الصرف الصحي على المستوى العالمي، لكن في وقتنا الراهن، لا يبدو أن العالم يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحديدا الهدف 6 منها، وهو الهدف الرامي إلى إتاحة خدمات الصرف الصحي للجميع، وفي جميع الأماكن لخفض نسبة المياه العادمة غير المعالجة إلى النصف، وزيادة إعادة التدوير وإعادة الاستخدام الآمن بحلول سنة 2030. ففي الدارالبيضاء وعلى غرار العديد من مدن المغرب، لا زالت المدينة الاقتصادية تعاني من غياب المراحيض العمومية، حيث يضطر كثير من المواطنين إلى اللجوء إلى المقاهي، أو الفضاءات الخالية، وبعضُهم يَقضي حاجته مضطرا قرب الأسوار المُهدَمة مما يؤثر على نظافة المدينة. ورغم أن صفقة إنجاز مراحيض عمومية بالدارالبيضاء تمت في دهاليز مجلس مدينة الدارالبيضاء الذي يديره عبد العزيز العماري، القيادي بحزب العدالة والتنمية، بتاريخ 27 من شهر دجنبر من العام 2018، إلا أنه لم يكتب لها أن ترى النور بعد، إذ يسود الصمت داخل مجلس مدينة الدارالبيضاء، الذي لم يفصح عن السبب الذي دفع إلى تأخر إنجاز هذه المراحيض كما هو متفق عليه، والتي خصصت لها ميزانية ب6 ملايير سنتيم، حيث ظهرت نتائج طلبات العروض، ولم تظهر المراحيض ولم يتحقق أي شيء على أرض الواقع. وكان “برلمان.كوم” قد ربط الاتصال بعبد الصمد حيكر، نائب عمدة الدارالبيضاء المكلف بالتعمير، والذي صرح للموقع “بأن المشروع لا يعرف أي تأخير”، حيث أشار في تصريحه بأن العمل في المشروع وصل إلى مرحلة “تصنيع الوحدات”، دون تقديم أي معطيات إضافية بخصوص موعد خروج الصفقة إلى أرض الواقع، وتفاصيل تطورها بشكل دقيق. وفي تعارض صارخ مع ما ذكره نائب عمدة البيضاء عبد العزيز العماري، ذكر مصطفى الحيا، والمفوض له قطاع البنية التحتية بمجلس مدينة الدارالبيضاء، “أن المجلس لا يملك أي معلومات بخصوص تطور هذه الصفقة، وأنه فوض تهيئتها لشركة (الدارالبيضاء للتهيئة)”. يشار إلى أن ساكنة الدارالبيضاء وزوارها يجدون صعوبة كبيرة في قضاء حاجتهم؛ خصوصا ببعض الأماكن الحيوية بوسط المدينة، وكورنيش عين الذئاب، ومركز حي المعاريف حيث يظطرون للبحث عن مقاهي لقضاء الحاجة، والذي لا يكون دائما متوفرا بسبب اعتراض أرباب المقاهي. ليبقى سؤال البيضاويين مطروحا أين هي المراحيض ؟؟ ولماذا يتم حرمان المدينة من مرفق حيوي أساسي؟