قال باحثون جلهم مسؤولون عن مراكز دراسات أوروبية وإفريقية ذات صيت عالمي، في مقالة علمية حملت عنوان “الداء كالفقر لا يبقى في بيته”، “لا بد أن يغير فيروس كورونا سياسة العالم بحكم سرعة انتشاره على نطاق واسع”، مؤكدين أن فداحة أثره ليست عبارة عن أخبار كاذبة، ولعل من بين أهم التغيرات التي يمكن أن يحدثها الفيروس هي إعادة تشكيل النظام العالمي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية. عبد الفتاح الفاتحي الخبير في العلاقات الدولية، أكد بدوره في تصريح ل”برلمان.كوم“، أن النظام العالمي الجديد سيعرف تغيرات كبيرة بعد جائحة كورونا، هذه التغيرات من شأنها أن تعيد تشكيل بناء العلاقات الدولية اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا على أسس نظم جديدة. وأبرز الفاتحي، أن تبادل الاتهام بين الصينوالولاياتالمتحدةالأمريكية بشأن مصدر نشأة وتطور وباء كرونا سيعيد حتما طرح سؤال مؤجل حول من المستفيد من جائحة كرونا، “وتبعا لذلك وجهت جهات حكومية في الصين أصابع الاتهام إلى الولاياتالأمريكية بشأن ابتكار الفيروس القاتل كورونا، حيث تم عزل الاقتصاد الصيني تماما عن العالم”. وأشار المتحدث، إلى أن هذه الاتهامات تعززت بعد مؤشرات نشوب حرب تجارية بين أقوى اقتصايات العالم وسيادة تخوفات من كساد اقتصادي دولي قد يرفع من نسبة الفقر في العالم. موضحا أن جائحة كورونا كانت النقطة التي أفاضت كأس البحث عن نظام عالمي جديد بعد تقييم الخسائر التي تسبب فيها الوباء القاتل. وفي هذا الاتجاه بين الخبير في العلاقات الدولية، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية كثيرا ما سعت إلى التنكر لالتزاماتها الدولية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “وهو ما يعني بأنها بدأت تضيق درعا بالتزاماتها الدولية، وترفع سقف مطالب إعادة النظر في مواثيق المنظمات الدولية بما يسوي بينها وبين الصين من حيث الالتزامات والتعهدات الدولية في بنى النظام العالمي”. وخلص الخبير إلى أن العالم يعيش “بكل تأكيد بوادر مراجعات للعلاقات الدولية بعد جائحة كرونا، ستشمل جل العلاقات الدولية”. وسبق لمجلة فورين أفيرز الأمريكية، أن أكدت أن وباء كورونا قد يؤدى إلى إعادة تشكيل النظام العالمي حيث تناور الصين من أجل قيادة العالم فى الوقت الذى يتداعى فيه دور الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى أن التداعيات الجيوسياسية لانتشار وباء كورونا على المدى الطويل مترابطة، لاسيما ما يتعلق بالوضع العالمي للولايات المتحدةالأمريكية. وأكدت المجلة أن واشنطن أساءت في ردها الأولي على الوباء، وأخطاء المؤسسات الرئيسية من البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي إلى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، قوضت الثقة في قدرة كفاءة الحكومة الأمريكية، مبزرة أن القيادة العالمية للولايات المتحدة على مدار العقود السبعة الماضية لم تقتصر على الثروة والقوة فقط، بل على الشرعية التي تأتي من الحكم الداخلي في الولاياتالمتحدة القدرة والاستعداد على قيادة وتنسيق الاستجابة العالمية للأزمات.