قرر وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة توجيه مذكرة احتجاج للمنظمات المهنية للصحفيين والناشرين على خلفية ما نشرته إحدى الصحف اليومية من ادعاءات كاذبة ومغرضة تستهدف النيل من سمعته، ضدا على أخلاقيات مهنة الصحافة. خالد الناصري لم يعد يتحمل عودة جريدة «المساء» لنشر نفس الادعاءات والمزاعم حول المعهد العالي للإدارة، بعد أن سبق لمديرها أن تطرق لها في وقت سابق ضمن عموده اليومي، ووقع التنبيه في حينه إلى أن كل ما نشر لا يعدو أن يكون مجرد أكاذيب وأقاويل لا أساس لها من الصحة. ويفند الناصري، الذي يشغل في نفس الوقت مدير المعهد العالي للإدارة، مزاعم «المساء» جملة وتفصيلا، ولا يستفيد، كما تزعم الجريدة، من أي راتب أو امتيازات كيفما كان نوعها، لأنه من الناحية القانونية والمنطقية لا يمكن لأي موظف عمومي كيفما كانت صفته أن يكون له رقمان للتأجير فبالأحرى أن يستفيد من راتبين اثنين من الدولة، ولعل مصالح وزارة المالية لن تدع مثل هذا الأمر يمر عليها. وبخصوص افتراء المساء أن وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة أغرق المعهد بأصدقائه، وخصوصا تعيين عبد الأحد الفاسي الفهري، فإن هذا القول مردود عليه، لأن التحاق الأخير بالمعهد العالي للإدارة وتقلده منصبه ومسؤوليته به كان سابقا على تعيين الناصري مديرا له. أما ما تدعيه من وجود استياء فإنه مجرد أوهام وادعاءات كاذبة عارية من أي صحة. ويأتي قرار وزير الاتصال التوجه إلى المنظمات المهنية، النقابة الوطنية للصحافة المغربية والفدرالية المغربية لناشري الصحف، في وقت تنكب فيه هذه الهيئات مع الحكومة على إعداد مشروع قانون الصحافة وإخراجه إلى حيز الوجود، وهو المشروع الطموح الذي سيضع أسسا جديدة للتعامل الأخلاقي والمهني بين كل مكونات المشهد الإعلامي، لإثارة انتباه المهنيين إلى أن مثل هذه المناسبة تستدعي وجود نية صادقة لدى الجميع لاحترام أخلاقيات مهنة الصحافة، كمهنة نبيلة لا يجادل أحد في الدور الذي تقوم به في تنوير وإخبار الرأي العام وتأطيره على أسس سليمة.