أكدت رئيسة الجمعية المغربية للتغذية، نجاة مختار، أن الاستثمار في التغذية يعد آلية ضرورية لمحاربة الفقر وإنعاش تغذية وصحة سليمة لدى المرأة الحامل والطفولة الصغرى خاصة لدى الفئات المعوزة. وشددت مختار، في كلمة ألقتها يوم الجمعة الماضي بمراكش، خلال افتتاح أشغال المؤتمر الدولي حول «الاستثمار في التغذية من أجل التنمية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» (ما بين 21 و23 أكتوبر الجاري)، على أهمية وضع برامج للصحة العمومية تكون أكثر نجاعة من أجل مواكبة المرأة الحامل والطفولة الصغرى بغية تمكنيهم من صحة وتغذية سليمة. ودعت، في هذا الصدد، أصحاب القرار والأطباء والعلماء والباحثين إلى التعبئة الشاملة لإنعاش التغذية السليمة لهذه الشريحة المجتمعية لتمكنيها من المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية واكتسابها صحة سليمة ومناعة ضد الأمراض المزمنة. وبخصوص مسألة سوء التغذية بالمغرب، أشارت المسؤولة ذاتها إلى أن المغرب سجل، حسب الإحصائيات الأخيرة، نسبة 18 في المائة في هذا المجال خاصة لدى الأطفال أقل من 15 سنة. وبعد أن أكدت على ضرورة الاستثمار في التغذية من أجل بلوغ أهداف الألفية والمساهمة في الإنتاج والتنمية الاقتصادية، أشارت نجاة مختار إلى أن هذا اللقاء سيبرز أهمية التغذية السليمة خاصة خلال السنوات الأولى من الحياة وعلاقتها بظهور أمراض مزمنة خلال الكبر، موضحة أن هذه التظاهرة تكتسي أهمية قصوى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك بالنظر لتنامي ظاهرة السمنة وتفاقم الأمراض المزمنة بها وما تتطلبه هذه الأمراض من إمكانيات مادية مرتفعة لمعالجتها بالنسبة للصحة العمومية. من جانبهم، أكد المشاركون، الذين يمثلون دولا ومنظمات وجمعيات وطنية ودولية تعمل في مجال التغذية من مختلف القارات، أن الاستثمار في التغذية يعد حلا أمثل لتطوير اقتصاد ناجع من أجل محاربة الأمراض، معتبرين أن التغذية السليمة والمتوازنة خلال المراحل الأولى من النمو بإمكانها أن تغير مسار الملايين من الأطفال. وأضافوا أن هذا اللقاء يشكل أرضية ملائمة لتحسيس مختلف الفاعلين في مجال التغذية وأصحاب القرار بأهمية إرساء برامج كفيلة بتوفير تغذية سليمة لدى الطفولة الصغرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كي يساهموا بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة. وأشاروا إلى أن هذا اللقاء، الذي تميز بمداخلات هامة سينشطها اختصاصيون في مجال التغذية، من شأنه تحسيس كافة المتدخلين على محاربة سوء التغذية بالمنطقة. وناقش المشاركون محاور تهم، بالخصوص «وضعية التغذية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.. استراتيجيات المنظمة العالمية للصحة» و»التغذية خلال المرحلة الأولى من نمو الطفل» و»تقوية المواد الغذائية» و»التغذية.. التجارب بمنطقة مينا» و»تعزيز القدرات.. دور المنظمات». كما عرف هذا اللقاء تنظيم ورشة موضوعاتية حول «كيف تكون اختصاصيا في التغذية» ومعرض للملصقات حول الأطفال الذين يتعرضون لسوء التغذية وأولائك الذين يتمتعون بتغذية سليمة.