اختتام الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الجائزة الكبرى للدنمارك والمغرب يخرج خالي الوفاض من المسابقة بمشاركة أثارت الكثير من الجدل وعجزت عن إقناع لجنة التحكيم
فاز الفيلم الدانمركي (خارج المسموح) للمخرجة فريدريك أسبوك بالنجمة الذهبية (الجائزة الكبرى) لمهرجان مراكش الدولي للسينما الذي اختتمت فعاليات دورته ال11 في مدينة النخيل ليلة السبت الماضي.
وتحكي قصة الفيلم المتوج بالجائزة الكبرى عن (ستيللا) الحامل وزوجها (أوسكار) اللذين يزوران والدها (ناثان) في جزيرة مهجورة يسكنها برفقة كلبه (لابرادور) حيث تنقلب الأحداث من أجواء السعادة لترقب مولود (ستيللا) إلى أسئلة وحيرة مشوقة من خلال علاقة الزوج بالأب وعلاقة هذا الأخير بابنته التي تتطور إلى علاقات صراع واستفزازات متبادلة بين (أوسكار) و(ناثان).
وفاز الفيلم الأسترالي (جرائم سنو تاون) للمخرج جوستين كورزيل بجائزة لجنة تحكيم المهرجان التي رأسها المخرج الصربي امير كوستوريكا فيما منحت اللجنة جائزة أحسن إخراج للمخرجين الايطاليين جيانلوكا وماسيميليا نودي سيريو عن فيلمهما (أعمال الرحمة السبعة).
وعادت جائزة أفضل ممثل للفنان الأسترالي دانيال هينشال عن دوره في جرائم سنو تاون فيما حازت الفنانة الأمريكية جوسلين يينسن جائزة أحسن دور نسائي عن دورها في شريط (من دون) للمخرج مارك جاكسون.
وخرج المغرب خالي الوفاض سينمائياً في هذه الدورة بعد المشاركة بفيلم «عاشقة من الريف» لمخرجته نرجس النجار، والذي يبدو إنه كما أثار الكثير من الجدل ولم يرق للكثيرين من بين النقاد والجمهور، لم يحظ كذلك بإعجاب لجنة التحكيم.
وإن كان المغرب لم يحظَ بجائزة في مجال الأفلام الطويلة، إلا أنه كان حاضرا في مسابقة الأفلام القصيرة أو مسابقة المدارس، حيث توج الفيلم القصير (من الواد للهيه) للمخرج محمد عواد بالنجمة الذهبية لجائزة أفضل فيلم قصير ل(سينما المدارس).
وتهدف هذه الجائزة، وقيمتها 300 ألف درهم، وهي منحة خاصة من صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إلى الكشف عن موهبة جديدة من بين طلبة المدارس ومعاهد السينما بالمغرب.
وسيخصص هذا المبلغ لإنجاز الفيلم القصير الثاني للمتوج بهذه الجائزة، المخرج الشاب محمد عواد. الذي تسلم جائزة دورة هذه السنة من الفنانة الأمريكية سيغورني ويفر رئيسة لجنة تحكيم الأفلام القصيرة.
وفي كلمة بالمناسبة قالت سيغورني ويفر إنها تشرفت برئاسة لجنة تحكيم هذه الأشرطة التي فاضت بمشاعر قوية، مشيرة إلى أن الأفلام المشاركة عبرت عن مشاعر الحزن والحرمان والأسى لكن بنوع من الفكاهة.
وعن الشريط الفائز، الذي منحت له اللجنة الجائزة بالإجماع، قالت ويفر إنه عالج بأسلوب كوميدي متجدد وممتع، موضوع الملل والضجر، مضيفة أن لجنة التحكيم قررت، أيضا، منح تنويه خاص لشريط «بيبوب أنيس» للمخرج الشاب علاء أكعيون.
ويحكي الفيلم المتوج «من الواد للهيه»، عن شاب يدعى رشيد يعيش في منزل منعزل بقرية نائية، وفي كل مرة يعود فيها إلى منزله قبل غروب الشمس يتأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ قبل حلول الظلام، ويستمر على هذا الروتين في هذه الوحدة المملة إلى حين وصول امرأة،
وتكونت لجنة تحكيم هذه المسابقة بالإضافة إلى رئيستها الممثلة الأمريكية سيغورني ويفر، من مجموعة من أفضل السينمائيين العالميين هم المخرجة فريدة بليزيد من المغرب، والممثلة ماري جيلان والممثل باسكال كريكوري والمخرج بيير سالفادوري من فرنسا.
وتنافست على هذه الجائزة بالإضافة إلى الشريط الفائز أفلام «99» من إخراج أيوب عبيد وأمل لوليدي، و»السالكين الهول» لمحمد سهيل، و»بيبوي أنيس» لعلاء أكعيون، و»التهور في السياقة» لمحمد قدوري وإكرام دالكي.
كما تنافس على الجائزة أفلام «كرامة رجل» لمحمد سفيان الباشا، و»المطبخ الموسيقي» لأنيس برجامي، و»الروبيو» لمحمد الرويني، و»للصمت صوت» من إخراج سناء بطوشي و»حياة تحفة» للمخرجة الشابة مريم طنيفس.
وسلمت الجوائز للفائزين في حفل كبير احتضنته (قاعة الوزراء) بقصر المؤتمرات في مراكش الذي تلألأ ليله بنجوم السينما العالمية من القارات الخمس.
يذكر أن لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة ضمت إلى جانب رئيسها امير كوستوريكا كلا من الممثلة الإيرانية ليلى حاتمي والممثل كيفن كلاين من الولايات المتحدة الأمريكية والمخرجة نيكول غارسيا من فرنسا والمخرج المغربي عبد القادر لقطع والممثلة توني كوليت من أستراليا والمخرج بريونتي ما مندوزا من الفلبين والمخرج وكاتب السيناريو رادو ميهايلينو من رومانيا والممثلة الايطالية ماياسانس والممثلة أبارناسين من الهند.
كما تكونت لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة من رئيسة اللجنة الممثلة الأمريكية سيغوني ويفر والمخرجة المغربية فريدة بليزيد والمخرج الفرنسي بيير سالفادوري والممثلة البلجيكية ماريجيلان والممثل الفرنسي باسكال كريكوري.
وتنافس 15 فيلما طويلا بينها عشرة هي الأولى لأصحابها وثلاثة أفلام هي الثانية لمخرجيها على جوائز مهرجان هذه السنة.