قسم المعلوميات بإدارة الجمارك لبيان اليوم: ما وقع مجرد تداعيات عادية لعملية تحيين يراد منها ضمان السرعة و«لامادية المعاملات» شهد ميناء الدارالبيضاء،طيلة الأسبوع المنصرم، ارتباكات على مستوى تعشير السلع، وانخفاضا ملموسا لوثيرة تصريف البضائع والصناديق الحديدية، ما دفع بعض المعشرين إلى الإعلان عن تخوفهم من ضعف فعالية «بدر» (نظام رقمنة المعطيات الجمركية وربطها في إطار الشبكة)، وعدم تجاوبه مع وسائل الاتصال التي يتوفرون عليها. وعبر أحد المعشرين، في تصريح لبيان اليوم، عن استيائه مما أسماه الأعطاب التي واكبت عملية استبدال النظام المعلوماتي القديم «صادوق» بالنظام الجديد «بدر»، والتي قد تصل حد اضطرار مصالح إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة الاستعانة بالعمل اليدوي لمعالجة طلبات المعشرين والمصدرين والمستوردين لاستيفاء الرسوم الجمركية. ووفق المصدر ذاتها، أدى تعثر نظام «بدر» وتزامن ذلك مع النمو الاستثنائي الذي سجله توافد البواخر التجارية من فاتح إلى ثامن يوليوز الجاري، إلى تراكم هائل للصناديق بالميناء،خلفت ارتباكا قويا، بعد أن استحال على الموظفين احتواء العدد الضخم من البيانات المقدمة. وتعزى هذه الارتباكات، إضافة للتطور غير العادي للرواج، إلى عدة عوامل أخرى، منها بالأساس انخفاض وثيرة تصريف البضائع والصناديق الحديدية من الميناء، والوصول المتزامن لعدة بواخر مع تغير جدري في نوعية السفن ومعدلات حمولتها، والتي باتت تتجاوز 830 صندوق مقابل عشرين قدما، أي بارتفاع قدره 20% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية، بالإضافة إلى الارتفاع غير المسبوق لمدة مكوث الصناديق الحديدية بالميناء والذي بلغ عند نهاية شهر يونيو الماضي ما يقارب 12 يوما أي بزيادة قدرها 23% مقارنة مع نفس الفترة من السنة الماضية. وانعكست صعوية التعامل مع نظام «بدر» حسب المصدر ذاته، على مستوى الفوضى التي شهدها الميناء، خاصة يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، وعلى صعيد الانحباس الذي ميز عمليات خروج البضائع والحاويات طيلة الأسبوع. إذ ارتفعت أصوات الشركات المستوردة، بصفة خاصة، مطالبة بتحرير سلعها تجنبا لمزيد من الخسائر، علما أن رسو البواخر في الميناء أو توقف العربات داخل الأرصفة يكلف مبالغ مالية هامة يوميا. مصدر رفيع المستوى بإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، أكد لبيان اليوم أن انعكاسات عملية التحيين تظهر بسرعة فائقة بميناء الدارالبيضاء، على الخصوص، باعتباره الرئة المنعشة للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن أي نظام معلوماتي جديد يفرز بين الحين ولآخر حالات تستدعي مصاحبة المصالح الجمركية التي تتولى معالجتها بدقة وتوليها العناية والأهمية اللازمتين، مع وضع خدمات للمساعدة عن قرب، رهن إشارة المصرحين، بصفة دائمة، لتجاوز الصعوبات المحتملة المتعلقة باستعمال نظام المعاملات عبر الانترنيت. من جانبه، قلل قسم المعلوميات بالإدارة ذاتها من شأن تداعيات التحيين طيلة الأسبوع الماضي، معتبرا إياها مجرد تعليقات مبالغ فيها و مغالطات يتم الترويج لها، تلحق ابلغ الضرر بصورة المغرب خارجيا، خاصة وأن إدارة الجمارك المغربية أصبحت اليوم، على مستوى التعشير المعلوماتي، تعد من بين المؤسسات الرائدة في هذا المجال مقارنة مع الجمارك الأجنبية. ففي توضيحات لبيان اليوم، قالت آمال الزايك رئيسة قسم المعلوميات بالإدارة العامة للجمارك والضرائب غير المباشرة أن العمل بالشطر الثاني من «بدر» (نظام رقمنة المعطيات الجمركية وربطها في إطار الشبكة) يشهد تعديلا جديدا في إطار السعي لبلوغ أقصى درجات السرعة والفعالية. وترى آمال الزايك أن ما وقع بالميناء لم يكن ناتجا عن عطل تقني، بكل ما للكلمة من معنى، بل هو مجرد تحيين للنظام يراد منه التخلص من آخر المكونات المادية في تعاملات الجمركيين والمعشرين والفاعلين الاقتصاديين، المطالبين بالاعتماد على تكنولوجيا المعلوميات، من الآن فصاعدا، بدل اللجوء إلى البيانات الورقية. وبعد أن شددت على أن ميناء الدارالبيضاء وكل النقاط الجمركية على امتداد التراب الوطني تعمل اليوم في ظروف عادية، أوضحت الزايك أن عملية التحيين تم القيام بها ابتداء من الساعة السادسة لمساء يوم الاثنين الماضي، وهمت تصاريح الاستيراد «obligatios sommaires»، مضيفة أن الغاية منها هي بلوغ أقصى درجات السرعة والتخلص النهائي من «مادية التعاملات» وتوفير شفافية في عمليات الاستخلاص الجمركي التي تهم في المحصلة النهائية المال العام.