اكتظاظ في المناطق الأكثر ارتيادا في المملكة سعود العمالكي آسف ! المكان مملوء عن آخره..إنه التعبير الوحيد الذي يشنف أسماع الزوار المغاربة عند بلوغهم عتبات الفنادق التي توجد في وضعية اكتظاظ. فمنذ بضعة أيام، امتلأت الفنادق عن آخرها حيث ما يحل الزائر ويرتحل خاصة في المناطق التي تشهد ارتيادا كبيرا. ففي شمال وجنوب التراب الوطني، كما في الشرق و الوسط والغرب، تبدو على أسارير أرباب الفنادق والمطاعم فرحة واضحة بهذا الإقبال المكثف الذي يأتي بعد شهور عجاف طويلة. في المواقع الرائعة داخل مدن طنجة، وتطوان والعرائش، مع نكهات البحر الأبيض المتوسط، وشلالات أقشور الرائعة التي لا تبعد عن شفشاون الا بثلاثين كيلومترا، تمضي الإقامة في أجواء خرافية، وتيسرها البينات التحيتة الطرقية وغيرها. في المنطقة الشرقية، تظل السعيدية الوجهة الخلابة على الدوام، والفضاء الجذاب الشامخ بفضل ما تزخر به من مؤهلات واحتفاليات لا تنتهي، ولا تخلو قائمتها من رقصة لعلاوي. أما المدينة الحمراء، حيث يطيب دوما المقام، فهي تقدم للعدد الهائل من زوارها مناطق أخاذة كأوريكا وسيتي فاظمة وغيرها. وغير بعيد، في اتجاه الجنوب، تقدم جوهرة سوس شواطئ الأحلام ومنطقة خلفية رائعة حيث تتقاسم ايموزار مراتب الروعة مع نظيراتها المتواجدة وسط البلاد بافران وازرو والبحيرات المتألقة . كل هذه الروائع التي تزخر به البلاد تجذب المغربيات والمغاربة لاستكشافها والتماع بهل خلال الفصل القائظ. بيد أنهم غالبا ما يصطدمون بعراقيل تنغص عطلهم، خاصة أولئك الذين يتأخرون في اللحاق بركب المستفيدين من العطلة بعد سنة كاملة من الجد والكد، إذ يجدون صعوبات بالغة في الظفر بغرفة واحدة متوفرة . فرغم وعود بتشجيع السياحة الداخلية، ورغم ما قيل بشأن مراجعة الأثمان في اتجاه تخفيضها خلال فترة ذروة الطلب، لازال بين ظهرانينا من يستغل الفترة للابتزاز من طرف منعشين لا يملكون درة واحدة من ضمير ولا يستشعرون حس المواطنة . يفضلون الجشع ومراكمة الأرباح السريعة من خلال استغلال المناسبة. في ظل هذا الميل التصاعدي لأسعار غرف الفنادق وندرتها، بدأت تبرز بمدينة أكادير ظاهرة المنازل المفروشة المعدة للكراء، بأسعار جد مرتفعة، وبشكل متفاوت حسب الموقع ونوعية الإقامة. وهي ظاهرة إن أصبحت ملفتة بصفة خاصة بمدينة أكادير، فهي معتادة بمدن أخرى كالجديدة والواليدية وغيرها. وبالنظر إلى الوتيرة التي تسير بها السياحة الداخلية خلال هذه الفترة التي تعقب شهر رمضان، نتوقع أن يمضي الاكتضاض إلى مداه في الوجهات السياحية المفضلة من طرف المغاربة. هذه الظاهرة التي بدأت تفرض نفسها شيئا فشيئا، من المفروض أن تدفع القائمين على الشأن السياحي وعلى المصالح الحكومية المرتبطة بهذا القطاع ايلاء أهمية كبرى للسياحة الداخلية، ليس فقط خلال الفترة الصيفية بل طوال شهور السنة. وهو ما يتطلب وضع سياسة حقيقية لتنمية المؤهلات السياحية للبلاد التي تشكل حجر الزاوية في مسلسل إقلاع الصناعة السياحية للأمم. **** أكادير.. أمواج بشرية والسلطات المحلية تضاعف من جهودها لإنجاح الموسم الصيفي حسن اومريبط تعتبر مدينة أكادير خلال العقود الأخيرة من الوجهات السياحية الأكثر استقطابا للسياح الأجانب ولنظرائهم الداخليين، خلال المحطات الفصلية الأربعة، لكن يبقى فصل الصيف في مدينة الانبعاث الأكثر تدفقا لزوار من مختلف المناطق والمشارب . وتبقى هذه الظاهرة طبيعية إلى أبعد الحدود بالنظر إلى تظافر العديد من العوامل في طليعتها الكرم وحسن الضيافة المعروفين لدى أهل سوس بشكل عام بالإضافة إلى جو المدينة الذي يظل عادة وخلال الفترة الصيفية لطيفا معتدلا دون إغفال جمالية ورونق المدينة اللذان تستمدهما المدينة من ثالوث البحر والجبل وجاذبية الفضاءات الترفيهية بالمنطقة. ويبقى الاستثناء هو الذي يميز عاصمة المغرب السياحية بامتياز خلال العقد الأخير، حيث التدفق البشري من كل حدب وصوب يفوق كل التوقعات ويحطم كل الأرقام القياسية سنة بعد أخرى، مقارنة مع باقي الوجهات السياحية الوطنية الشيء الذي لامسناه خلال هذا الصيف، حيث عرفت المدينة «اجتياحا «غير مسبوق من حيث الوافدين على المدينة سواء من مغاربة الداخل أو من القادمين من الخارج وهذا بالطبع له تأثيرات متنوعة وإن كانت الإيجابية منها هي الطاغية وخاصة الجانب المتعلق بحركة العجلة الاقتصادية المحلية والسياحية، لكن بالمقابل، يسجل بعد الانفلاتات وبعض الاختلالات ذات البعد التنظيمي فرضها الضغط الكثيف للمصطافين على مختلف الفضاءات الترفيهية والتجارية بالمدينة خاصة في الفترة المسائية التي تعج فيها المدينة بالكائنات البشرية إلى وقت متأخر من الليل . هذا وشهدت كل الطرقات المؤدية إلى مداخل المدينة حركية دؤوبة وازدحامات غير مسبوقة منذ اليوم الثاني لعيد الفطر،وأصبح الشريط الساحلي الشمالي غاصا ب»الأمواج» البشرية التي حجت إلى عين المكان للاستمتاع بأولى أيام عطلتها الصيفية التي قلص هامش الاستمتاع بها إلى شهر واحد نظرا لتفادي الغالبية العظمى الاستفادة منها خلال الشهر الفضيل، مما جعل مختلف الفضاءات الترفيهية والتجارية المنتشرة عبر مختلف أركان المدينة تعرف ازدحاما كبيرا وساهم في ذالك جمالية المدينة وجاذبية الكورنيش وروعة التجول في مارينا وكذا التسوق والتبضع بفضاءات سوق الأحد الأكبر إفريقيا وكذا بالمرافق التجارية بإنزكان الأكثر رفقا بجيوب المصطافين والضيوف . ومن نتائج هذا الاجتياح البشري لمدينة أكادير ولهذا الإقبال الهائل الذي وضع المدينة في مقدمة المدن المغربية الأكثر استقطابا للمصطافين، نسبة ملء الفنادق ومراكز الاصطياف ودور الإيواء والإقامات السياحية التي تصل في أحايين كثيرة إلى نسبة 200 في المائة وذالك ابتغاء امتصاص الضغط الممارس عليها والاستجابة للطلبات التي تتوافد عليها بشكل مسترسل خلال الفترة ذاتها أو من خلال عمليات الحجز التي تكون عادة في الفترات القبل الصيفية . أما الشقق المفروشة والمساكن المعروضة للكراء خلال هذه الفترة، فالإقبال عليها تجاوز الأرقام المنتظرة ورفعت المضاربة وكثرة الطلب ثمن الاستفادة حسب موقع ومكان تواجد فضاء الاستقبال ،وفي هذا الصدد ، ورغبة منا في تقريب قراءنا، اتصلت بيان اليوم ب»طارق» أحد المرشدين العقاريين المعروفين بالمدينة بالوساطة الكرائية للشقق المفروشة ، وأكد لنا بأن الإقبال على هذا النوع من المساكن يكون كبيرا خلال هذه الفترة مشيرا إلى كون ثمن استئجار هذه الشقق يختلف باختلاف مدة الاستفادة وموقع تواجدها، وساق لنا أمثلة لمزيد من التوضيح في هذا الجانب حيث يؤكد أن هذه العملية تتراوح ما بين 400 درهم لكل ليلة مبيت إلى 1200 درهم حسب المدة وحسب القرب من البحر .هذا، وتعتبر الأحياء : تيليلا والهدى والسلام والداخلة والحي المحمدي وإحشاش وحي الموظفين وتالبورجت ورياض السلام والنهضة من أكثر الأحياء استقبالا لهؤلاء الزوار بالنظر للسومة الكرائية المتراوحة فيها كما أسلفنا الذكر مابين 400 و1200 درهم لليلة الواحدة في الوقت الذي تتراوح فيه هذه الأرقام مابين 1500 إلى 2000 درهم لليلة الواحدة في شارع الجيش الملكي ومركز المدينة وفي مارينا التي تطل على البحر بشكل مباشر . ولتجاوز المشاكل ذات الطبيعة التنظيمية ولاسيما المتعلقة منها بجانب المرور الذي يخنق المدينة خاصة في فترات الذروة وفي الليل ،أقدمت السلطات المحلية، وفي خطوة استباقية، قبيل نهاية شهر رمضان، على إعادة تنظيم لوحات التشوير لإعادة تحديد الاتجاهات والحد من الازدحام والاكتضاض الذي يؤرق بال الجميع منظمين ومصطافين خاصة في المنطقة الشاطئية الأكثر استقطابا للساكنة المحلية وكذا لزوار المدينة ،كما حول المجلس البلدي مؤقتا وبالمجان ساحة الأمل المتواجدة في قلب المدينة إلى موقف للسيارات ووضعها رهن إشارة رواد المدينة لتخفيف الضغط على المواقف المتواجدة بجانب المحطات الشاطئية .وإلى جانب هذه الاجراءات التنظيمية فقد ضاعفت السلطات الأمنية من عدد أعوان الشرطة في مختلف شرايين المدينة حرصا على سلامة المصطافين وعلى التدبير الأمثل للسير والجولان داخل المدينة . وارتباطا دائما بسلامة وأمن وطمأنينة المدينة وقاطنيها وروادها ومرافقها الإدارية والسياحية بالخصوص عقد ،مؤخرا بمقر الولاية بأكادير اجتماع خصص لتعبئة كل المسؤولين على المؤسسات الفندقية والمطعمية بالمدينة وكذا على مطار المسيرة الدولي وعلى المواقع السياحية والفضاءات التجارية الكبرى ابتغاء الانخراط الجماعي في التدابير الأمنية الاستباقية الهادفة إلى منع أي هجوم إرهابي محتمل عليها خاصة بعد تداول وجود بعض التهديدات من هذه الجماعات التي تنتعش من زهق أرواح الأبرياء ومن زعزعة استقرار الأقطار . من جانب آخر وارتباطا دائما بالإجراءات الاستثنائية الخاصة بهذه الفترة من السنة والتي تعرف تغييرات جذرية في المعيش اليومي لمختلف شرائح المجتمع السوسي ومعه ضيوفه الذين يتقاطرون بالآلاف كل يوم وما يسببه ذالك أيضا من تغييرات ومستجدات على المحيط البيئي، فقد جندت مصالح النظافة والصحة كل طاقاتها وضاعفت من جهودها قصد تجنب الأخطاء المرتكبة في السنوات الماضية خاصة على المستوى البيئي والإيكولوجي وقصد الحفاظ على صورة المحطة الشاطئية والسياحية الأولى وطنيا . المحمدية..مدينة الزهور التي تتحول إلى قبلة للمصطافين حسن عربي بالرغم من كون شواطئ المحمدية، ( الرمال والمركز ومانيسمان) لاتندرج ضمن الشواطئ الحاصلة على الشارة الدولية «اللواء الأزرق» هذه السنة، التي تمنحها مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، والتي تمنح للشواطئ التي تستجيب الى معايير المعتمدة لجودة مياه الاستحمام والبيئة والتجهيز، وتدبير النفايات والتربية البيئية..، فإن شواطئ المحمدية تستقبل منذ نهاية شهر رمضان عشرات الآلاف من المواطنين كل يوم، اغلبهم من الجماعات المجاورة وكذا من عدة مناطق بالدار البيضاء، كسيدي البرنوصي وعين السبع والحي المحمدي ومناطق أخرى. فمع الانطلاق الرسمي لموسم الاصطياف، الذي ابتدأ هذه السنة مع فاتح شهر غشت الجاري، سجلت شواطئ المحمدية إقبالا منقطع النظير من قبل المصطافين الذين يتوافدون عليها كل يوم، بل حتى في الليل تظل شواطئ ء المحمدية، خصوصا شاطئ المركز الوجهة المفضلة لساكنة المحمدية، بفضل الأضواء الكاشفة التي تغطي جزءا كبيرا منه، إضافة لتوفر الأمن الذي يسهر على راحة وسلامة المصطافين من خلال الحضور الكثيف والمتميز لرجال الأمن سواء على مستوى الشاطئ أو في كل الشوارع والأزقة المتفرعة عنه، كما أن ساحة المدن المتوأمة بالمحمدية، تعرف بدورها إقبالا قويا لجمال تنظيمها. وكأغلب الشواطىء المغربية، غالبا ماتعرف الساعات الأولى من الصباح خصوصا بشاطئ المركز، حضورا قويا لهواة وعاشقي الصيد بالقصبة ( الصنارة)، حيث يرابط أغلبهم بالمنطقة الصخرية للشاطئ ، في انتظار أن يجود عليهم البحر بصيد ثمين من الأسماك، إما لبيعها أو للانتفاع بها شخصيا رفقة عائلتهم، فيما يمارس أغلب أصحاب القصبة هذه الهواية، لتمضية الوقت أوللترفيه عن النفس بعيدا عن الضوضاء. وغير بعيد عنهم، حيث يسود الصمت، باستثناء أصوات الأمواج التي تصطك بالصخور، تتحول فضاءات الشاطئ إلى ملاعب مؤقتة لكرة القدم، حيث تجرى مقابلات حبية بين المشاركين المنتمين لمختلف الفئات العمرية، فيما يفضل آخرون القيام بتداريب رياضية على طول الشاطئ الذي يقدر بمئات الأمتار. وفي حدود الساعة العاشرة صباحا، تشرع هذه الفئات في مغادرة الشاطئ، فاتحة المجال للمصطافين ليأخذوا مكانهم للاستمتاع بدورهم بجمال البحر وممارسة هواياتهم المفضلة، أو الجلوس على الأقل في المقاهي المطلة على الشاطئ. وما يزيد من إقبال المواطنين على مدينة المحمدية عموما، هو احتضانها هذه السنة في شهر غشت لفعاليات مهرجان المحمدية، حيث يستمتع المصطافون بمختلف العروض الفنية المقامة كل ليلة في منصات المهرجان بمركز شاطئ المحمدية أو بمنصة مسرح عبد الرحيم بوعبيد والتي يقدمها فنانون مشهورون على الساحة الوطنية، إضافة إلى احتضان شاطئ المحمدية لفعاليات الأسبوع الوطني للقراءة المنظم مابين 2 و10 غشت، تحت شعار» متعة الصيف .. متعة القراءة، من طرف شبكة القراءة بالمغرب بشراكة مع مركز أجيال 21 للمواطنة والديمقراطية وبدعم من وزارة الثقافة، حيث أقيمت بالمناسبة خيمة تضم عشرات من الكتب، وفي كل مساء يتم تنظيم نشاط ثقافي يحضره كتاب وفنانون وشعراء وكل المهتمين والعاشقين للقراءة. لكن بالرغم من كل هذه المظاهر الإيجابية التي تميز شواطئ المحمدية، إلا أن هناك بعض النواقص التي تقض مضاجع المصطافين، تستلزم من المسؤولين المحليين المنتخبين والسلطات بذل مزيد من الجهود مستقبلا من أجل تنمية المدينة من خلال الحركة الاقتصادية التي تشهدها المدينة خلال فصل الصيف. فلحدود الآن، ما يزال مئات من المصطافين، إن لم نقل الآلاف منهم، يضطرون يوميا إلى العودة إلى مدنهم الأصلية، لغياب فنادق في مستوى قدرتهم الشرائية أو مراكز للإيواء، باستثناء الفنادق المصنفة الفخمة والإقامات السياحية الناهضة الثمن، مما يحرم المصطافين من تمديد إقامتهم بالمحمدية. ناهيك عن انتشار عشرات من الباعة المتجولين بالشاطئ يقومون بتقديم بعض الوجبات الخفيفة في غياب مراقبة صارمة، مما قد تشكل خطرا على حياة المصطافين. وعموما تعيش مدينة المحمدية خلال فصل الصيف، وضعا «استثنائيا»، يتطلب مجهودات استثنائية، وإجراءات بديلة بفعل الإزدحام الذي تعرفه حركة السير بدورها، وانتشار بعض الظواهر السلبية كالسرقة والعنف.
