المملكة تدين الاعتداء وتجدد دعمها لمسار الحوار السياسي الليبي أدان المغرب بشدة الاعتداء المسلح الذي استهدف، فجر أمس الاثنين، سفارته بالعاصمة الليبية طرابلس، داعيا السلطات الليبية إلى فتح تحقيق للكشف عن ملابسات الاعتداء ومرتكبيه. وأعلن موالون لتنظيم «الدولة الإسلامية» المعروف ب»داعش» من خلال حسابات منسوبة لهم على «تويتر» مسؤولية التنظيم في الهجوم على سفارتي المغرب وكوريا الجنوبية في ليبيا. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن «بوابة سفارة المملكة المغربية بالعاصمة الليبية تعرضت، فجر يومه الاثنين، إلى اعتداء مسلح ألحق أضرارا مادية جسيمة بالمباني المجاورة، و دون أن يخلف أي ضحايا». وأضاف البلاغ أن «المملكة المغربية، إذ تعرب عن قلقها وإدانتها الشديدين لهذا العمل الإرهابي، الذي يمثل انتهاكا سافرا للقانون الدولي والأعراف الدبلوماسية في ما يخص ضمان واحترام حرمة البعثات الدبلوماسية، تدعو السلطات الليبية إلى التحقيق للكشف عن ملابسات هذا الاعتداء الإجرامي الآثم ومرتكبيه». وأكد أن «المملكة المغربية، وانطلاقا من موقفها المتضامن مع دولة ليبيا في هذه المرحلة الانتقالية التي تمر منها البلاد، تجدد دعمها لمسار الحوار السياسي الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة للدعم بليبيا بين كافة الفرقاء السياسيين في ليبيا، من أجل تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق في الاستقرار والأمن والازدهار». وتعرض مبنى السفارة المغربية في العاصمة الليبية طرابلس في الساعات الأولى من صباح أمس الاثنين لاعتداء بواسطة قنبلة مما ألحق أضرارا بالمبنى. وعلم من مصدر دبلوماسي أن الانفجار استهدف المدخل الرئيسي للسفارة دون أن يتسبب في سقوط ضحايا. ويأتي هذا الاعتداء ساعات بعد حادث مماثل استهدف سفارة كوريا الجنوبية في طرابلس وخلف قتيلين. وسبق أن تبنى تنظيم الدولة الإسلامية هجمات مماثلة ضد السفارات في طرابلس التي أغلقت معظمها أبوابها مع تدهور الوضع الأمني في العاصمة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ندد بهجوم سفارة كويا الجنوبية وأكد في بيان أن «مبدأ حصانة البعثات الدبلوماسية والقنصلية يجب أن يحترم». وأضاف أن «استمرار العنف في ليبيا يذكرنا بالحاجة الماسة بالنسبة لليبيين كي يضعوا حدا للنزاع الحالي والتوصل سريعا إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية» وأشار إلى أن «الأممالمتحدة تنوي استئناف الحوار السياسي خلال الأيام المقبلة». ومن جهتها، دعت الولاياتالمتحدة وخمس دول أوروبية الأحد إلى وقف إطلاق نار «فوري وغير مشروط» في ليبيا بعد الإعلان عن استئناف الحوار بين مختلف الفصائل الليبية برعاية الأممالمتحدة. وجاء في بيان للدول الست «نحض جميع المشاركين في الحوار على التفاوض بنية سليمة وانتهاز هذه الفرصة من اجل التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية واتخاذ الاجراءات الكفيلة لوقف إطلاق نار غير مشروط». وعرفت العاصمة الليبية طرابلس، عدة حوادث مشابهة خلال نهاية العام الماضي منها اعتداءات على السفارات المصرية والإماراتية والجزائرية والإيرانية، في الوقت الذي تشهد فيه عدة مدن ليبية انفلاتا أمنيًا، واغتيالات لعناصر شرطية، وعسكرية، وأخرى عامة، خاصة مع انتشار مختلف أنواع الأسلحة في أيدي الجماعات المسلحة، عقب سقوط نظام القذافي عام 2011.