البام «يفصل» برلمانييه عن مكتبه الوطني

حسم حزب الأصالة والمعاصرة أمره، وقرر تسوية النزاع التنظيمي بين أطرافه تفاديا لوقوع نزيف داخلي. وبحسب مصادر بيان اليوم، فإن المكتب الوطني للحزب، قرر في اجتماعه ليوم الأربعاء الماضي، الذي حضره فؤاد عالي الهمة، فصل الفريقين البرلمانيين للحزب عن سلطة المكتب الوطني... وتكليف رئيسي الفريقين بمجلس النواب ومجلس المستشارين، أحمد التوهامي وعبد الحكيم بنشماس، بترؤس لجنة سيختاران فيما بعد، أعضاءها الآخرين لبحث قضايا الفريقين بمعزل عن المكتب الوطني، فيما ستقدم لهذا الأخير تقارير دورية حول الأنشطة، كما يجري تنسيق على مستوى ضيق، بين هذه اللجنة والمكتب الوطني في شأن تنفيذ بعض القرارات السياسية داخل البرلمان.
وبحسب مصدر من الحزب، فإن الاجتماع الأخير عرف «مناقشات صريحة» حول بعض الممارسات التي كان ينتهجها عدد من أعضاء المكتب الوطني نحو برلمانيي الحزب، سيما «التدخل في الشؤون الشخصية لبعض النواب والمستشارين ومحاولة التحكم فيهم وتوجيههم نحو مواقف معينة خارج مؤسسة البرلمان»، أضف إلى ذلك، أن بعض قياديي الحزب «دخلوا في مواجهة مفتوحة مع عدد من البرلمانيين بتهديدات تتوزع بين الطرد والمتابعة، في حال عدم الانضباط لتوجهاتهم»، سيما أن قياديي الحزب أعلنوا أن «المتحكم الوحيد في مستقبل أي برلماني بالحزب هو المكتب الوطني، أو بالتحديد تلك المجموعة التي تحسب على حركة لكل الديمقراطيين».
ورغم أن أولئك الأعضاء لم يستسيغوا تجريدهم من سلطة تتبع ومراقبة ومحاسبة برلمانيي الحزب، كما كان الأمر عليه من قبل، وإن وقع تحريف لهذه السلطة فيما بعد، إلا أن تدخل فؤاد عالي الهمة كان حاسما خلال الاجتماع المذكور سيما أنه أقر بأن بعض الأوضاع التنظيمية «باتت منفلتة بالفعل».
ومقابل ذلك، كانت أبرز مستملحات الاجتماع، المخاوف المعبر عنها من طرف بعض أعضاء المكتب الوطني (مجموعة المندمجين) من الغياب الطويل للهمة عن الحزب، ورد الهمة بالقول إن خلوته بنفسه خلال تلك الفترة، لم تكن تمنعه من تتبع شؤون الحزب، مؤكدا أن عودته الآن، ستكون بنفس أقوى، نافيا أن يكون قد عرض عليه منصب في الدولة كما راج ذلك على نطاق واسع.
وعدا ذلك، ذكر بلاغ للمكتب الوطني أنه تمت المصادقة، خلال هذا الاجتماع، على « قرارات هامة تمس سير عمل الحزب وطنيا وجهويا، بما يسمح بتدشين انطلاقة جديدة تنسجم وخدمة المشروع الهام للحزب، وذلك بعد نقاش معمق اتسم بمستوى عال من الصراحة والنقد والنقد الذاتي، أعقب عرضا تقدم به رئيس لجنة المتابعة وتناول من خلاله بالنقد والتقييم مسار الحزب منذ نشأته ولامس مجمل النقاشات التي دارت خلال لقاءات المكتب الوطني المختلفة».