اعترفت إذن، الولاياتُالمتحدةُالأمريكية يومَ الخميس الماضي بمغربيةِ الصحراء. كان هذا هو الشقُ "السار" من الخبر لكنَّ الشقَ الآخر و"غير السار" في نظرِ البعض هو: اعترافٌ مقابلَ ماذا؟ وبأي ثمن؟ يُجيب البعضُ عن هذا السؤال، دون شكٍ وبعيداً عن اللغةِ السياسيةِ والدبلوماسية، بأنَّ ثمنهُ كان هو إعادة ربطِ العلاقات الديبلوماسيةِ بين المغرب وإسرائيل، أو بلغةٍ أوضح وأبسطَ: "التطبيع". كما ذهبَ البعضُ الآخر إلى القول، أنهُ اعترافٌ لا يُغني ولا يُسمن من جوع، لأنهُ صادرٌ عن رئيسٍ أمريكي يعيشُ دقائقه الأخيرة في البيتِ الأبيض. في هذا الإطار، يرى المحللُ السياسيُ المدني رزق، في تصريحٍ لقناةِ "كاب 24 تيفي" بأنَّ :" القرارَ الأمريكيَ الأخير أخذَ صجة إعلاميةً كبيرةً أكثر مما يَستحق". وعلّل المدني رزق قوله هذا بأنَّ :" الحقيقةَ تقولُ أنَّ الصحراءَ مغربية بمواثيقَ كثيرة جداً، من خلالِ الأممِالمتحدة ومن خلال الاتفاقيةِ الثلاثية مع إسبانيا وموريتانيا والمغرب. وبالتالي الاعترافُ الأمريكيُ الآن بمغربية الصحراء، لنَ يضيفَ الشيء الكثير ". من جهتهِ، يرى الدكتور محمد زين الدين، أستاذُ القانونِ الدستوري والعلومِ السياسية، في تصريحهِ لموقعِ "قناةِ كاب 24 تيفي"، أن المرسومَ الرئاسييَ الأمريكي والذي يَقضي بالاعترافِ التام والكامل لسيادة المغرب على الصحراء "لايمكنُ تَغييرهُ إلا بمقتضياتٍ دستورية جِد معقدة". وأضافَ المحللُ السياسي: "حتى وإن أرادَ الرئيسُ الأمريكيُ المنتخبُ جو بايدن تغييرهُ، فسيجدُ صعوبة كَبيرة في ذلك". مُوضحا، أنَّ من الناحيةِ السياسية، لا يمكنُ ذلك لأن العُرفَ السياسي في الولاياتالمتحدة، جرى على أن الرئيسَ الجديدَ لا يذهبُ في اتجاهِ تغيير قَراراتِ الرئيسِ السابق. وأشارَ زين الدين في تصريحه، أنَّ شخصيةَ الرئيس "بايدن" هي شخصيةٌ توافقية، ستذهبُ لا محالة، في نفسِ اتجاهِ تكريسِ قرار ترمب. ناهيكَ عن الدورِ الوازنِ للوبي الإسرائيلي اليهودي المغربي، في الولاياتِالمتحدةِالأمريكية.