تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    أخنوش: تنمية الصحراء المغربية تجسد السيادة وترسخ الإنصاف المجالي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    رفض البوليساريو الانخراط بالمسار السياسي يعمق عزلة الطرح الانفصالي    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    أخنوش يستعرض أمام البرلمان الطفرة المهمة في البنية التحتية الجامعية في الصحراء المغربية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    المجلس الأعلى للسلطة القضائية اتخذ سنة 2024 إجراءات مؤسسية هامة لتعزيز قدرته على تتبع الأداء (تقرير)    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    برشلونة يهزم سيلتا فيغو برباعية ويقلص فارق النقاط مع الريال في الدوري الإسباني    مكتب التكوين المهني يرد بقوة على السكوري ويحمله مسؤولية تأخر المنح    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    سبتة تبدأ حملة تلقيح جديدة ضد فيروس "كورونا"    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف مختصر عن المأفون بوخروبة أبو مدين خديم فرنسا بوسام النذالة للجمهورية .
نشر في كاب 24 تيفي يوم 13 - 09 - 2022

الصورة أعلاه هي " شهادة لقيادة السيارات النوع : – س -" ." سلمتها السلطات في هذه المملكة المغربية العلوية للمأفون المدعو أبي مدين الهواري واسمه الحقيقي هو محمد بن إبراهيم بوخروبة ، وقد استعار إسم أبو مدين الهواري أيام الثورة الجزائرية وهو إسم كان لمقاوم جزائري قتل غدرا في ظروف مجهولة ، فارتمى بوخروبة على اسمه لينتحل شخصيته . وصار إسمه الوحيد الذي يمضي به رسائله وعقوده وبخاطبه به غيره إلى آخر أيام حياته .
وقد سلمت له رخصة السياقة لما كان مستقرا بمدينة وجدة تحت إسم مستعار هو ( بو مدين بن محمد قادة) . ضمن قادة الثورة الجزائرية الذين انسل وسطهم بوخروبة المدعو بو مدين .
ورقم رخصة السياقة كما مشار في الصورة أعلاه هو ( 279150) تسليمها بتاريخ ( 19 يوميه 1959 ) .
ترجمة مختصرة عن حياة المأفون محمد إبراهيم بو خروبة المدعو بومدين الهواري.
ولد بوخروبةيوم الثلاثاء ( 20 ربيع الثاني سنة 1351 – 23 غشت سنة 1932 م)
وذكر الكاتب الفرنسي ( جان لا كوتور) أنه ولد سنة ( 1925) وفي رخصة سياقته ولد عام (1918 بوجدة) ولكن هذا كان للتمويه فقط .
ولد بقرية ( هيليوبوليس ) قرب مدينة ( قالمة ) بولاية قسطنطينة . من والد كان فلاحا فقيرا أجيرا في الفلاحة ( خماسا).اسمه إبراهيم بوخروبة .
في سنة ( 1953 ) أخذه أحمد بن بلا معه للقاهرة حيث قضى شهرا في الأزهر ثم التحق بمكتب المغرب العربي بالقاهرة الذي كان يضم قادة مغاربة من الحركة السياسية المغاربية مثل علال الفاسي ومحمد الخيضر وصالح بن يوسف فأكرموا وفادته . ولما أعلن أحرار الجزائر ثورتهم في عام (1954) طلب منه احمد بن بلا الرجوع إلى الجزائر للوقوف إلى جانب الثورة فرفض الرجوع ، حتى ألح عليه بشدة أحمد بن بلا ، ويحكي أحمد بن بلا في لقاء له مع قناة عربية (…) أن بو مدين رفض العودة للوقوف إلى جانب الثورة ولم يقبل الصعود للباخرة إلا بمشقة .
وزاد بن بلا قائلا : " بومدين ليس له رصيد في الثورة وأنه لم يكن مناضلا في الحزب الشعبي الجزائري " .
وهذا هو الذي شهد به العديد من الثوار الذين قام بوخروبة بنفيهم ، و صرح الذين تتبعوا سيرته المخزية بأنه كان فقط يتهيأ للخيانة التي وكله ديغول بها ، ليشق صفوف الثوار . وفعلا بعد استقلال الجزائر انتقم من بعضهم بالقتل أو بالسجن أو بالنفي وسنأتي على هذا .
وفي القاهرة كان أعضاء مكتب المغرب العربي يرونه مجرد سكرتير مشغل تلفون بسيط دفعه حماسه فقط إلى مشاركة إخوانه في نضالهم للقضاء على الاستعمار ، بينما كان هو يخطط للخيانة فقط .
وفي سنة (1954 ) التحق بوخروبة بالمغرب وبعدها بأيام اتصل بمناضلي ولاية وهران وبدأ بمساعدة كبار الثوار الجزائريين يهرب إليهم السلاح من المغرب حيث استقر بمدينة وجدة ، وقدمت له هذه المملكة الشريفة كل ما يريده ويطلبه للنضال من أجل دحر وطرد الاستعمار الفرنسي .
إلا أن بوخروبة كان انذاك باع ذمته لفرنسا وبالضبط لما استقر مدة في (غارديماو) الواقعة على الحدود التونسية (14 كلم) من حدودها مع الجزائر ، حيث اتصل به الفرنسيون للعمل ضمن مخطط الجنرال ديغول بعد خروج فرنسا . ومنها تصفية رجال الثورة الجزائرية .
وطلبت فرنسا ايضا من بوخروبة الوقوف إلى جانب الضباط الجزائريين العاملين ضمن القوات الفرنسية والذين كان يطلق عليهم (فوج لا كوسط ).(1956- 1957( ويعرفون باسم (ليداف) . LES DAFS . وقد التحق منهم (15 جندي من رتبة ( عريف إلى ضابط صف ) في سنة ( 1961) . ثم جاءت الدفعة الثانية وفيها ( 40 من عرفاء وضباط صف ) وكان يطلق عليهم ( جيش العدو) .وهاتان الدفعتان هما اللتان حكمتا الجزائر : ومنهم العربي بلخير ،محمد العماري ،خالد نزار ، محمد التواتي ، وغيرهم .
وقد صرح رئيس الحكومة الجزائرية أنذاك بلعيد عبد السلام " أن التحاقهم كان مبرمجا " وصرح آخرون أنهم قنبلة أرسلها ديغول للجزائر .
ولما قام العقيد قاسم شعباني في سنة (1964) وطلب في مؤتمر جبهة التحرير الجزائري بتطهير الجيش الجزائري من العناصر الفرنسية دبر له بوخروبة تهمة الخيانة للدولة الجزائرية فألقي عليه القبض وأودع السجن بوهران. وذكر الشاذلي بن جديد في مذكراته أن بومدين اتصل به وطلب منه إعدام قاسم شعباني . قال الشاذلي فأخذناه من السجن إلى الغابة التي كانت فرنسا تعدم فيها الجزائريين بوهران وأطلقنا عليه الرصاص وأعدمناه . في ( 3 نونبر 1964) . بأمر من رئيس الجمهورية بومدين .
في (3 غشت 1962 ) قام بوخروبة وأحمد بن بلا بانقلاب على صديقهم و رئيسهم رئيس ( ح . م . ج . ج ) بن يوسف ابن خدة حيث دخلوا العاصمة بدبابات ومصفحات بوخروبة ( بو مدين) .
ثم بعدها بقريب انقلب المأفون خديم فرنسا بوخروبة على صديقه الرئيس احمد بن بلا في ( 19 يونيه 1963) وقام بسجنه مدة أربع عشرة سنة من غير تهمة وقد أطلق سراحه في ( 4 يوليوز 1979) ولكن أخذ إلى سكنى محروسة في المسيلة لا يراه أحد .
هكذا عرف هذا المأفون بالخيانة والغدر لكل من أحسن إليه ورفع من شأنه . وسنعود لضحاياه من كبار رجال الثورة الجزائرية .
أما مع المغرب الذي أكرمه وأعانه وقدم له كل ما احتاج إليه وما لم يحتج إليه هو ورفيقه أحمد بن بلا وباقي رجال الثورة الجزائرية الذين لم يكن بوخروبة يساوي عندهم شيئا لولا احمد بن بلا .
فقد شن بوخروبة وأحمد بن بلا على المغرب أول حرب خيانة وغدر في ( 8 اكتوبر 1963) بالهجوم على الحامية المغربية في(حاسي البيضاء) ثم هجوم على( فكيك) في ( 18أكتوبر) ، أي بعد الهجوم الأول بعشرة أيام …
وأثناء سعي المغرب لإرجاع صحرائنا لم يترك بوخروبة بابا إلا طرقه ليقف في وجه هذه المملكة حتى لا تسترجع أراضيها من الاستعمار الإسباني ، فاتصل بالعديد من الرؤساء أنذاك لمنع استرجاع المغرب لصحرائه، أدى إلى تأخير خروج الاستعمار الإسباني من صحراء المغرب سنين .
ثم نزل بوخروبة بثقله بأوامر أسياده ليشغل المملكة عن صحرائنا الشرقيةالتي اقتطعتها له فرنسا . حتى ذهب أن قال في خطبة للشريف ابن الشريف الملك الحسن بن محمد بن يوسف رحمة الله عليهم اجمعين قال المأفون مخاطبا الملك الحسن رحمه الله تعالى" سأضع لك الحجر في الحذاء " ( غدي ندير ليك الحجرة فالسباط)
والجميع يعلم ما حصل بعد ذلك ليومنا هذا . فهذا المأفون عامله الله بعدله كم مات وقتل بسببه من الأبرياء، ، وكم رملت من امرأة ، وكم عاش من صبي يتيما . ومن لم يقتل من الجنود بقيت فيه عاهات الحرب التي لا زالت مشتعلة ليومنا هذا – عامله الله بهدله – .
فكم أحسنت هذه البلاد لبوخروبة منذ شبابه لما التحق في سنة (1953) بمكتب المغرب العربي بالقاهرة وأحسن إليه رجال المقاومة المغربية . ثم ارسلوه في سنة ( 1954) لمدينة وجدة بتوصية مضمونها تقديم يد العون إليه .
وفي بداية سنة ( 1959) لما تولى بو خروبة قيادة الولاية الخامسة والمسؤول عن تخطيط وتنظيم المقاومة الجزائرية خلفا لعبد الحفيظ بوصوف واسمه الحقيقي هو ( محمد خليل ) الذي أطاح به نائبه بوخروبة ( بومدين) لأن فرنسا كانت تتخوف من بوصوف بسبب نجاحه في تسريب رجاله إلى الحكومة المؤقتة في كل الولايات . كما وضح ذلك الكاتب الفرنسي ( شارل بولات . في كتابه:( الملف السري الجزائري ) . LE DOSSIER SECRET D ALGERIE بعدما أطاح المأفون بو خروبة بصديقه عبد الحفيظ بوصوف ، كما أطاح فيما بعد بصديقه أحمد بن بلا وأودعه السجن .
بعد بوصوف أصبح المغرب يموله بالسلاح والعتاد للثورة الجزائرية . مع تقديم كل ما يحتاجه لتصنيع أنواعا من السلاح في المدن المغربية وهي :
مدينة بو زنيقة : تركيب القنابل وصناعة الأسلحة البيضاء .
مدينة تمارة : صناعة وتركيب الرشاشات الخفيفة .
مدينة الصخيرات: تركيب مدافع 45
مدينة المحمدية : تركيب القنابل وصناعة أسلحة بيضاء .
وعند ترقية المدعو بو مدين إلى رتبة عقيد
وأصبح رئيسا للأركان العامة لجيش التحرير الوطني زاد المغرب في بناء مواقع عسكرية في عدة جهات بلغت فقط في الشرق المغربي ومدينة في الشمال ، (27 ) مركزا في مدن ، وجدة ، بركان ، فكيك ، بوعرفة، بوعنان ، بوذنيب ،راس عين بني مطهر ، تندرارة ، تطوان ، الناضور .
ثم زادت هذه المراكز حيث تواجد مواقع " الفلاكة" الجزائريين . بل إن بوخروبة وأعوانه مثل عبد العزيز بوتفليقة و شريف بن قاسم وقائد أحمد الذي حصل له خلاف فيما بعد مع بوخروبة وكاد بوخروبة أن يغتاله ، فخرج هاربا إلى المغرب حتى توفي في سنة ( 1978) بالمغرب . وأحمد المدغري سيقتله بوخروبة فيما بعد ، ولعروسي خليفة والذين كان يطلق عليهم " مجموعة وجدة " لما انشأوا فرق اغتيالات خاصة لتتبع واغتيال العاصين والعملاء والفارين الجزائريين من قتال الاستعمار لم يمنع المغاربة هذه الفرق من ذلك في اول الامر ثم منعوهم بعد ثلاثة أشهر من قتلهم بعض الفارين .
وقد قدمت هذه المملكة الشريفة أكثر مما تقدر عليه للجزائريين وعلى رأسهم الخائن المأفون بوخروبة المدعو بومدين من كل ما احتاجه الجزائريون لثورتهم ، إلا أنه من شرب الخيانة واصبح الغدر سائله الدموي وباع ذمته للاستعمار لن يعترف لأي كان بما يقدمه إليه من إعانات ، ولا يرد جميله إليه إلا بالغدر والختل . وهذا بوخروبة و العديد من الجزائريين مثله يسيرون وراء تاريخه المخزي على درب الخيانة .
واليكم شهادة بوخروبة بلسانه يثني فيها على هذه المملكة الشريفة العلوية وجيشها كما نقلتها (جريدة المجاهد بتاريخ أبريل 1962) :"
في هذا اليوم العظيم الذي الذي امتزج فيه الجيشان والشعبان الجزائري والمغربي حتى أصبحت كتلة واحدة…أشكر باسمكم وزراء الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الذين أدوا لنا هذه الزيارة الكريمة …وفي هذا اليوم يؤسفني شيئ واحد هو ان المغفور له صاحب الجلالة محمد الخامس لم يكن حاضرا معنا…" .
إلا أن بوخروبة ما فتئ ان نسي كل تلك الكلمات من المدح والثناء على الجيش المغربي وتأسفه على غياب الملك محمد الخامس بسبب موته ، وهذا بسبب ما قدمه المغرب وملكه محمد الخامس وولي عهده آنذاك الملك الحسن الثاني رحمة الله عليهما من مساعدات في جميع المجلات للجزائريين ، بل لقادتهم ومنهم هذا بوخروبة .
وسيسأل سائل وكيف انقلب بوخروبة على المغرب ورد إحسان المغرب إليه وللجزائر إساءة وحربا وظغينة .
الجواب ،سهل بسيط إنها فرنسا سيدته التي جندته ليعمل لصالحها منذ عودته من القاهرة بقريب . والتي هددته إما أن يقف بجانب الانفصاليين حتى لا يسترجع المغرب أرضه ، او ان فرنسا ستنزع تلك الأراضي المغربية من الجزائر بالنار والحديد لكي تردها إلى صحب الأرض أي المغرب .
ولم يقف بوخروبة في عدائه للمغرب فقط على صحرائنا ، بل استجمع لحضيرته عدة دول إفريقية لا يهم رؤساؤها إلا ما سيدخلونه لجيوبهم ، وفعلا قاموا ضد المغرب يناصرون الطرح الجزائري أن الصحراء ليست مغربية وأن شعبها الصحراوي لم تكن له اي علاقة تبعية ومواطنة للمغرب. وكان ذلك بما أغدق عليهم به بوخروبة من خيرات الشعب الجزائري ومداخلهم في الغاز .
وتناسى بوخروبة وقوف المغرب بقوة بواسطة الملك الحسن الثاني رحمه الله لما حاول الاستعمار الفرنسي في سنة (1961) تقسيم التراب الجزائري ببتر صحراء الجزائر من الحل النهائي . ولما عرضت فرنسا على المغرب مسألة إيجاد حل لقضية الحدود الشرقية المغربية كان جواب المغرب هو الرفض .( مجلة المجاهد : عدد 91 / 13 مارس 1961 – والعدد 100/ 17يوليوز 1961) .
فماذا بقي بعد هذا من إحسان ووقوف المغاربة إلى جانب الجزائر ، وإلا لو أراد الملك الحسن الثاني لقسمت الجزائر من أطرافها من جهة صحرائها ومن الجهة الشرقية أي الأراضي المغربية .
ولكن شهامة الملك الحسن الثاني رفض أن يفتح ملف الأراضي المغربية الشرقية والجزائر تئن تحت جبروت فرنسا .
كل هذه وغيره تناساه المأفون بوخروبة ومن كان معه ممن لا ذمة لهم ولا شهامة .
وقد أرسل بوخروبة جنوده ومرتزقة آخرين كان يمولهم الهالك معمر القدافي للهجوم على المواقع المغربية في صحرائنا في منطقة الزاك وفي المحبس وفي امغالة وفي ام ذريكة وفي الفرسية وفي جهات أخرى ، وفي كل هجوم يقتل من الجيوش الجزائرية العشرات ويأسر منهم الجيش المغربي مثل ذلك .وقد عاملهم المغرب معاملة حسنة اتبع معهم فيها حقوق الأسرى الذي يخوله إليهم ميثاق الأمم المتحدة .
كما استقبل بوخروبة بعض المعارضين للملكية في المغرب الذين كانوا يقيمون في إقامات فاخرة في احياء دبلوماسية وبأمره خصص لهم برنامجا في الإذاعة الوطنية الجزائرية يعبرون فيه عن معارضتهم للمغرب .
زقام بوخروبة بطرد ( 35000) مغربي عاشوا سنين في الجزائر تركوا زوجاتهم وأبناءهم حيث حملوا ليلا قصرا ليتركوهم على الحدود الجزائرية المغربية .
هكذا كان هذا المأفون الخائن لعهده يرد إحسان المغاربة إليه بكل ما استطاع وما أملاه عليه أسياده .
وقد عرف بوخروبة بالغدر والختل والخيانة حتى مع أصدقائه في درب الثورة ، فقام بتصفية بعضهم ونفى الآخرين الذين هربوا من بطشه .
أقدم بوخروبة على قتل محمد خميسي في سنة ( 1963) وزير الخارجية بطلقة من قناص .
و نفى أحمد بن بلا مشاركته في قتل محمد خميسي . خصوصا أن قتل محمد خميسي جاء بعد يوم واحد من إطاحة بوخروبة بصديقه أحمد بن بلا .
وقد وجد قاتل محمد خميسي مشنوقا في زنزانته بالسجن في (20 يونيو 1965) .
وبموته أخفيت وطمست حقيقة مقتل محمد خميسي .
أعطى بوخروبة أمره بمقتل محمد خيضر صديقه في الثورة التي تسلل بواسطتها بوخروبة وسط الثوار الجزائريين في مدينة وجدة ، ليحقق مخطط أسياده في تسميم الجزائر وهلاكها وإحداث الفوضى بين شعبها لتقسيمهم فلا ينعمون بالراحة .
قتل محمد خيضر بأمر من بوخروبة لرابح بوخالف الموظف في القنصلية الجزائرية
بفرنسا فرع الملحقية الثقافية والقاتل جزائري يدعى( محند… ) حيث أطلق على محمد خيضر الذي كان يمتطي سيارته أربع رصاصات رفقة زوجته .
أمر بوخروبة بمقتل كريم بلقاسم في فرانكفورت في سنة ( 1970) .
وهو أول من ضم العناصر الجزائرية في القوات الفرنسية للجيش الشعبي الجزائري.
ووقف إلى جانب بوخروبة ضد اقتراح العقيد قاسم شعباني بتطهير الجيش الجزائري من عناصر الجيش الفرنسي .
وقد صرح أحمد امين صهر كريم بلقاسم ومحمد خيضر لصحيفة ألمانية سنة ( 1972 ) أن له الأدلة الجنائية الكافية التي تدين ( الهواري بومدين ) بوخروبة بمقتل كريم بلقاسم ومحمد خيضر .
قام بوخروبة بقتل صديقه في أيام الثورة بوجدة أحمد مدغري الذي قتل بمسدسه في منزله في ( 10 دجنبر 1974 ) .
هذا باختصار جد شديد عن الحياة القذرة التي عاشها محمد إبراهيم بوخروبة الذي انتحل إسم أبو مدين الهواري وهو إسم لشخص آخر قتل في ظروف مجهولة .
ويطلق على بوخروبة ( المجاهد بلا ثورة) و (خائن رجال الثورة ) الذين قام بتصفيتهم واحدا واحدا ولم يقتل إلا من لم يتمكن منه وهرب للخارج مثل محمد بو ضياف ومفدي زكريا وايت أحمد .
والذي استغرب منه المتتبعون لحياة بوخروبة الإجرامية أن عبد العزيز بو تفليقة لم يصله من بوخروبة لا قتل ولا نفي ولا حبس مما يؤكد أن عبد العزيز بوتفليقة كان شريكا لبوخروبة في تصفية الثوار والقضاء عليهم .
كان آخر عمل سياسي قام به بوخروبة في شهر ( شتنبر 1978 م) حضور مؤتمر بغداد المجتمع فيها للنظر في سياسة الرئيس المصري أنور السادات بشأن الصراع العربي الإسرائيلي ، وما أسفر عنه من قيام جبهة الرفض التي انضم إليها جل الأقطار العربية
ولما كان راجعا عرج على دمشق يوم الاحد ( 24 شتنبر 1978) وبعد زيارتها اختفى عن الأنظار .
وتبين بعدها أن بوخروب مصاب بمرض خطير ، وأنه يعالج بالاتحاد السوفياتي .
وعاد من الاتحاد السوفياتي في ( 14 نونبر 1978م) . ولم تعلن الحكومة نبا مرضه إلا يوم ( 18 نونبر 1978) .
وقد استدعي إليه العديد من الأطباء في الدول الإشتراكية وبعد أسابيع من بذل الجهود صرحوا أنهم لا يمكنهم وقف المرض الذي استشرى في ذاته كلها .
توفي أبو مدين بمستشفى مصطفى بالجزائر في الساعة الثالثة و55 دقيقة من صباح يوم الأربعاء ( 27 دجنبر 1978 م) .
وقد ترك شرا كثيرا – عامله الله بعدله- ومن شره مرتزقة البوليساريو حيث لم ينفع مع بوخروبة لا إحسان من المغرب إليه وإلى الجزائر .
وقد كتب أسياده على قبره
هذا قبر خديمنا ( أبو مدين الهواري) لما انتهت صلاحيته لم يعد يصلح للاستهلاك .
مراجع البحث :
– أعلام المغرب العربي الجزء الثاني عبد الوهاب بنمنصور .
-:الجزائريون في المغرب مابين سنتي ( 1830- 1962) الدكتور محمد المطاط
– الذاكرة التاريخية المشتركة المغربية – الجزائرية .
د. عبد الحميد المودن – د. سفيان لوصيف.
– المغرب – الجزائر الحذر المتبادل الطيب دكار .
مجلة المجاهد .
( مجموع وثائق فرنسية وجرائد بالعربية نقلا عن المصادر السابقة).
علي بن صالح الغربي السوسي
رباط الفتح المغرب الاقصى
حفظه الله من كيد الكائدين .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.