مكنت ندوة "الكتاب الرياضي بتطوان تجربة وافاق" التي نظمتها جمعية تطوان لمحبي وأنصار نادي ريال مدريد من الوقوف على معضلة قلة الكتابة الرياضية في منطقة تطوان خصوصا وبالمغرب عموما، وأشار الأستاذ أنس الصردو في كلمته الى أن الذين خاضوا غمار الكتابة الرياضية بتطوان اصطدموا بكم هائل من الصعوبات بدءا من قلة المراجع ومروا بانعدام الدعم المالي وانتهاء بقلة القراءة واستحالة تسويق المنتوج الابداعي وبالتالي توقف عجلة التمويل الذاتي، كما عرج الأستاذ أنس على بعض الكتابات التي كسرت هذا الجمود ومن بينها كتاب الدكتور أنقار حول الدراج التطواني الشهير الحاج التركي. وكتب أخرى نشرت في العقدين الأخيرين داعيا الى تكثيف الجهود لإخراج ابداعات متنوعة تتناول مختلف الرياضات بالمدينة. الندوة وقفت على تجربة الكتابة الرياضية لدى بعض المهتمين والمختصين وهكذا قام ذ. يوسف بلحسن بقراءة في كتاب المرحوم الطيب البقالي ":المغرب التطواني مسيرة المد والجزر " من منشورات جمعية تطاون اسمير 2004. الكتاب الذي جاء في فترة قاحلة من الكتابة الرياضية عمل على جمع مداخلات ومقالات الباحثين والمختصين وقدماء اللاعبين الذين سبق لهم أن شاركوا بها في ندوتين الأولى سنة 1996 وحملت اسم كرة القدم بتطوان واقع وآفاق والثانية سنة 2001 تحت شعار المغرب التطواني مسيرة المد والجزر. المرحوم الطيب البقالي أشار في جزء من كتابه الى أن الدوافع وراء هذا الإنتاج هو انعدام تأريخ كامل لمسيرة الفريق التطواني وضرورة المساهمة في توثيق لحظات مشرقة من مسيرته الرياضية، وقد عزز الكاتب منشوره بعدد من الصور التاريخية ومداخلات باللغة الإسبانية والعربية. الأستاذ الزبير بن الأمين الذي استطاع أن يبصم مرحلة الكتابة الرياضية بتطوان بمنتوج أكاديمي رائع : "المغرب التطواني وأول بطولة وطنية 1956- 1957. تناول في عرضه صعوبات التوثيق والكتابة من خلال تجربته الذاتية وما يصاحبها من قلة الدعم والمراجع وقال أن مسيرة الفريق التطواني لا تزال مجهولة بشكل كبير في فترة ما بعد الاستعمار خاصة بعد الخلط الذي يقع فيه الكثيرون بإقحام اسم أتلتيكو تطوان الإسباني التأسيس بفريق المغرب التطواني المغربي الإصيل. كما أشار الكاتب الى أن فترات ما بعد الاستقلال لهذا الفريق المغربي العريق لا زالت هي كذلك مجهولة بشكل كبير. الأمر الذي يفرض العمل على إخراجها للنور رغم صعوبة الحصول على المراجع والوثائق الرسمية نظرا لغياب الإرشيف لدى الفريق إو في المؤسسات الموازية بالمدينة. واستغل الإستاذ الزبير اللقاء للدعوة الى تكثيف الجهود من إجل إنشاء إرشيف خاص بفريق المدينة يكون رهن الباحثين والمهتمين كما تطرق الكاتب إلى صعوبات التمويل ونصح في الإخير كافة الطلبة والباحثين إلى عدم الركون الى معلومات الأنترنيث والنزول الميداني للتقصي وفق المعايير الإكاديمية والعلمية. الأستاذ أحمد امغارة الذي تمكن من تعزيز الخزينة الرياضية لتطوان بعدد هام من الكتب باللغة الإسبانية شملت عدة مواضيع، تحدث عن تجربته ومشاركاته في أكثر من لقاء خصص لهذا الموضوع وقال : " لقد استغربنا في لقاء كبير تم بالعاصمة المغربية مع كتاب مغاربة عن جهل الناس بالتاريخ المشرق لتطوان الرياضية وللسفراء الرياضيين من الأبطال المغاربة التطوانيين الذين مثلوا بلادنا في أكثر من بطولة ... وكانوا نعم السفراء لبلادهم وطبعا هذا الجهل مرده الى انعدام التوثيق الحقيقي وقلة المصادر " وأشار الأستاذ امغارةإلى أن لقاءاته المتعددة مع المرحوم المؤرخ المغربي بن عزوز حكيم واعتماده بالأساس على مكتبة والده المرحوم امغارة هي التي مكنته من إصدار عدد من الكتب في المجال. الأستاذ عبد الفتوح الغفور تحدث عن تجربته في الكتابة عن الفعل الرياضي بطريقة الشعر وقال : " أعتقد أن تجربتي سابقة في هذا المجال فمن خلال كتابي "ذاك العنقود" استعملت الزجل لاستعراض مراحل مشرقة من تاريخ فريق مدينتنا ورجالاته سواء المسيرين أو اللاعبين وهي طريقة أبلغ إلى الجمهور الرياضي ". مشاركات الحضور في النقاش مكنت من طرح جملة أفكار هامة للخروج بحل سريع لمعضلة قلة المنتوج الرياضي الكتابي وهكذا طرح الإعلامي حفيظ أبو سلامة فكرة تأسيس هيئة أو مؤسسة تهتم بجمع الأرشيف الرياضي لتطوان وتضم الجماعة الحضرية والمؤسسات الرياضية المسؤولة والباحثين والمهتمين على أن تسرع بجمع ما تبقى من شهادات القدامى والبحث في الوثائق المبعثرة هنا هناك، الفكرة لاقت استحسان الجميع ...وأملنا جميعا أن يتم تفعيلها في أقرب وقت لإنقاذ ما تبقى من ذاكرتنا الجماعية الرياضية التطوانية.