بينما بلغ البناء السري مبلغه في منطقة بنقريش التي استحل فيها رجال السلطات وأعوانهم وشركائهم تاريخ وجغرافية المنطقة، هل من سبيل إلى استعادتهما كلاً أو جزءاً ؟ "شمال بوست" تفتح ملف البناء السري المفضوح للغاية، وتطرح تساؤلات على قائد المنطقة ومعه رئيس دائرة جبالة ومن خلفهم جميعا عامل إقليمتطوان السيد يونس التازي المعروف بجديته وحرصه على تطبيق القانون، لماذا ليست لديكم أدنى نية في عدم استمرار البناء السري في هذه المنطقة ؟ و الى متى ستستمرون في غض الطرف عن كوارث البناء السري وغيره من الكوارث التي تحبل بها المنطقة ؟. أمام حجم الفساد المتجدر في هذه المنطقة والذي تعلم سلطات عمالة تطوان جانبا من فصوله، كما نعلم نحن أيضا فصولاً أخرى كثيرةً في انتظار الوقوع المحقَّق، ربما غداً أو بعد غدٍ أو ربما في هذه اللحظات.. إننا الآن أمام معضلة كبرى يكتنفها من الغموض ما لابد معه أن تكون مؤسسة عمالة تطوان واقعية و أن تفكر في حلول و ليس مسكنات... !!! كورونا … ما شفتيني ما شفتك ؟ من تامزاقت واللوحة والواديين المتاخمتين للمجال الحضري لمدينة تطوان، ودار الخياط مرورا ببنقرش المركز ومحيطها (فوق الملعب) ثم دوار بوخلاد ثم منطقة الزينات وصولا الى منطقة امطيل حيث ينتهي النفوذ الإداري لقيادة بنقريش، تنتشر بؤر حقيقية يتناسل فيها البناء و التجزيئ السريين المخالفين للقانون، كوارث وقعت و تقع وأخرى في انتظار الوقوع يتفرق فيروسها داخل شبكة جهنمية الأطراف بين السلطة المحلية وأعوانها. هنا في قيادة بنقريش و محيطها الإداري، عرت جائحة كورونا ما يتشدق به رئيس السلطة المحلية وبعض أعوانه ( مقدمين / شيوخ ) من حديث عن القوانين و الأخلاقيات، حيث أضحت سياسة التعامل والتحامل مع المواطنين سمة ينهجها أصحاب الحال في مجال البناء السري، حيث يتساهل فيه (الأعوان) مع المقربين منهم ويسمح لهم بالبناء. فمن يدفع الفاتورة ؟ لا نستطيع أن نلوم مواطنا منتهى أمله في الحياة أن يعيش تحت سقفٌ يحميه وأبناءه من تقلبات الطقس، أمام سياسة "ما شفتني ما شفتك" ، و"غماض العينين"، و "الإتاوات"، وأساليب أخرى لايعلمها إلا المتخصصين في التحايل على قانون التعمير وسماسرتهم، إننا أمام فرصٍ غير متكافئة و نفاق في التعامل لا حدود له؟ إننا أمام "مافيا البناء السري" التي إستغلت بتواطؤ مع السلطة المحلية ببنقريش، لتفريخ عشرات البنايات السرية العشوائية. مصادر "شمال بوست" المطلعة جدا شددت على أن البناء السري ما زال متواصلا، إذ يتم في الليل والنهار ونهاية الاسبوع، حيث تحولت معه الدواوير والقرى القريبة من مركز القيادة إلى قبلة للشاحنات المحملة بمواد البناء، مشيرة الى تورط عوني سلطة برتبة شيخ في خرق القانون لأهداف شخصية. فشل رسمي في يناير من العام 2020 ، عممت رئاسة النيابة العامة دورية على الوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف ووكلاء الملك لدى المحاكم الابتدائية، تتعلق بمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء، عممها بدوره عامل إقليمتطوان السيد "يونس التازي" على رجال سلطتة في تراب اقليمتطوان. رئيس السلطة المحلية في بنقريش يقع في غرام ثقة اعوانه من رتبة الشيوخ ، بينما ينحي جانبا "المقدمية".. فبينما تشير قائمة بالأسماء والصور تحصلت عليها "شمال بوست" أن أزيد من 200 بناية تم تشييدها مند تعيين القائد الحالي لقيادة بنقريش ، ناهيك عن عدد لا يستهان به من البنايات التي تم إكمال بناءها أو إخراجها من قائمة "السرية" و التي تعود الى عهد القائد السابق السيء الذكر "بوشعيب اليزيد". السؤال الآن، كيف و من رخص و منح لمثل هذه البنايات العشوائية شواهد تسليم السكن والربط بشبكتي الماء و الكهرباء ؟ ، أليس هذا تطبيع رسمي مع البناء السري … !!! يلتقط "محمد " متحدثا ل"شمال بوست" الخيط معرجا على أخر لجنة تفتيش قدمت من عمالة تطوان لتحط بمنطقة الزينات التي يضرب فيها البناء السري العشوائي أسادسا في أخماس، وضعت القائد ومعه عونه بالمنطقة ( الشيخ) تحت مقصلة العامل التازي، حيث أفلت القائد بجلده منها ليوقع عقوبة توقيف إداري في حق عونه لمدة 15 يوما، وقبلها عندما خرج عنصر للقوات المساعدة (الملالي) بتعليمات من القائد لجمع الاتاوات من أوراش البناء في المنطقة، قبل أن يقع في شرك عمال ورش تشييد صور أرض بالزينات تعود لأحد النشطاء الحقوقيين البارزين، شرك كلفه تنقيلا تأذيبيا من المنطقة واعتذارا مذلا لعمال ورش الناشط الحقوقي، مقابل تراجع الاخير عن متابعة المخزني وقائد بنقريش أمام القضاء، خاصة أنه كان يملك كل الرخص القانونية لورشه وتسجيلات اقتحامه من طرف المخزني وتسجيلا صوتيا للقائد يؤكد فيه أنه هو الذي أرسله للورش. رئيس السلطة المحلية في بنقريش يقع في غرام ثقة اعوانه من رتبة الشيوخ ، بينما ينحي جانبا "المقدمية" دم " يوسف " الرخيص من نلوم !!! بنبرة حزينة، تتزاحم فيها الكلمات يسترجع "محمد " ذكريات حادثة وفاة "يوسف" في أوائل يوليوز من العام 2020 ( أسبوعين قبل عيد الأضحى) نتيجة انهيار جدار بناء سري في دوار بنقريش، تاركا ورائه زوجته و ثلاثة من أطفاله دون معيل . يهمس "محمد" الذي يمتهن البناء بصوت يائس "نعيش حياة الأموات، نقاتل لتوفير لقمة العيش، لا أحد يهتم بنا للخروج من هذه الأزمة.. مات "يوسف" ، حيث حضر رجال الدرك الملكي وقاموا بالمعاينة، بينما تأخرت سيارة الإسعاف الوحيدة التي تملكها الجماعة الترابية لدار بنقريش ، حيث لفظ " يوسف" أنفاسه قبل أن يصل الى مستشفى سانية الرمل بتطوان ، صورة "يوسف" مغمى عليه تحت الجدار تؤرقني، و أخشى أن أموت مثله" جملة يلخص بها هذا البناء حديثه مع "شمال بوست". الشهادات التي إستقتها "شمال بوست" أثناء إنجاز هذا التقرير، تفتح الباب أمام تساؤلات عريضة ، هل حضر قائد بنقريش الى مكان الحادثة و قام بالمعاينة و تحرير محظر رسمي في الحادثة ؟ وماذا فعل بإعتباره مسؤولا عن تطبيق القانون رقم 12-66 المتعلق بزجر مخالفات قانون البناء و التعمير ؟. بورصة البناء السري في بنقريش رئيس السلطة المحلية في بنقريش يقع في غرام ثقة اعوانه من رتبة الشيوخ ، بينما ينحي جانبا "المقدمية".. كشف ل "شمال بوست " مصدر من داخل ادارة بنقريش ، أن رئيس السلطة فيها وعلى عكس من سبقوه الى كرسي القيادة، عمد في عملية تواصله مع اعوانه و مساعديه الى شيوخ القيادة الخمس. كيف ذلك ؟ فرض على اعوانه "المقدمية" تمرير المعلومة إليه عبر قناة " الشيوخ" وحدهم دون غيرهم، هذه العملية فتحت باب (التشيطين) بين المقدمين والشيوخ، حيث تحولت الى معادلة في بورصة البناء السري بمنطقة بنقريش والزينات ونواحيهما، ورفع هؤلاء شعار "لكل مكان ثمن" يرتفع سهمه كلما كبرت المساحة واقترب المكان من عش القائد. فالساس المخفي الغير المرتبط ب "الفوندو" و الذي تطمس فيه الاعمدة فقط يتراوح سعره مابين 1000 و 2000 درهم حسب المساحة و الموقع.. بينما يتراوح سعر الساس كاملا "الطابلة" ما بين 2000 و 5000 درهم مع مراعاة المكان والمساحة دائما، فيما يبلغ سعر " التسقيفة" في بورصة البناء السري في بنقريش 5000 درهم فمافوق . أسعار البناء السري في بورصة قيادة نقريش تنتعش كلما تعلق بالبناء من الساس سواء بطابق او طابقين حيث يتراوح السعر ما بين 10 الف و 15 الف درهم مع مراعاة المكان. وحدهم المقربون جدا من عش القائد او الشيوخ او اولئك الذين يحملون توصيات يحضون بإمتياز المجانية او التخفيظ من قيمة سعر الإتاوة يتبع