أكد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية تعقيبا على كلمة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمس الثلاثاء داخل البرلمان المغربي، التي وصف بها عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة حماس في 7 من أكتوبر من السنة الماضية بالبربرية والهمجية مدافعا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ومواطنيها، (أكد) أن حماس هي حركة تحرُّر وطني مثل نظيراتها في العالم، وأن إسرائيل كيان استيطاني مُحتل لأراضي الفلسطينيين. وذكر بنيكيران في الرسالة التي وجهها لماكرون باللغة الفرنسية، اليوم الأربعاء، أن حركات التحرر شهدتها جل دول العالم منها فرنسا ممثلة في القوات الفرنسية الحرة وبحركات التحرير الوطني في المغرب، وجبهة التحرير الوطني في الجزائر والعديد من حركات التحرير في العالم، مضيفا أن حماس ستظل حركة مقاومة تمارس حقها المشروع والذي يقره القانون الدولي لجميع الشعوب للدفاع عن نفسها وأرضها ضد الاحتلال والإبادة مع كافة فصائل المقاومة الفلسطينية مقاومين ضد الاستعمار والاحتلال والتطهير منذ أكثر 76 عامًا. الرسالة الحزبية الوحيدة لحد الآن التي عقّبت على خطاب الرئيس الفرنسي، اعتبرت أن المغرب والمغاربة كما أكد ذلك ملك البلاد مرارا وتكرارا، يضعون دائما القضية الفلسطينية في مرتبة قضية الصحراء المغربية، مشيدة في الآن ذاته بالموقف الفرنسي الصريح الذي عبر عنه ماكرون بخصوص ملف الصحراء المغربية بالقول " بالنسبة لفرنسا فإن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية" وأن "الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الإطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية وأن مخطط الحكم الذاتي لسنة 2007 يشكل الأساس الوحيد للتوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومتفاوض عليه". وأردفت رسالة بنكيران لماكرون بأن فرنسا "بلد إعلان حقوق الإنسان والمواطن الذي أقرّ الحق في مقاومة الاضطهاد"، و"أرض المقاومة ضد النازية"، و"شعب الحرية والأخوة، والبلد الصديق والقريب من المنطقة، ولا سيما من لبنان؛ تتحمل مسؤولية تاريخية عن قلب الحقائق والتاريخ والمسؤوليات". وحمَّلَ رئيس الحكومة المغربية في رسالته لماكرون فرنسا المسؤولية "إزاء المآسي الإنسانية وجرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال والجيش الإسرائيلي بشكل منهجي ضد النساء والأطفال المدنيين، وتدمير البنية التحتية الحيوية بشكل منهجي ودون أدنى تردد؛ من منازل ومستشفيات ومدارس ودور عبادة"، وزاد أن الحصار والتجويع ومنع الغذاء والماء والدواء عن سكان قطاع غزة تتحمل فيه فرنسا قسطا من المسؤولية التاريخية. وبناء على المسؤولية التاريخية والأخلاقية والقانونية لفرنسا اعتبرت الرسالة أن فرنسا بحكم أنها دولة انبعث منها مواثيق حقوق الانسان وباعتبارها من القوى الكبرى، مسؤولة عن إغاثة الشعب الفلسطيني وإنقاذه من حرب الإبادة والتهجير التي يتعرض لها والضغط على إسرائيل لكي تنهي فورا سياسة الفصل العنصري والإبادة الكلية في غزة، وكل فلسطينولبنان". وناشد بنكيران المجتمع الدولي إلى ضرورة "تصحيح الخطأ التاريخي والظلم الكبير الذي ارتكبه عام 1948 من خلال تأسيس كيان استعماري على أساس كذبة استعمارية وإمبريالية مفضوحة تحت شعار (أرض بلا شعب لشعب بلا أرض)"، مشددا أن "هذا الكيان هو أساس كل الفوضى والكوارث المستمرة منذ ذلك التاريخ في فلسطين وفي المنطقة وفي العالم". ودعا زعيم حزب البيجيدي إلى "قيام الدولة الفلسطينية دون تأخير ودون شروط؛ دولة فلسطينية حرة ومستقلة على أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف"، واعتبر أن ذلك "حق الشعب الفلسطيني المشروع وغير القابل للتصرف، والذي من دونه لا يمكن تحقيق السلام ومن أجله تبقى كل مقاومة مشروعة".