شهدت عدة شواطئ إسبانية في الأسابيع الأخيرة ظهور كائن بحري نادر يعرف ب"التنين الأزرق" ، وهو رخوي صغير عديم الصدفة يتميز بلونه الأزرق البراق وشكله الغريب الذي يشبه التنين. وقد أثار هذا الكائن المجهري قلق السلطات، بعدما دفعها إلى إغلاق شواطئ مؤقتًا بكل من كوستا بلانكا في أليكانتي، لا لينيّا دي لا كونسيبسيون في كاديس، إضافة إلى مواقع أخرى في فالنسيا وجزر البليار. ويُعرف "التنين الأزرق" بقدرته على التغذي على كائنات بحرية سامة مثل "القنديل البرتغالي"، حيث يخزن خلاياها اللاذعة في جسده ويعيد استعمالها كسلاح دفاعي، ما يجعله قادرًا على إحداث لسعات مؤلمة للبشر. وقد سجّلت التحذيرات الرسمية أعراضًا تتراوح بين آلام حادة، تورمات جلدية، غثيان، وفي حالات نادرة صعوبات في التنفس، الأمر الذي فرض اتخاذ إجراءات وقائية صارمة. ويربط الباحثون بين ظهور هذا الكائن في البحر الأبيض المتوسط وارتفاع درجات حرارة المياه إلى مستويات غير مسبوقة، إضافة إلى تغير أنماط التيارات البحرية التي ساهمت في انتقال أنواع استوائية نحو السواحل الأوروبية. ويصف الخبراء هذا الظهور ب"الاستثنائي"، غير أنهم يحذرون من إمكانية تكراره مع استمرار ظاهرة "استوائية المتوسط". هذا التطور يثير تساؤلات بخصوص السواحل المغربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، خاصة وأنها تشترك مع السواحل الإسبانية في نفس الظروف المناخية والتيارات البحرية. فمع تزايد التغيرات البيئية، لا يُستبعد أن تشهد شواطئ الحسيمة، الناظور أو تطوان مستقبلاً ظهور "التنين الأزرق"، ما يستوجب يقظة السلطات البحرية والمصالح المختصة من أجل مراقبة أي حالات مماثلة. وبينما يبقى هذا الكائن مثيرًا للفضول بجمال ألوانه وشكله النادر، فإنه يمثل في الوقت ذاته تهديدًا صحيًا محتملًا للمصطافين. لذلك يشدد خبراء البيئة البحرية على ضرورة توعية المواطنين بعدم لمس أي كائنات مجهولة تظهر على السواحل، مع وضع بروتوكولات طوارئ سريعة تحسبًا لأي انتقال مماثل لهذه الظاهرة إلى الضفة الجنوبية للمتوسط.