يترقب الشارع الإسباني باهتمام المسار الذي سيسلكه إعصار «غابرييل»، الذي تشكل في المحيط الأطلسي يوم 19 شتنبر الجاري كعاصفة مدارية قبل أن يتحول بسرعة إلى الإعصار الثاني الكبير في موسم 2025. وحسب المركز الوطني الأمريكي للأعاصير (NHC)، فقد بلغ «غابرييل» يوم الاثنين الماضي الدرجة الرابعة على مقياس «سافير-سمبسون»، بعد أن سجلت رياحه سرعة بلغت 220 كيلومتراً في الساعة. الإعصار تحرك من وسط الأطلسي باتجاه الشرق من برمودا، مهدداً الساحل الشرقي للولايات المتحدة من كارولاينا الشمالية وصولاً إلى الشمال. ورغم أن التوقعات تشير إلى إمكانية اشتداد قوته خلال الساعات المقبلة، فإن عوامل جوية، أبرزها «القص الريحي» (تغير اتجاه وسرعة الرياح مع الارتفاع)، قد تحد من تطوره. وبحسب التقديرات الحالية، يُرتقب أن يواصل «غابرييل» مساره نحو الشمال الشرقي، على أن يضعف تدريجياً مع اقترابه من جزر الأزور ابتداءً من يوم الخميس. عند هذه النقطة، ستحدد الخرائط الجوية ما إذا كان سيتجه نحو شمال الأطلسي بعيداً عن أوروبا، أم سيتقدم نحو شبه الجزيرة الإيبيرية. السيناريوهات المتوقعة تبقى مفتوحة؛ فالنماذج الأمريكية تميل إلى إبعاده عن إسبانيا، بينما يشير النموذج الأوروبي المرجعي إلى احتمال وصوله إلى شبه الجزيرة الإيبيرية. غير أنه، في حال بلوغه التراب الإسباني، فإن الإعصار سيتحول إلى منخفض استوائي أو عاصفة «هجين»، ما يعني أن تأثيره لن يختلف كثيراً عن أي منخفض جوي قوي، مع هطول أمطار غزيرة ورياح قوية وانخفاض في درجات الحرارة. وتتزامن هذه التطورات مع تغيرات مناخية لافتة في إسبانيا نفسها؛ إذ سجل مطلع شتنبر موجة حر قياسية وصلت إلى 40 درجة في بعض المناطق، قبل أن تنقلب الأجواء خلال الأسبوع الجاري إلى أمطار ورياح باردة، فيما وُضعت مناطق مثل ساحل كانتابريا في حالة تأهب أصفر ابتداءً من يوم الخميس.