لمَاذا يَحْترقُ المُواطن العَربي ..؟:

هَلْ تدْري لِمَاذا
أحْرقتُ بالبنزين ذاتِي..
وَمَشيْتُ لِلرّدَى مُشتعِلا
كبُرْج نار
أزرَعُ رُعْباً فِي مَضَاجع الطغَاةِ..؟
يَاغاصِبُ..
لأنني اليَوْمَ بظلمِكَ اسْتوَتْ
عِندِي حَيَاتِي وَمَماتِي.
*
مَزقنِي الجُوعُ الكافِرُ
أبْصِرُهُ يَذبَحُ إخوَتِي
وَيُبْكِي أخوَاتِي
وَقدْ مَشيْتُ فوْق جُرْحِي زمَناً
أحْضُنُ دَمْعِي وأدَاري شتاتِي
وَأنتَ يَاغاصِبُ مَارَقّ لِحَالِي
قلبُكَ العَنِيفُ
لكِنْ.. وَمَتى
قدْ كانتِ الرّحْمَة
فِي قلب الغُزاةِ..؟
*
وَقدْ حَرمْتنِي..أوْقفتنِي..
مَنعْتنِي حَتى مِنَ الرّصِيفْ..
رَكلتَ غاضِباً بضَاعَتِي
صَرخْتَ فِي وَجْهي بصَوْتِكَ المُخِيفْ :
“يَا كلبُ أغْرُبْ..
ليْسَ المَكانُ هَاهُنا
لِكسْبِ عَيْش أوْ رَغِيفْ..
سِيَادَة ُ الرّئِيس لايُريدُ بَاعَة ً
فِي الشارع النظيفْ..”
وَقدْ مَنعْتنِي..مَنعْتنِي ..مَنعْتنِي..
مِنْ لقمَةٍ..
بَلْ مِنْ فُتاتِ.
وَحِينَ صِحْتُ صَارخاً مِنْ ألمٍ
وَارَحْمَتاهْ.. وَارحْمَتاهْ..
سَلطتَ يَاغاصِبُ أزلامَكَ
تنشرُالعَذابَ فِي كِيَانِي
تنهَشُ بالكرْبَاج
جسْمِيَ الضّعِيفْ..
وَقدْ سَجَنتنِي.. وَقدْ سَحَقتنِي
وَقدْ غصَبْتَ زوْجَتِي
أمَامَ عَيْنِي ..
وَنتفتَ لِحْيَتِي ..
قلعْتَ ظفْري فِي سُجُونِكَ
التي دَفنتُ فِيهَا أمْنِيَاتِي
*
يَاغاصِبُ ..
إني سَئِمْتُ ذِلتِي فِي وَطنِي..
سَئِمْتُ ذاتِي
مُنذ أتيْتُ لِلوُجُودِ
وَاللظى يَقهَرُنِي فِي سِجْنِكَ الكبيرِ
سِجْنِكَ الذِي بَنيْتَ فوْق دَوْلةٍ مِنَ الرّفاتِ
*
يَاغاصِبُ
اليَوْمَ انتهَى صَبْري بقلبي
وَانتهَى مَغزى الحَيَاةِ
لِذاكَ هَاقدْ جئتُ أحْمِلُ الرّدَى
فِي جَسَدِي..فِي كبدِي..
فِي أغنِيَاتِي
كيْ أحْرق الفضَاءَ مِنْ حَوْلِكَ..
فِي ثوْبكَ ..فِي ظلمِكَ ..
فِي مَجْدِكَ..فِي لهْوكَ..
وَمَا نهَبْتَ خِلسَة
مِنْ ثرَواتِ
*
يَاأيّهَا الغاصِبُ
فارْحَلْ عَنْ بلادِي..
عَسَى بلادِي مِنْ رَمَادِي
تصْنعُ الفجْرَ الذِي
يَامَا رسَمْتهُ
بدَمْعِي حُلماً
وَهَبْتهُ كلّ حَيَاتِي
ارْحَلْ ..
– نشيد الفينق –