بعد مضي القريب من سنة منذ اندلاع الإنتفاضة الشعبية الإيرانية التي تولدت مع الإنتخابات المزورة في شهر حزيران العام الماضي وبعد أن أخذت تتصاعد بحيث راحت تهدد بقاء نظام الحكم القائم في ايران على السلطة المسروقة من قبل الملالي في عام 1979, و إنها مازالت تنبض لا ينقطع ويبدوا أن العودة إلى المربع الاول بعيدة عنها بما أن الشعب تصر على مواقفه بل يزيد الشدة و يطالب سقوط النظام بأكمله. وكما راينا في يوم العمال العالمي يعكس أن القلوب بلغت الحناجر وتكاد الحناجر أن تنتفجر, فإن هذا النظام الإقطاعي لم يكن مطلوبا لهذا الشعب منذ قدومه بالثمانينات بل وصل إلى السلطة الايرانية بالدجل والرياء وبقى عليها بالقتل والقمع والإعتقال وبإطعام السجون بالمعتقلين السياسيين ولا يمرّ يوم إلا ويعدم بريء وكل هذا لإثارة الخوف والرعب كي أمسك الشعب عن الكلام وكي يقتنع أن سقوط الدكتاتورية الفاشية الدينية هدف تتقطع دونه الأعناق وقطعاً للوقت بصفة قاطعة. ورغم كل هذا ف“هجع تحت الرماد” وهو تعبير دقيق عن الواقع الملموس الذي تشكل في إيران خلال أكثر من ثلاثين عاما وإنتهى الأمر إلى الإنتفاضة الشعبية التي إندلعت بعد جمودٍ دام لسنوات. ”فالبلبل لا ينسل في القفص” وهل يمكن أن يقع شعب مكتوف الأيدي إلى الأبد وبعد عشرات سنين من إراقة الدماء أليس من حق الشعب الإيراني أن يرفعوا أصواتهم ضد طموحات هذا النظام الرجعي التوسعية الشريرة بما أنه لا يلاحق طموحات هذه الأمة في المطلق بل التمسك بالسلطة فقط. ولماذا يتعاول على النحوض بالأوطان بينما يتواسع بشكل وثيق على الإثم والطغيان كي يكبت الأنفاس الرعبان وفيما أن عدد الفقراء الإيرانيين يتزايد يوما بعد يوم تبلغ ثروات الملالي وعملائه أينما كان اكثر من مليارات دولارات. ولكن الشعب الإيراني ليس بوحده في المعاناة اليوم وإنما الشعب العراقي وبعد الشعب الإيراني تعرض لأكبر وأكثر البطش والظلم والمعاناة من قبل الطغاة الحاكمين في إيران, وما نراه اليوم هو أن أذرع النظام على وشك أن ينقطع في العراق كما أكدوا عليه خمسة ملائين ومئتي ألف عراقي في بيان تاريخي وقعوه تضامنا مع منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة الرئيسية للحكومة الإيرانية في عام 2006 وكذلك ثلاثة ملائين من الشيعة العراقي في عام 2008, فبعد عشرات سنين دار على الأفواة وأسلات الأقلام أن هذا النظام لا مستقبل له في المنطقة وفي التاريخ الحديث وسوف يذهب إلى مذبلة التاريخ واليوم يأملون شعوب المنطقة والشعب الإيراني أن تشرق شمس الحرية والإستقلال في المنطقة مجددا وأن تبدل الحرب بالسلام, بعد كل الشهداء قدموا لما أرادوا به وبعد كل الدم التي أراقت من خير أبناء هذه الأوطان لتغيير الحال من المحال.