عمر الشريف وحوار الحضارات

«أنا مش عايز آخد الجايزة.. أعطوها لحد فقير وغلبان لأن التكريم ده مش من حقي أنا ماعملتش حاجة زيادة عن حد وبعدين الفنان ده بيشتغل براحته، الفنانين عمومًا مدلعين علي الآخر يعني لو رحت في أي مكان أو أي استديو تلاقي كل الناس عمالة تدلع فيك، ثانيًا ياريت الجايزة دي ياخدها حد عمل اختراع أو دوا يشفي الناس من السرطان»..
جاءت هذه الكلمات علي لسان عمر الشريف أثناء حفل تكريمه بالمركز الكاثوليكي أمس الأول الجمعة ورغم هذا الإعلان إلا أن عمر الشريف تسلم بالفعل درع تكريمه من مدير المركز الأب بطرس دانيال، يأتي تكريم عمر الشريف ضمن برنامج أعده المركز يحمل عنوان «مشوار نجم»، وشمل هذا التكريم أيضًا كلاً من نور الشريف وحسين فهمي ويحيي الفخراني،
وقد تحدث عمر الشريف عن عدد من أبرز محطاته الفنية وأشار إلي أن الحظ كان هو السبب الرئيسي فيما وصل إليه مؤكدًا أنه نشأ في عائلة مترابطة جدًا كما علق ضاحكًا: «أنا أعتبر أن سبب ما وصلت إليه من نجومية هو «شبشب أمي» لأنها كانت دائمًا تعاقبني لو أخطأت أو تهاونت في دراستي» ثم أضاف: «موت أمي أفقدني الكثير لأنها كانت تحبني جدًا وكانت دائمًا تراهن علي أنني سأكون أشهر وأجمل وأذكي رجل في العالم ولكن عندما بلغت الحادية عشرة من عمري وامتلأ جسمي أرسلتني أمي لمدرسة إنجليزية حتي أعود مرة أخري رشيقًا وبالفعل درست كما درست أيضًا التمثيل وقررت أني أمثل، ثم تحدث عن ظروف لقائه بالمخرج الراحل يوسف شاهين الذي أسند له له دورًا في فيلم «صراع في الوادي» وقال له «هاتمثل قدام أهم فنانة في العالم العربي» وكان يقصد بالطبع فاتن حمامة، وأضاف عمر الشريف أنه عندما ذهب إلي منزل فاتن حمامة طلبت منه أنه يمثل أي مشهد فشعر بإهانة شديدة عندما قالت له هذه الجملة لذا قرر أن يمثل لها مشهدًا من مسرحية «هاملت» باللغة الإنجليزية حتي لا تفهم شيئًا لكنها أثنت علي أدائه رغم أنها لم تفهم شيئًا علي حد تعبير عمر الشريف الذي علق ضاحكًا وقال: «ولكنني انتقمت منها بعد ذلك وتزوجتها»، وانتقل عمر الشريف بعدها إلي الحديث عن عمله في الأفلام التي تنتجها هوليود حيث أكد أن أصحاب الشركات اليهودية الذين كان يعمل معهم كانوا يعتقدون أنه يأخذ أجره في الأفلام ويعطيه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر لكي يسلح جيشه ويقتل اليهود لذا كانوا يريدون منه أن ينسحب من هذه الأفلام وأضاف: «عندما قدمت فيلمًا مع بطلة يهودية الدنيا قامت ولم تقعد لكنني أردت في ذلك الوقت أن أرد ردًا دبلوماسيًا يرضي الطرفين فقلت «أنا عمري ما سألت بنت أو ست قبل ما أبوسها جنسيتك أو دينك إيه.. أبوس وبعد كده أسأل» وهذه النصيحة التي توجهت بها الي ابني طارق وهو بالفعل اتبع النصيحة وتزوج في البداية من يهودية وأنجب منها عمر ثم كاثوليكية ولم ينجب منها وتزوج مسلمة وأنجب منها خالد وهو الآن متزوج من روسية أرثوذكسية ولديها رغبة في أن تسمي ابنهما دانيال فقلتلها مش هينفع عندنا لكنني بعد ذلك وجدت اسم داني في قاموس أسماء المسلمين وسوف تسميه داني، عمر الشريف أثناء حديثه أبدي استياءه من ترديد مصطلح «العالمية» وقال: «مفيش حاجة اسمها كده.. مش عارف إحنا بس علشان دول متأخرة بنقول كده»، وأضاف أنه عندما يذهب لأي بلد لا يهتم بزيارة معالمه وكل ما يهمه هو الناس وأشار إلي أنه حتي لا يهتم بزيارة أهرامات مصر وقال: «أنا أهتم بالناس لأن في ناس غلابة ربنا يتولاهم أما الأغنياء لازم يكعوا دم ويساعدوهم».