كم انشدت لك من اشعار الغزل كم قدمت لك من قربان التقرب وانت كالضوء الهارب كالزئبق لا تستقرين بل كالنحلة تتنقلين من وردة الى زهرة وتعلمين تيهي ولا ريب وتتلذذين بهذا البعد وبالدمع المتجمد وتصنعين كبرياءك من النهر الخالد ا هذي مهلا لقد اشتد الحب خففي اقدامك فوق هذه الربوة تحبين ان تتجولي في مقبرة احلامي وحيدة يلوي النسيم شعيراتك التائهة فظللت انشد لك الاشعار رغم اغلاقك للسماء منعت الغمام من السفر وحجبت افق البصر في سماء وطني الزرقاء وترين كل مخلوقاته اشباحا فتقهقهين لهذه العورات الضامرة تسخرين من هذا الاشتعال وتمسكين أيديك عن الاضراع واطبقت شفتيك عن قول امين تتالت الطرقات على باب قلبك واتلفت معالم السير اليك ودسست المفتاح والرقم فزرعت التيه والامل وحده ايوب يبقى ينحت وينحت لوحة من الازهار والاشواك حين يشتد الحر ينساب ماء قصيدتي جداول صافية كالسحر تعلو اكوام الكثبان وتقطع الصمت المطبق في الصحراء لتخرجني من غربة بلا لون ويكسى راسي من جديد شعرا مسدولا واجدد ذلك البوح الذي لا تريدين واصرخ في وجه الغياب والبحر الغاضب واخط من جديد سطورا متحركة فارسلها اليك مكشوفة لتقرئي على ظهر الرسالة ولا يطفئ حرقة الشوق الى الحبيب الا لمحة بصر