إنها واحدة من القنابل التي فجرها المحجوبي أحرضان في مذكراته التي قدمها يوم أمس في ندوة صحافية بالرباط. وقال أحرضان في كتابه المذكرات التي تغطي بين سنتي 1942 و1961، وفي محور صغير لكنه مثير، يتحدث فيه عن مسلسل التصفيات التي عرفتها البلاد بعيد الاستقلال، حيث توقف عندما كان يحدث في دار بريشة بمدينة تطوان من تعذيب لمختطفين، والتي وصفها مقرا تابعا لحزب الاستقلال، فتذكر ما قاله له صديقه عبد الكريم الخطيب، حينما التقى هذا الأخير الزعيم علال الفاسي الذي كان قد عاد للتو من زيارة قادته لإحدى البلاد العربية، وكان اللقاء بمنزل بالقرب من دار بريشة، حيث كان الزعيم يستمتع بأغاني أندلسية تقدمها فرقة أندلسية، فقال الخطيب للفاسي إنه في الوقت الذي تستمتع فيه بالأغاني الأندلسية، هناك أشخاص يموتون بالقرب من هنا، فكان أن رد علال الفاسي:"فليموتوا". هذه واحدة من القضايا التي توقف عندها المحجوبي أحرضان في مذكراته التي يبدو أن ستخلف كثيرا من الجدل، خاصة أنها توقفت عند مرحلة مليئة بالكثير من الروايات والروايات المضادة، وبالضبط حول ما جرى في بدايات الاستقلال من صراع سياسي حُسم في بعض الحالات بين الأحزاب السياسية بالدم وليس بالمقارعة الفكرية والسياسية فقط.