وزير الخارجية ‬المصري يزور المغرب    البنك الإفريقي للتنمية يتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد المغربي 3.9% سنة 2025    التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" يلتقط صورة جديدة للكون البعيد    الوداد ينهزم وديا أمام إشبيلية… وتحضيرات حثيثة لمونديال الأندية في أمريكا    الفنانة نعيمة بوحمالة في ذمة الله    وداعا نعيمة بوحمالة… الساحة الفنية تفقد إحدى قاماتها    الصين تطلق ثورة حوسبة فضائية: مشروع "كوكبة الحوسبة ثلاثية الأجسام" يضع الذكاء الاصطناعي في مدار الأرض    موريتانيا تتحرك عسكريًا لحماية حدودها وتوجه رسائل حازمة لبوليساريو والجزائر    الدبلوماسية المغربية تحصد ثمار تحركاتها... صفحة جديدة في العلاقات بين الرباط ودمشق    توقعات طقس اليوم الأربعاء بالمغرب    ترامب يجدد الحديث عن "ولاية كندا"    إندونيسيا مستعدة للتطبيع مع إسرائيل    الساحة الفنية المغربية تفقد الفنانة نعيمة بوحمالة عن سن يناهز 77 عامًا    المغرب: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية تكشف عن فاتح ذي الحجة وموعد عيد الأضحى    ميناء طنجة المتوسط يُسجل أرقام نمو إيجابية في الربع الأول من 2025    توقيف زوجين بميناء طريفة مطلوبين دوليا كانا في طريقهما إلى طنجة    نفق سبتة يُلهم شركة سينمائية لإنتاج فيلم عالمي    فويرتيفينتورا تحتفي بالتنوع الثقافي في الدورة الخامسة من مهرجان "ما بين الثقافتين"    الواقع أقوى من الإشاعة    لجنة ال24 .. أبا يبرز دينامية الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي    أخنوش: "نواقص راميد" مستدرَكة .. وتقارير أممية تشهد لنجاح الدعم    "فائض مالي" يتيح لجماعة الرباط اقتناء عقارات وإصلاح واجهات بنايات    محمد سعد العلمي ضيف برنامج "في حضرة المعتمد" بشفشاون    بلاغ صحافي : خطة "تسديد التبليغ"    فرع تمارة للحزب الإشتراكي الموحد يقدم رؤية جذرية لمعالجةالمسألة العقارية بالمغرب    شركة ايطالية تطلق عملية "مرحبا 2025" وتكشف عن سفينتها الجديدة من طنجة    أين الخلل في تدبير شاطئ رأس الرمل؟    حادثة سير خطيرة بطنجة تُرسل شابين في حالة حرجة إلى المستشفى    عبير عزيم في ضيافة الصالون السيميائي بمدينة مكناس    تتويج عبد الحق صابر تيكروين بجائزة "زرياب المهارات" تقديرا لمنجزه الفني في مجال التأليف الموسيقي    مباراة ودية.. فريق الوداد الرياضي ينهزم أمام إشبيلية الإسباني (1-0)    سوريا تغلق مقرات البوليساريو بدمشق و تحول إستراتيجي يعمق عزلة الجزائر الدولية.    د. الحسن عبيابة في ندوة حول " العيون عاصمة المجتمع المدني".. ويتساءل ؟: من أين جاءت البداية … ؟ !    غيابات وازنة في قائمة الركراكي لوديتي تونس والبينين    نفقات الأحزاب السياسية لسنة 2023 بلغت 91,37 مليون درهم    كيف تحمون أنفسكم من موجات الحر؟    هل تنتظر المغاربة عقوبات بسبب ذبح الأضاحي؟    بعد أيام من دعوة الفريق الاشتراكي لحضور مديره للمساءلة حول السياسة المالية للمؤسسة ..ONEE يقترض 300 مليون أورو في ظل مديونية جد ثقيلة تفوق 100 مليار درهم    المبارتان الوديتان ضد تونس وبنين فرصة جيدة لتأكيد الخيارات قبل كأس أمم إفريقيا (وليد الركراكي)    الأحمر ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    بوعياش تبرز تحديات الذكاء الاصطناعي    "تمويل أخضر" جديد يعزز التزام مجموعة الفوسفاط بالاستدامة والابتكار    "الكاف" يكشف عن الملاعب المستضيفة لمباريات كأس الأمم الأفريقية للسيدات بالمغرب    في حلقة جديدة من برنامج "مدارات ": لمحات من سيرة العلامة المحقق المرحوم عبد الله المرابط الترغي.    حاجيات البنوك من السيولة تتراجع إلى 118,7 مليار درهم خلال أبريل 2025 (مديرية)    الركراكي يعلن ثقته في تتويج المغرب بكأس إفريقيا: "حكيمي سيرفع الكأس"    موجة حر مرتقبة.. طبيب ينبه للمضاعافت الصحية ويدعو لاتخاذ الاحتياطات    الركراكي: تلقينا اتصالات من الأندية من أجل ترك لاعبيهم واخترت فاس لأن المنتخب لم يلعب هناك ل16 سنة    تزامناً مع موجة الحر.. الدكتور حمضي يكشف عن إجراءات مهمّة لتجنب المخاطر الصحية    حقيقة صفع ماكرون من طرف زوجته بريجيت..    تراجع أسعار النفط وسط ترقب احتمال زيادة إنتاج "أوبك+"    دراسة: الموز يساعد على خفض ضغط الدم بشكل طبيعي    التهراوي: تسجيل تراجع بنسبة 80 في المائة في عدد حالات الحصبة بفضل حملة التلقيح    الخوف كوسيلة للهيمنة: كيف شوّه بعض رجال الدين صورة الله؟ بقلم // محمد بوفتاس    السعودية: 107 آلاف طائف في الساعة يستوعبها صحن المطاف في الحرم المكي    حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة    الله أمَر بالسّتْر ولم يأمُر ببيْع الماسْتَر !    









الصلاگطقراطيون
نشر في فبراير يوم 21 - 10 - 2014

ليس ثمة هدية يُمْكِنُ تقديمها للسّلطوية، أفضلُ من نخبةٍ سياسيةٍ مثل النخبة المغربية. في هذه الحالة تُصبح وضعية النخبة وحالتها المُتردية حٌجّةً مُضادةً للديمقراطية، ومُسوغاً مُفحماً لجدارة التنخيب التقنوقراطي. النخب السياسية الضعيفة أسوء مُدافعٍ عن الديمقراطية وعن المنهجية الانتخابية، وعن تعزيز المنافذ الحزبية للولوج إلى المسؤوليات العمومية.
تنهضُ إيديولوجيا السّلطوية على ازدراء طبيعيٍ وتلقائيٍ للنخب المسيسة، مقابلَ إعلاء منهجي للنخب التقنوقراطية. إنها خطابٌ مستمرٌ حول تمجيد الفعالية التقنية ورمي دائم للسياسة بشتى نعوتِ عدم القدرة على التدبير والعجز البنيوي على اتخاذ الحلول الصعبة.
لأجل ذلك، تقدم النخب السياسية المتهالكة أكبر خدمة لأُسطورة التفوق التقنوقراطي؛ مما يجعلها تلتقي –موضوعياً- مع الخيار السلطوي، فهي تمدُهُ بأسبابٍ إضافيةٍ للاستمرار.
تُشكل النخب –بالتعريف- فضاء للوساطة بين المواطنين وبين الدولة، بين المجتمع المدني وبين الحكومات، لذلك فممارساتها وسلوكاتها وأخلاقياتها -خاصة في مراحل الخروج للسّلطوية- حاسمة في تمثل الشعب للديمقراطية، وفي إدراكه الحسي والواعي للسياسة. طبيعة النخب هي من سيقنعه هل الديمقراطية هي أن يُعبر عن صوته، وأن يصبح مؤثراً في القرار العمومي،أم أنها مُجرد تسوياتٍ مصالحيةٍ غامضة بين نافذين داخل النخبة ؟
وحدها النخب تساهم في تكريس صورة السياسة كتدافعٌ للأفكار والمشاريع والقيم، أو في ترسيخها كقناعٍ وهميٍ للدفاع عن المواقع، وكرداءٍ مزيّفٍ للفساد والزبونية.
لذلك كان على الصديق عبد الحميد جماهيري أن يتنازلَ طواعيةً عن أدنى حالات الانزياح الشّعري، وأن يترك جانباً جاذبية البلاغة وإغراء الاستعارات، ليجترح من قلب قسوة نثر الشارعِ. تعبير[الصلاگطقراطية]، كدلالةٍ على الديمقراطية التي تريد أن تقدمها لنا نخبةٌ سياسيةٌ تتوغل بالتدريج في الانحطاط والفساد.
قد نختلف في تحديد أسباب هذه الرّدة الأخلاقية والثقافية والسياسية، التي تعيشها نخبةٌ اليوم، بين من يُرجعُ ذلك إلى اليَدِ الخفية أو الظاهرة للدولة، وبين من يُرجِحُ أثر التحولات الاجتماعية والقيمية التي يعرفها المُجتمع. بين من ينظر إلى النخبة كنتيجة للعطب الديمقراطي، وبين من يعتبرها أحد الأسباب القوية لهذا العطب نفسه. لكننا مطالبون جميعاً بالإدانة الأخلاقية لهذه الردة، وبعدم البحث لها عن أية تبريراتٍ إضافيةٍ.
الانطلاق من هذا التشخيص الصارم، والذي أكده الخطاب الملكي الأخير في افتتاح السنة التشريعية، يجب أن يُستتبع بالضرورة، باستحضار هاجس تجديد وتخليق النخبة السياسية كهدف مركزي لكل الإصلاحات السياسية والتشريعية والتنظيمية، التي تهم الحياة السياسية والانتخابية والحزبية.
أصعب ما يمكن أن نعيشه مع هذه النخب هو أن نشعُر بالحنين الجارف إلى نخب وقيادات اليمين والأحزاب الإدارية في عزِ سنوات الرصاص؛ أما ما درجت صحافة المعارضة السابقة بنعتهم بأعيان الانتخابات، فقد أصبحوا قياساً مع [الصلاگطقراطيون الجُدد]،عبارة عن ذكرى طيبةٍ من الزمن
السياسي الجميل!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.