منذ الساعات الاولى من صباح يومه السبت 7 ماي 2011 أضحت ساحة جامع لفنا بمراكش قبلة لكل الجنسيات "جيت مع لوليدات والنسيبة مع الصباح. كلنا غاديين ندوزو النهار هنا وفطرنا هنا وتغذينا هنا. بغينا نعاونو صحاب الساحة ونبينو للإرهابيين باللي ما خايفينش منهم" يقول محمد، أستاذ الجغرافيا في إحدى ثانويات المدينة الحمراء ل"كود". أنفق هذا الشخص قرابة 400 درهما دعما لكل تجار الساحة "من واجبنا نعاونوهم، وكل واحد وعلاش قدر" يوضح ل"كود". محمد لم يكتف بكأس عصير ليمون، كما دعا إلى ذلك أحد المواطنين عبر الفايسبوك، بل اقتنى بعض الألعاب لولده الصغير. وكانت الساحة شهدت على الساعة الحادية عشر والنصف عملية "كاس العصير" التي دعا إليها مواطن من البيضاء، وقد أنشئت خشبة وسط الساحة، وأقبل عدد من المغاربة قدموا من البيضاء والرباط والجديدة ومدن آخرى وأحياء من مراكش على شرب كأس عصير "هاد الشي كان مزيان لينا، بعت 20 في المائة كثر من اللي مولف نبيعو صباح كل السبت هاد النهار" يقول بائع عصير ليمون من بين 63 بائع في الساحة.
الاستفادة كانت عامة، من صحابات الحنة إلى الشوافات مرورا بصحاب للفاعي ولحنوشة، كلهم استفادوا من هذه العملية. بالموزاة مع هذه العملية كانت عمليات أخرى نظمها فنانون تشكيليون كما هو الحال بالنسبة لمركز التنمية لجهة تانسيفت الذي تبنى مبادرة لأربعة فنانين محمد نجاحي ومحمد الفرقشي ورشيد أرجدال ومصطفى مفتاح أطلق عليها "الفن التشكيلي في خدمة حقوق وإمن الإنسان"، وقد أنجز الفنانون لوحات أمام رواد الساحة وسيتم بيعها وتوزيع ريعها على أرامل وعائلات ضحايا الإعتداء الإرهابي ل28 أبريل والذي خلف 17 غالبيتهم العظمى من السياح.
لبست الساحة اللون الأحمر، فالراية المغربية حاضرة في كل أركان الساحة، عند لحلايقية وباعة المواد الغذائية، يحملها التاجر والمواطن. كما نظم شباب وقفة أمام مقهى أركانة، رفعت فيها صور الملك وشعارات منها "ما تقيسش بلادي. أرضي وأرض جدادي. يا عدو بلادي"، كما ردد هؤلاء "ملكنا واحد. محمد السادس". وقد زار الساحة عدد من السياسيين والشخصيات المعروفة صباح اليوم السبت، ويتوقع أن تشهد الليلة أنشطة أخرى لاسترجاع الساحة لبهجتها وألقها.