لولا ويحمان لولا المرصد المغربي لمناهضة التطبيع لولا السفياني لولا آخرين أعتذر عن عدم ذكر أسمائهم لضيق الحيز لولا الذين عثروا على ضيعة نخيل إسرائيلية في الرشيدية لولا الذين قاسوا مساحتها وتوصلوا إلى أنها تفوق مساحة غزة لكنت الآن أفطر بتمر إسرائيلي، دون أن أدري، ولكان المغاربة قد وقعوا عن بكرة أبيهم في إثم التطبيع. لكن بفضل هؤلاء الأبطال اكتشفنا نخلا مغربيا يتعامل مع العدو، واكتشفنا أن غزة أخرى عندنا في المغرب، ويحاصرها الإسرائيليون، دون علم الحزب الإسلامي الذي يقود الحكومة. لقد وعد المرصد فوفى، وقال إنه يتوفر على قائمة مطبعين، وها نحن نكتشف التمر المغربي يطبع مع اليهود الصهاينة، ونشتريه في علب، ونأكله مع الحريرة. عملاء إسرائيل في المغرب، والمطبعون الذين يتعاملون مع إسرائيل في الخفاء، والذين سيكشف ويحمان عن أسمائهم في الوقت المناسب، لا يصدقون أن النخل يمكن أن يطبع ويربط العلاقات مع إسرائيل، وذلك لأنهم يجهلون كيف تفكر هذه الشجرة، ولا يعلمون أنها خلقت من فضلة الطين الذي خلق به الله سبحانه وتعالى آدم، وأنها إنسان، ورغم أن لا أحد يصدق ذلك الحديث النبوي الغريب الذي ترويه بعض الكتب وتدعي فيه على لسان الرسول الكريم أنه أمرنا بأن نكرم عماتنا النخل، فأهل الصحراء والمجتمعات التي تعيش إلى جانب النخل يشعرون بأن النخلة عمة لنا، ويعرفون أنها لا تنجب أعذاقا ولا تمرا إذا لم تعشق وتحضنها نخلة ذكر، وقد جاء في الكتب وفي الأخبار أن طلع النخلة له رائحة المني، وأهلي في الواحة يحكون لي عن ذلك وعن نخلة حزينة وثانية تضحك وثالثة تبكي وتحرن وتنتقم. وكما أن النخلة عمة لنا، فالإسرائيليون هم أبناء عمومتنا، وكلنا من طين، وقد تفرقت بنا السبل، بعد أن أخذنا جدنا إسماعيل وجد ويحمان والسفياني في طريق، وأخذ الجد إسحاق اليهود في طريق معاكسة. يقول مناهضو التطبيع إن الضيعة فيها 6000 نخلة، والنخلة هي عمتنا وأقرب مخلوق لنا، وقد خلقها الله قبل المسلمين وقبل اليهود، وبفضلها تجاوزت مريم بنت عمران ألام المخاض، وأكلت من تمر الشجرة القابلة، عمتنا جميعا، والتي نكتشف في كل رمضان أنها تدخل إلى المغرب وهي حاملة لعلامة إسرائيل، كما يفضلها البعض أن تكون تونسية، والبعض الآخر يحبها عراقية، وهناك من لا يأكلها إلا إذا كانت محلية، وبدل أن نكرمها كما جاء في الحديث غير الصحيح، نقحم عمتنا في بؤسنا وعطالتنا السياسية. في رواية "يا مريم" للكاتب العراقي سنان أنطون نكتشف هذا القرابة العائلية التي تجمع البشر بالنخل، ونقرأ عن ذلك الشخص الذي أخذه الله ذات ظهيرة وهو يعانق نخلة في بستان، كان قد تسلقها ليلقحها، ومات وهو يعتني بالنخلة التي كان يخاطبها وكأنها بشر. يقول بطل يا مريم"كنت أعرف وأردد دائما بأن أحوال النخل لا تختلف عن أحوال البشر، وعليها ما عليهم، ولها ما لهم. الحروب تقطع رؤوس البشر والنخل...كم يشبه الإنسان النخلة، ففيها الذكر وفيها الأنثى، يلقح الثانية طلع الأول ويخصبها فتحبل كامرأة وتتدلى أعذاقها. الفسيلة هي الأخرى كالطفل الصغير لا بد أن تحمى من البرد والمطر كي تشق قوية". لكن ما حصل للنخل في عراق هذه الرواية هو أنه صار هو أيضا سنيا وشيعيا، كما هو الحال عندنا في المغرب، مع كل رمضان، حين نكتشف تمرا إسرائيليا، يلاحقه مناهضو التطبيع، وتكتب عنه الجرائد، وينسى الجميع أن النخلة هي عمتنا ولا دين لها ولا طائفة، ولا يمكن أبدا مقاطعتها