استغل عبد الله بووانو رئيس فريق العدالة والتنمية الحضور المكثف للنواب والصحافيين في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب المنعقدة اليوم الأربعاء بالقاعة المغربية بالمجلس ذاته، ليوجه مدفعيته نحو حزب الأصالة والمعاصرة نائب أمينه العام إلياس العمري، و نحو حزب الاستقلال وزعيمه حميد شباط، وتحميلهما مسؤولية ما اعتبره صدى في المغرب لما وقع في بلدان الربيع العربي. وقال بووانو في مداخلة يبدو أنها مُعدة بتأنٍّ إن ما وقع في بلدان الريبع العربي ما كان ليجد صداه في المغرب لولا تواطؤ البعض، ومحاولتهم إسقاطه بشكل فجّ، باجترار بعض المقولات في غياب أي سياق وقواسم مشتركة بين التجربة المغربية والتجارب العربية الاخرى، متسائلا عن خلفيات ما سماها الزيارات المشبوهة التي قام بها بعض الرموز السياسية المغربية إلى دول خليجية بعينها، وتنظيم لقاءات مع دحلان، في إشارة واضحة إلى إلياس العماري الذي زار خلال الفترة الماضية السلطة الوطنية الفلسطينية ودولة الامارات، وحميد شباط الذي زار هو الآخر المملكة العربية السعودية.
بووانو أبدى أسفه لما يعرفه المشهد السياسي من اختلالات، معتبرا أن المرجعية الدستورية غير كافية إلا إذا تم تنزيلها عبر قوانين انتخابية تستلهم المعاني الدستورية، وتفرز مشهدا سياسيا حقيقا، منتقدا الذين كانوا يتحدّثون عن انتخابات سابقة لأوانها ويغفلون أو يتغافلون هذا المعطى، وفق تعبير رئيس فريق المصباح، والذي أكد في المطاخلة المشار إليها أن المغرب عاش فعلا استثناء في مواجهة الربيع العربي وتعامل معه بحكمة من خلال خطاب 9 مارس 2011، وخطاب 31 يوليوز من نفس السنة، مشددا على ان الحراك المغربي كشف بوضوح فشل الوساطة الحزبية والسياسية فتعامل الملك والشعب مباشرة ون وساطة، داعيا إلى تاهيل المشهد الحزبي والسياسي ليكون في مستوى التحديات.