سجّلت الموارد المائية المتوفّرة بالمغرب ارتفاعاً ملحوظاً خلال الأيام الأخيرة، لتصل حالياً إلى حوالي 5400 مليون متر مكعب، وذلك عقب التساقطات المطرية التي عرفتها عدة مناطق من المملكة. ووفق المعطيات الرسمية المحيّنة إلى غاية يوم الأربعاء 17 دجنبر 2025، فقد بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود على الصعيد الوطني حوالي 32.2 في المائة، ما يعكس تحسناً نسبياً مقارنة بالفترات السابقة التي اتسمت بتراجع مقلق في المخزون المائي. ويُعزى هذا الارتفاع أساساً إلى الأمطار الأخيرة التي ساهمت في تغذية عدد من الأحواض المائية، خاصة بالمناطق التي عرفت تساقطات مهمة ومتواصلة، الأمر الذي مكّن بعض السدود من استعادة جزء من مخزونها، في سياق لا تزال فيه إشكالية الإجهاد المائي مطروحة بقوة بفعل توالي سنوات الجفاف وتراجع الفرشات المائية. وفي المقابل، لم ينعكس هذا التحسن بشكل إيجابي على جميع السدود بنفس الوتيرة، حيث يواصل سد محمد بن عبد الكريم الخطابي، بإقليم الحسيمة، تسجيل نسب ملء ضعيفة، إذ لم تتجاوز نسبة الملء به 12 في المائة، بمخزون يُقدّر بحوالي 1.4 مليون متر مكعب فقط، وهو رقم يظل بعيداً عن المعدلات المطلوبة لتأمين الحاجيات المائية بالمنطقة. ويرجع هذا الوضع، بحسب المعطيات المتوفرة، إلى ضعف الجريان بالوديان المغذية للسد، رغم الأمطار التي شهدتها المنطقة مؤخراً، حيث ظل تدفق المياه محدوداً ولم يسمح برفع منسوب الحقينة بالشكل المنتظر.