خلّف مصرع طفلة في الثالثة من عمرها، إثر صعقة كهربائية في ساحة عمومية بمدينة تاوريرت، استنكارا واسعا في صفوف الساكنة، لا سيما أن الأسلاك الكهربائية العارية في مجموعة من أعمدة الإنارة العمومية والساحات عرضت أشخاصا لإصابات متفاوتة وشكلت موضوع احتجاجات في السابق. ويخوض نشطاء بالمدينة سالفة الذكر، منذ وفاة الضحية الأربعاء الماضي، حملة رقمية منددة بما وصفوه ب"إهمال" المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي للأسلاك الكهربائية العارية، ملتقطين صور العشرات منها لإثارة الانتباه إلى خطورتها. ومن المقرر، وفق المصادر ذاتها، خوض وقفة احتجاجية، مساء اليوم الجمعة، بالساحة العمومية المقابلة لعمالة إقليم تاوريرت، في المكان ذاته الذي لقيت فيه الطفلة مصرعها. في هذا السياق، قال سعيد حجي، أحد النشطاء المساهمين في الحملة سالفة الذكر، "إننا نعتبر وفاة الطفلة نورهان في ساحة عمومية، والتي هي المتنفس الوحيد للساكنة، إهمالا وتقصيرا من طرف المسؤولين؛ وعلى رأسهم المجلس الجماعي". وأضاف حجي، في تصريح لهسبريس، أنه "سبق أن نبهنا إلى وجود خطر الأسلاك المكشوفة التي تترصد المارة في الشارع العام أكثر من مرة؛ لكن وللأسف دون أن تتدخل هذه الجهات لإصلاح ما يمكن إصلاحه.. والنتيجة كانت إزهاق روح طفلة بريئة ذنبها الوحيد هو أنها وجدت في ساحة عمومية وفي متنفس وحيد داخل المدينة". وأبرز المتحدث ذاته أن مباردة حملة نشر صور الأسلاك المكشوفة والوقفة الاحتجاجية المرتقبة تأتيان من أجل الدعوة إلى "فتح تحقيق عاجل لتحديد المسؤوليات وترتيب الجزاءات في حق كل من ثبت تورطه في سبب هذه الفاجعة التي اهتزت على وقعها مدينة تاوريرت، وكي لا تتكرر مستقبلا"، وفق تعبيره. وأكد سعيد حجي أن الأسلاك الكهربائية العارية، التي وصفها ب"القنابل الموقوتة"، يمكن ملاحظتها في أغلب أحياء المدينة وفي الشوارع الرئيسية وقرب الأسواق والقيساريات التي تعرف توافدا كبيرا للسكان والأطفال. تجدر الإشارة إلى أن جريدة هسبريس حاولت التواصل مع رئيس الجماعة الترابية لتاوريرت، للحصول على رأيه في الموضوع؛ غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.