خير معتصم

شمْسٌ أتى نورُها منْ خيْرِ مُعْتَصِمٍ
إذ دونهُ ما بَدتْ شَمْسٌ ولا قمرُ.
مِنْ فيْضِهِ ارْتَوَتْ أرْضٌ بها جدَبٌ
حتّى أتاها بريقٌ كُلُّهُ عِبَرُ.
مِنْ طُهْرِهِ خُضْرةُ الاَشْجارِ قدْ طلَعتْ
والورْدُ منْ عِطْرِهِ يَزْهو وَيَفتَخِرُ.
مَنْ بالصّلاةِ عليهِ عشْتُ في نِعمٍ
إِذْ أَسْتقي حِكَمًا يُشْفى بها الضّررُ.
كَمْ ذُقْتُ منْ ذِكْرهِ كَأْسًا بها عَسَلٌ
والإِثمُ منْ حُبِّهِ يُمحى ويُغْتَفرُ.
يا مَنْ أَتانا بِتاجِ العِزِّ مُحْتَكٍرًا
كَنْزًا بِهِ مِنْ عُلُومٍ كُلُّها دُرَرُ
نورٌ إِذا لاحَ منْ سِرٍّ بِذي قُدُسٍ
ارْتاحَ بَحْري غَشَاهُ الهَيْجُ والغَبَرُ.
لا أَشْتَهي غَيْرَ ذِكْرِ المُرْتضى شَغَفًا
أَرْوي فُؤادًا وُعَقْلًا خَانَهُ القَدَرُ.
يا أحْمَدُ المُصْطَفى في عالمٍ شَمِلَتْ
أخْلاقهُ كلَّ شَرٍّ باتَ ينْفجِرُ.
في حُبِّهٍ صِرْتُ وَلْهانًا أَرى قَمَرِي
يَمْشي بٍنورِ الهَوى يَرْخو لَهُ الحَجَرُ.