إقبال كبير لا تخطئه العين على شمال البلاد من قبل المغاربة خلال شهر غشت الجاري، حيث ضاقت المدن وسواحلها بالزوار إلى درجة أضحى فيها التنقل بالسيارات مصدر إزعاج لدى كثيرين. يحكي حميد، وهو مهاجر مغربي مقيم بالديار الفرنسية حل بمدينة طنجة لقضاء العطلة رفقة أفراد أسرته، لهسبريس معاناته اليومية في التنقل بالسيارة داخل المدينة، مستغربا حجم الاكتظاظ الذي تعرفه، خاصة في المساء. وقال حميد إن الازدحام هو "أكثر شيء أزعجني في المدينة الساحرة"، مؤكدا أن طنجة في حاجة إلى المزيد من الإبداع والابتكار في بنياتها التحتية حتى تصبح قادرة على استيعاب المتوافدين عليها خلال هذه الفترة من السنة. وتابع مستغربا: "نقضي بالسيارة ساعة كاملة لنقطع مسافة تقل عن كيلومترين وسط المدينة، هذا فعلا أمر غريب"، مؤكدا موردا أن الاكتظاظ موجود في المقاهي والمطاعم وكل مكان. في تعليق لمصدر من داخل جمعية أرباب الفنادق بالشمال، قال إن الاكتظاظ الذي تعرفه شوارع وشواطئ مدن الشمال "لا يعني بالضرورة أن الرواج السياحي يعم الجميع". وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لهسبريس، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، أن نسبة الملء في الفنادق الكبيرة بطنجة لا تتعدى 60 أو 70 بالمائة، مبرزا أن هذا الرقم يشكل نسبة أقل مقارنة مع السنوات الماضية. وأفاد المصدر بأن تراجع القدرة الشرائية للمواطن المغربي والمشاكل التي يواجهها في التنقل داخل المدن بسبب الاكتظاظ الكبير، عامل يؤثر سلبا على القطاع السياحي، موضحا أن بعض الفنادق المصنفة خفضت أسعارها ب1000 درهم ولم تحقق نسب ملء 100%. واعتبر المتحدث لهسبريس أن الإقبال على كراء الشقق المفروشة أثر على نشاط الفنادق وساهم في إضعاف الإقبال عليها، مطالبا الجهات المسؤولة بالعمل على معالجة الوضع الذي وصفه ب"المختل". وعكس النظرة المتشائمة لعضو جمعية أرباب الفنادق، يرى خليل العمراني، فاعل في القطاع السياحي بإقليم تطوان، أن الإقبال في شهر غشت بلغ أرقاما كبيرة تفوق التوقعات، مبرزا أن نسبة الملء بلغت ذروتها. وقال العمراني ضمن تصريح لهسبريس: "الحمد لله كلْشي عامرْ والرواج فوق المتصور والسياح يواجهون صعوبات كبيرات في إيجاد أماكن لركن سياراتهم"، معبرا عن تفاجئه بحجم الإقبال الذي كانت تشكك فيه التوقعات. وأضاف الفاعل السياحي ذاته: "منذ إقامة حفل الولاء بتطوان والرواج لم يتوقف"، مؤكدا أن جميع الفئات الاجتماعية تجد العرض المناسب لها و"الفنادق والإقامات المصنفة والفخمة بدورها ممتلئة ويطلبها الزبائن ولا يجدونها". وأشار العمراني إلى أن السياحة تواجه تحديات كبيرة على مستوى البنيات التحتية والتجهيزات التي تضمن شروط وظروف الراحة للسياح، مثل مواقف السيارات التي ترهق الناس وتغضبهم، فضلا عن الاكتظاظ الذي تعرفه المقاهي والمطاعم على كثرتها.