تغوص سينما الجشع في الجوانب الأكثر ظلمة للطبيعة البشرية، مركزة على الظمأ الذي لا يُشبع للثروة والسلطة والممتلكات المادية وفي فهم كيف تتملكنا السلطة. وغالبًا ما تصور الشخصيات الجشعة التي تدفعها رغبات لا يمكن إرضاؤها، إلى المضي إلى أقصى درجات الجشع مما يؤدي في النهاية إلى سقوطها. ويتميز هذا النوع من السينما باستكشافه للأزمات الأخلاقية والحدود القيمية، والعواقب الناتجة عن الطموح اللامحدود. ويمكن تتبع جذور سينما الجشع إلى البدايات الأولى للسينما التي عرضت تأثير الفساد الناجم عن الثروة والسلطة والفساد السياسي. وعبر عقود من تاريخ السينما، تطور هذا النوع ليشمل مجموعة واسعة من المواضيع، من الجشع الشخصي إلى الجشع المؤسسي وإلى الفساد السياسي. وغالبًا ما تتضمن سينما الجشع سرديات معقدة وشخصيات متعددة الأبعاد، لتعكس طبيعة الرغبات البشرية المعقدة. الجشع في السينما غالبًا ما يُصور كقوة دافعة تقود الشخصيات إلى تحقيق أهدافها بغض النظر عن العواقب الأخلاقية. في بعض الأحيان، يكون الجشع رمزًا للطموح والإصرار والعناد، كما هو الحال في شخصيات تسعى للنجاح المالي أو السياسي. وفي أحيان أخرى، يكون الجشع عنصرًا مدمرًا، يؤدي إلى سقوط الشخصيات الرئيسية بسبب تجاوزها الحدود الأخلاقية في سعيها لتحقيق أهدافها. الجشع هو أحد المواضيع التي تناولتها السينما بعمق، حيث تم تصويره على مدى العقود كمحفز رئيسي للنجاح، وأحيانًا كمصدر للفساد والانهيار الشخصي والمجتمعي. وقد شهدت السينما تحولات كبيرة في طريقة تناول مفهوم الجشع، حيث تباينت تجلياته بين الطموح المادي والسلطة السياسية والجشع النفسي والاجتماعي. كيف ذلك؟ سينما الجشع والتاريخ ترتهن سينما الجشع ليس فقط كمفهوم بل كسيرورة تاريخية وموضوعاتية وتطورها وفقا لمجموعة من الوقائع التاريخية والخلفيات الفلسفية والفكرية المؤطرة لها، ومن خلالها رؤية كتاب السيناريو ورؤية المخرجين وتطور طرحها في أكثر من منحى سياسي واجتماعي واقتصادي ونفسي بعلاقتها بالسلطة. وغالبًا ما تكون سينما الجشع انعكاسًا للقلق المجتمعي وموجة من النقد للأنظمة الاقتصادية والسياسية السائدة. ويكشف هذا النوع من السينما عن حجم الظلم وعدم المساواة التي تغذيها الطموحات المادية غير المقيدة. وكما يبرز هوس شخصياتها الثقافي بالثروة والنجاح، مما يدفع المشاهد للتساؤل عن نوعية القيم ونوعية الطموحات السائدة. وتغوص الخلفية الفلسفية والتاريخية لسينما الجشع في طرح أسئلة جوهرية وجودية حول طبيعة الرغبات البشرية والتبعات الأخلاقية للسعي وراءها. ويصور هذا النوع غالبًا الانحلال الأخلاقي المصاحب للجشع غير المحدود، مما يدفع المشاهدين للتفكير في بوصلة أخلاقهم الخاصة. واحدة من أقدم الأفلام التي تناولت موضوع الجشع كان فيلم "جشع" (1924) للمخرج إريك فون ستروهايم، مقتبسًا من رواية فرانك نوريس. ويقدم الفيلم نقدًا قويًا لقوة الجشع المدمرة، متتبعًا سقوط بطله المأساوي. سينما الجشع هي إحدى الموضوعات التي استحوذت على اهتمام العديد من صناع الأفلام بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تناولت العديد من الأعمال السينمائية هذا المفهوم من زوايا مختلفة، بدءًا من الجشع الفردي الذي يؤدي إلى سقوط الشخصيات، وصولًا إلى جشع الشركات والشركات المتعددة الجنسيات تم إلى السياسات الاقتصادية التي تؤثر على المجتمعات ككل. وعبر تلك العقود، كانت السينما وسيلة قوية لنقد الجشع وتصوير عواقبه. في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت أفلام تناولت الجشع كقوة هدامة تؤدي إلى الفساد وسقوط المجتمعات. على سبيل المثال، فيلم " كل رجال الملك" (1949)All the King's Men" " الذي سلط الضوء على الفساد السياسي المرتبط بالطمع، حيث قدم رؤية متعمقة حول كيف يمكن للجشع أن يدمر القيم الديمقراطية عندما يتحول الأشخاص إلى أدوات لتحقيق مصالحهم الخاصة. في الخمسينيات والستينيات، بدأت السينما تعكس تأثير الجشع في مجال الأعمال التجارية والاقتصاد. على سبيل المثال، فيلم " الشقة " (the apartement) (1960) / لم يكن فقط قصة حب ولكنه أيضًا دراسة للجشع المهني، حيث يتسلق الموظفون السلم الوظيفي على حساب أخلاقياتهم الشخصية وتقديم منزله وكرا لعلاقات مرؤوسيه بنوع من التستر. بدأت سينما الجشع في السبعينيات من القرن العشرين، تأخذ منحى أكثر جرأة، مع تصوير الشركات الكبرى كشخصيات شريرة تسعى وراء المكاسب والأرباح بغض النظر عن العواقب الأخلاقية. في فيلم " الشبكة "Network"/ (1976) من اخراج سيدني لوميت والذي يعتبر أحد أكثر الأفلام شهرة في انتقاده لجشع وسائل الإعلام، حيث يعرض كيف يمكن للاستغلال التجاري أن يؤثر على المحتوى الإعلامي ويحول الحقيقة إلى سلعة تجارية. أما في الثمانينيات، فقد كانت فترة شهدت صعود الرأسمالية المتوحشة والتمجيد المفرط للثراء السريع، مما انعكس في أعمال مثل فيلم " وول ستريت " (1987) ، (Wall Street) الذي قدم شخصية جوردون جيكو، أيقونة الجشع المالي، بشعاره الشهير "الجشع جيد". ويعكس هذا الفيلم كيف يمكن للرغبة الجامحة في الثروة أن تؤدي إلى الفساد وتدمير الأفراد والمجتمعات. وفي التسعينيات، أخذت السينما منحى أكثر تعقيدًا في تناول مفهوم الجشع، حيث قدمت أفلام مثل " غرفة التداول " ( Boiler Room) (2000) ، نظرة عن الجيل الجديد من الشباب " سيث ديفيس " الذي دخل عالم المال بشغف لا يحده شيء سوى الطموح الجامح والرغبة في تحقيق الأرباح بأي وسيلة ممكنة. عبر هذه العقود، لم تكن سينما الجشع مجرد تصوير للثراء والطموح، بل كانت أيضًا وسيلة لنقد هذا الجانب القاتم من الطبيعة البشرية. من خلال الشخصيات والقصص المؤثرة، استطاعت هذه الأفلام أن تقدم رؤية معقدة حول كيف يمكن للجشع أن يصبح القوة المحركة للنجاح والانهيار في الوقت ذاته، مما يجعل هذا الموضوع واحدا من أكثر المواضيع إثارة للإهتمام في السينما. في السنوات الأخيرة، أصبحت أفلام مثل "وول ستريت" (1987) لأوليفر ستون وتكملته "وول ستريت: المال لا ينام أبدًا" (2010) رمزا للجشع المؤسسي. يقدم فيلم "ذئب وول ستريت" (2013) للمخرج مارتن سكورسيزي نظرة ساخرة على البذخ والغش والخداع في العالم المالي. وفي فيلم "وول ستريت"، يلخص الخطاب الشهير لجوردون جيكو "الجشع جيد" بمنح الجاذبية الساحرة للثروة والسلطة. بالمثل، يبرز تصريح جوردان بلفورت في فيلم "ذئب وول ستريت" "أريدك أن تتعامل مع مشاكلك بأن تصبح غنيًا" نوع الغموض الأخلاقي المسكوت عنه والتسويات الأخلاقية المتضمنة هي من تحمل وراء النجاح دون اعتبار لأي شيء. وقد قدم عدة مخرجين مساهمات كبيرة لهذا النوع، ويشتهر المخرج مارتن سكورسيزي بالغوص في تجليات ومظاهر الجشع والفساد الأخلاقي، وخاصة في أفلام مثل "كازينو" (1995) و"ذئب وول ستريت". وكما قدمت أفلام المخرج أوليفر ستون نظرة نقدية حادة لأمريكا المؤسسية ولشخصياتها الجشعة في عالم رأسمالي متوحش. كما صورت موضوعة الجشع أيضًا كعامل نفسي واجتماعي، يعكس تأثيره القوي على العلاقات الإنسانية والطموح الشخصي. ففي فيلم " الطفيلي" (Parasite) (2019) ، من اخراج بونغ جون هو، يقدم الفيلم صورة معقدة للجشع الاجتماعي والاقتصادي، حيث تتلاعب الشخصيات بالمجتمع لتحقيق مصالحها، في حين يُظهر فيلم " سيكون هناك دم " (2007) (There Will Be Blood) للمخرج بول توماس أندرسون وللكاتب أبتون سنكلير، مستوحى جزئيا من قصة تتناول قصة رجل النفط الطموح " دانيال بلاينفيو ، الذي كان يسعى للسيطرة على صناعة النفط في كاليفورنيا أوائل القرن العشرين. يصور الفيلم كيف يمكن للطموح الجامح أن يدمر الروابط العائلية والمجتمعية دون اعتبار للأخلاق والقيم الانسانية. سينما الجشع والجشع الفردي الجشع الشخصي والفردي هو مفهوم معقد يتجلى في العديد من جوانب الحياة، بدءًا من الطموح غير المحدود وصولًا إلى الأنانية التي تدفع الأفراد إلى تجاهل القيم الأخلاقية والمجتمعية. قدمت السينما رؤية واسعة لهذا المفهوم، حيث جسدت شخصيات ومواقف تحاكي الطمع الشخصي وتأثيره على الأفراد والمجتمع. في فيلم " كل رجال الملك " (1949)، يظهر الجشع السياسي بوضوح من خلال شخصية ويلي ستارك، الذي بدأ مسيرته كسياسي نزيه لكنه سرعان ما انغمس في دوامة الفساد والطموح الجامح، مما أدى إلى سقوطه الأخلاقي. الفكرة التي أصبحت تحكم هذه الشخصية، "كل إنسان لديه طمع داخلي، لكنه يحتاج إلى الفرصة كي يزدهر". هذا يوضح كيف يمكن للجشع أن يكون جزءًا من النفس البشرية، لكنه يبرز بشكل واضح عند توفر الظروف المناسبة. أما في فيلم " الشقة " فإن الجشع يأخذ شكلًا شخصيا، حيث يتجلى في سلوك الموظفين الذين يسعون وراء الترقيات على حساب أخلاقياتهم. في أحد المشاهد، يقول أحد الشخصيات: "لا يتعلق الأمر بما تعرفه، بل بمن تعرفه"، مما يعكس كيف يمكن للجشع الفردي أن يدفع الناس إلى اتخاذ قرارات غير أخلاقية بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية. كما أضحى الجشع الإعلامي موضوعًا رئيسيًا وتجلى في فيلم " الشبكة" (1976)، حيث يصور الفيلم كيف يصبح الإعلام مجرد وسيلة للربح دون أي اعتبار للمبادئ الأخلاقية. الاقتباس الشهير من الفيلم "أنا غاضب كالجحيم ولن أتحمل هذا بعد الآن!" يعكس حالة السخط تجاه الهيمنة الرأسمالية على وسائل الإعلام، حيث يتحول المحتوى إلى سلعة تجارية بدلاً من أداة لنقل الحقيقة. أما الجشع المالي في مقدمة المشهد السينمائي، وخاصة في فيلم " وول ستريت " (1987)، حيث أصبح شعار الشخصية الرئيسية جوردون جيكو، "الجشع جيد" ، بمثابة أيقونة للطموح المادي الجامح. ويعكس هذا الاقتباس رؤية تتبنى الجشع كمحرك رئيسي للنجاح في المجتمع الرأسمالي، لكنه أيضًا يكشف كيف يمكن لهذا الطموح أن يؤدي إلى فساد مالي وتدمير أخلاقي. ويظهر الجشع في سياق العولمة في فيلم " غرفة التداول " (2000)، حيث يتمحور الفيلم حول مجموعة من الشباب الذين يسعون لتحقيق الثراء بأي وسيلة ممكنة، مما يؤدي بهم إلى أنشطة غير قانونية. يقول أحد الشخصيات: "إما أن تكون في اللعبة، أو خارجها "، مما يعكس كيف يصبح الطمع الشخصي المحرك الأساسي للحياة المهنية لدى البعض. من خلال هذه الأفلام، نرى كيف يتجلى الجشع الشخصي والفردي عبر عقود من تاريخ السينما، حيث يتحول من طموح إلى هوس، ومن مجرد رغبة إلى دافع قوي يقود الشخصيات إلى اتخاذ قرارات قد تكون مدمرة. السينما لم تكن فقط مرآة تعكس هذه الظاهرة، بل كانت أيضًا أداة نقد قوية تبرز الجوانب الأخلاقية والسلبية لهذا السلوك الإنساني. أبعاد سينما الجشع الجشع هو أحد الدوافع البشرية التي أثرت بشكل عميق على المجتمعات والأنظمة الاقتصادية والسياسية والمجتمعية، حيث أظهر التاريخ كيف يمكن لهذه النزعة أن تكون القوة المحركة وراء بعض أعظم النجاحات، لكنها أيضًا يمكن أن تؤدي إلى الفساد والانهيار. صورت السينما الجشع بمثابة مرآة تعكس هذه المظاهر المختلفة لنمط الحياة المادية المبالغ فيها، حيث تناولت أفلام عديدة تأثيره في الأفراد والمجتمعات على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والنفسي. الجشع الاجتماعي: يظهر الجشع الاجتماعي في السينما حينما تصبح القيم والمبادئ مستندة إلى الطموح غير المحدود والرغبة في الهيمنة والسيطرة. أحد الأمثلة البارزة على ذلك هو فيلم " الشقة "، الذي يعكس كيف يتلاشى مفهوم النزاهة الاجتماعية في بيئة العمل حيث يسعى الأفراد إلى تحقيق مكاسب شخصية على حساب الآخرين. في أحد المشاهد، يقول أحد الشخصيات: "لا يتعلق الأمر بما تعرفه، بل بمن تعرفه"، مما يعكس كيف يمكن للجشع أن يكون العامل الأساسي في الترقيات المهنية بدلاً من الكفاءة الحقيقية. و يظهر أيضا الجشع الاجتماعي في كيفية تلاعب الأفراد بالمجتمع لتحقيق مكاسب شخصية، كما في فيلم " وول ستريت " (1987) حيث يظهر كيف يمكن للشخصيات الجشعة استغلال النظام المالي لتحقيق ثروات هائلة بينما يعاني الآخرون من تداعيات ذلك. الجشع الاقتصادي يعتبر الجشع الاقتصادي من أبرز مظاهره في عالم المال والأعمال، حيث يصبح تحقيق الربح الهدف الأساسي دون اعتبار للتأثيرات الأخلاقية والاجتماعية، وهذا ما حاولت السينما نقله بأوجه مختلفة. ففي فيلم " غرفة التداول "، يُظهر الفيلم كيف يمكن للجشع أن يؤدي إلى أساليب غير قانونية في التجارة وفي عالم المال، حيث يقول أحد الشخصيات: " إما أن تكون في اللعبة، أو خارجها."، مما يعكس واقع أولئك الذين يسعون وراء الثراء السريع دون الاهتمام بالعواقب الأخلاقية أو القانونية. أما فيلم " وول ستريت " (1987) فهو أكثر الأفلام شهرة في تصوير الجشع الاقتصادي من خلال شخصية جوردون جيكو وشعاره الشهير "الجشع جيد"، حيث يتم تصوير الجشع كمحفز رئيسي للنجاح، لكنه أيضًا يؤدي إلى الفساد والتلاعب بالأسواق. الجشع السياسي: الجشع السياسي هو من أخطر أشكال الجشع لأنه يؤثر في قرارات تحدد مصير المواطن والدول والمجتمعات. في فيلم " كل رجال الملك "(1949)، يظهر كيف يمكن للجشع السياسي أن يؤدي إلى سقوط القادة، حيث تبدأ الشخصية الرئيسية كسياسي نزيه لكنها تتلاشى في دوامة الفساد والطموح الشخصي، مما يعكس كيف يمكن للسلطة أن تصبح هدفًا في حد ذاتها. في الفيلم، يقول أحد الشخصيات: "كل إنسان لديه طمع داخلي، لكنه يحتاج إلى الفرصة كي يزدهر"، حيث يعكس أن الجشع يمكن أن يصبح قوة مدمرة عندما يتم إعطاؤه الفرصة للنمو. أما في فيلم " الشبكة "، فيتم تناول الجشع في وسائل الإعلام وعلاقته بالسلطة السياسية، حيث يتم تصوير كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة للتلاعب بالرأي العام لتحقيق مصالح سياسية واقتصادية. الجشع النفسي: نفسيا، تستكشف في سينما الجشع تأثير الجشع على الرفاهية العقلية والعاطفية للأفراد. وغالبًا ما تواجه الشخصيات المدفوعة بالجشع صراعات داخلية عميقة، حيث تتعارض رغباتهم مع إحساسهم بالأخلاق والعلاقات الشخصية. ليس الجشع مجرد ظاهرة اجتماعية أو سياسية، بل هو أيضًا جزء من النفس البشرية، حيث يمكن أن يصبح هوسًا يؤثر في سلوك الأفراد وخياراتهم. في فيلم " الشقة "، يُظهر الفيلم كيف يمكن للجشع أن يؤثر على العلاقات الشخصية، حيث تصبح الطموحات المهنية أهم من القيم العاطفية. كذلك، في فيلم " غرفة التداول " ، يتم تناول كيف يؤدي الجشع إلى شعور دائم بعدم الرضا، حيث تسعى الشخصيات دائمًا وراء المزيد المكاسب المادية دون شعور بالاكتفاء. عبر العقود المختلفة، قدمت السينما رؤية نقدية للجشع في جميع أشكاله، حيث أظهرت كيف يمكن أن يكون الجشع دافعًا قويًا ولكنه أيضًا عاملًا في تدمير القيم الإنسانية، سواء كان ذلك في السعي وراء الثروة، السلطة، النجاح أو النفوذ، أو يبقى علامة على السقوط الأخلاقي للمجتمعات في المستنقعات الضحلة. ويبقى الجشع أحد أكثر الدوافع تعقيدًا وتأثيرًا في السلوك البشري. في النهاية، يظل الجشع من أكثر المواضيع إثارة للاهتمام في السينما، حيث يتيح للمخرجين فرصة لتقديم نقد صريح وعميق للمجتمع واستكشاف التعقيدات البشرية التي تحيط بهذا المفهوم وتجلياته ونتائجه. هنا يمكن اعتبار دور السينما أنها ليست مجرد انعكاس للواقع، بل هي أيضًا وسيلة للتحدي وإثارة الأسئلة حول تأثير الجشع على الحياة الفردية والجماعية. كاتب مغربي