اقتحمت قوات إسرائيلية مساء السبت سفينة "حنظلة" التابعة لتحالف "أسطول الحرية"، أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار المفروض منذ أكثر من 18 عامًا. وأظهر بث مباشر لحظة صعود الجنود الإسرائيليين إلى السفينة، في وقت كان فيه النشطاء يجلسون على سطحها ويرددون أغنية "بيلا تشاو" المناهضة للفاشية، قبل أن يتم قطع ثلاثة بثوث فيديو مباشرة بعد دقائق من الاقتحام. كانت السفينة "حنظلة"، التي أبحرت من صقلية في 13 يوليوز الماضي، تحمل على متنها 19 ناشطًا وصحافيَين اثنين، من بينهم الصحافي المغربي محمد البقالي مراسل قناة الجزيرة، والمصوّر الأمريكي وئام محمد سليم الطائي. وقد أكدت منظمة "مراسلون بلا حدود" في وقت سابق مشاركتهما في مهمة صحفية إنسانية، مطالبة بضمان سلامتهما، واصفة وجودهما على متن السفينة بأنه يندرج ضمن تغطية إعلامية حساسة تستوجب الحماية الدولية. تحالف "أسطول الحرية" صرّح أن السفينة تم اعتراضها "بشكل غير قانوني" على بعد نحو 50 كيلومترًا من الساحل المصري و100 كيلومتر غرب غزة، معتبرًا أن العملية تمت خارج نطاق السيادة الإسرائيلية. ولم يصدر الجيش الإسرائيلي تأكيدًا رسميًا بشأن الاقتحام، لكنه كان قد أعلن سابقًا استعداده "للتعامل مع أي سيناريو في إطار الحصار البحري المفروض على غزة"، وأنه يتصرف وفق توجيهات القيادة السياسية. الحدث أثار ردود فعل سياسية، أبرزها من النائب الفرنسي جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، الذي وصف اقتحام السفينة بأنه "عملية خطف في المياه الدولية"، مشيرًا إلى وجود نائبتين فرنسيتين على متنها هما إيما فورو وغابريال كاتالا. ودعا ميلانشون الحكومة الفرنسية إلى التدخل لحماية مواطنيها والركاب المشاركين في المهمة الإنسانية. طاقم السفينة أعلن نيته الدخول في إضراب عن الطعام في حال تم اعتقال النشطاء أو منعهم من إتمام رحلتهم. وتأتي هذه العملية بعد شهر من حادث مشابه اعترضت فيه البحرية الإسرائيلية سفينة "مادلين" على بعد 185 كيلومترًا من سواحل غزة، وتم على إثره احتجاز نشطاء من دول أوروبية قبل ترحيلهم.