كشف يوسف العزوزي، الطبيب العام والمخترع المغربي، أن تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) بشأن اختراع أول جهاز بالعالم يصفي الدم من داخل الأوعية الدموية توصل إلى أنه "أول براءة توضع في هذا المجال لدى المنظمة"، ليصبح بذلك قرارُ منح براءة الاختراع بشكل نهائي رهينا بما ستتوصل إليه فحوصات المكاتب الوطنية للمنظمة بعدد من الدول، التي جرى التقدم بطلبات إليها في هذا الصدد. العزوزي، الذي أعلن سابقا نجاح تجربة اختبار فعالية أول جهاز يصفي الدم من داخل الأوعية الدموية داخل مختبر أمريكي، أخبر، بخصوص المرحلة الأولى من تسجيل البراءة بموجب معاهدة براءات الاختراع PCT، أن تقرير المنظمة الدولية للملكية الفكرية هو الذي يوضح نتائج الفحص المسبق للاختراع؛ "هل توجد اختراعات مماثلة له أم إنه فريد من نوعه، جاء بنتائج إيجابية". وتعتمد المنظمة، في هذا الصدد، على ثلاثة معايير هي: التميّز Novelty، و"الخطوة المبتكرة" Inventive steps ، والتطبيق الصناعي Inventive steps. وشرح المخترع المغربي، عبر فيديو في قناته الرسمية على "يوتيوب"، أن الخبيرة في المنظمة التي راجعت الاختراع، واسمها إيليزابيث نيومان، وضعت "نعم" yes أمام جميع هذه المعايير، ما يعني أن الاختراع يستوفيها كاملة. أما المرحلة الثانية من رحلة نيل براءة الاختراع فتتمثل في تقديم الطلب إلى الدولة التي يرغب المخترع أو الشركة في متابعة الحصول على البراءة بها. "في حالتنا قدّمنا للصين والولايات المتحدةالأمريكية واليابان وأوروبا (الاتحاد الأوروبي)"، يقول العزوزي، مُشددا على أن "المكاتب الموجودة بهذه الدول تأخذ رأي المنظمة العالمية للملكية الفكرية بعين الاعتبار، ثم تتخذ بعد الفحص قرارا نهائيا". وفي هذا الصدد أورد الدكتور المغربي، تفاعلا مع عدد من التساؤلات الرائجة بشأن الأسباب وراء عدم نشر دراسات علمية بخصوص الجهاز المخترع على صفحات مجلات علمية: "ألا يعتبر التقرير (بشأن التجربة المجراة على خنزير) في إطار اختبار فعالية الجهاز، المصدّق عليه من طرف أكبر مختبر للأجهزة الطبية في العالم، Namsa أكبر دليل على علمية الاختراع وصدقيته؟". وقال المتحدث ذاته إن "عدم نشر النتائج، وبالخصوص المتعلّقة بالميكانيزمية، يأتي لكون الجميع يطلع عليها، بما يشمل الشركات العملاقة التي تستطيع الاستيلاء على أفكارك، خاصة أنها تمتلك موارد مادية عملاقة ولديها جيش من المحامين يمكنهم أن يدفنوك بسهولة"، بتعبيره. ونبّه العزوزي في هذا الجانب إلى أن مختبر "نامسا" "يشتغل كثيرا رفقة السلطات الصحية قبل منحها الرخص للشركات للشروع في التجارب البشرية"، وتساءل في هذا الجانب: "لماذا لا تلزم هذه السلطات الشركات بشرط النشر في الجامعات العلمية؟". وأضاف المتحدث موضحا: "نحن لسنا جامعة؛ فالجامعات هي التي تنشر كثيرا، لأن لديها مصلحة في النشر كل مرة، ولو بخصوص اكتشاف صغير، ذلك أن النشر في المجلات العلمية يرتقي بها في التصنيفات؛ ولكن الأمر مغاير تماما في حالة الشركات، فمن مصلحتها الحفاظ على الملكية الفكرية والبيانات وميكانيزمية الجهاز أو الاختراع". إلى ذلك أطلع العزوزي متابعيه على خلاصات التقرير، الذي توصل بالفعل إلى "نجاح الجهاز في تغيير توجيه الخلايا الالتهابية التي تجري في الدم حتى لا تذهب إلى العروق التي تغذي الأعضاء الجديدة؛ إذ إنه بعد وضع الجهاز في المكان المناسب تبيّن (كما راهنت التجربة) أن العرق التي يغذي الرجل اليمنى شهد تغيرا على صعيد كمية الكريات البيضاء، مقارنة بالعرق الدموي الذي يغذي الرجل اليسرى". على صعيد آخر أوضح الطبيب العام المغربي، بشأن اختراعه السابق المتعلّق بجهاز علاج فشل القلب الاحتقاني، أنه "ينتظر آخر قرار خاص بأمريكا والبرازيل وأوروبا، بعدما نجح في الحصول على براءة الاختراع من عدد من الدول، هي أستراليا والهند واليابان وكندا والمكسيك والصين، بالإضافة إلى كوريا الجنوبية وتركيا".